عرفات.. الغصن الأخضر الذي سقط

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

A لايمكن أن تنسى ذاكرة الفلسطينيين والعرب بل وذاكرة العالم كله في ذكرى النكبة الفلسطينية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ليس فقط باعتباره رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وإنما بوصفه مناضلًا كافح العدوان الصهيوني على جميع الجبهات. وإذا نسته الذاكرة في يوم النكبة الأولى، فإنها بالتأكيد ستتذكره في مناسبة النكبة الثانية المتمثلة في نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة. لقد اختارعرفات طريق النضال فخذلته الحلول السياسية ودحرجته نحو اتفاقات لم تكتمل. وحين اختار طريق السلام خذله الرعاة تارة بالمحاصرة وأخرى بالمقامرة، قبل أن يسقط مسمومًا في مقر إقامته برام الله. اسمه الحقيقي محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكرًا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي «أبو عمار» وهو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخبة في عام 1996. ترأس عرفات منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيسها على يد أحمد الشقيري عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959. عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية. كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. شرع عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية في آخر فترات حياته في سلسلة من المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن تلك المفاوضات مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو، وقمة كامب ديفيد 2000. وهو الأمر الذي اعتبره البعض مجرد تنازلات للحكومة الإسرائيلية. يذكر التاريخ كيف وقف عرفات في تشرين الثاني عام 1974 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلًا: «لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي، لا تسقط الغصن الأخضر من يدي»‏.

مشاركة :