تناولت أغلب الصحف البريطانية ملف نقل السفارة الأميركية إلى القدس في خطوة جاءت بعد اعتراض دولي واسع. ونشرت صحيفة الغارديان مقالا لراشيل شابي اعتبرت فيه أن ترامب قد أشعل عود ثقاب في القدس حيث اندلعت النيران، لكنه في الوقت نفسه لا يمتلك خطة لإطفاء هذه النيران، مشيرة إلى أن أولى النتائج هي مقتل عشرات الفلسطينيين. ونشرت شابي صورة مركبة على رأس المقال جانبها الأيمن ينقل شطراً من حفل نقل السفارة تجلس فيه إيفانكا ترامب إلى جوار زوجها ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته وهم يصفقون في سعادة بالغة تصفها شابي بأنها مثل سعادة القط الذي حصل لتوه على كمية كبيرة من القشدة. وفي الجانب الآخر من الصورة يظهر شاب فلسطيني في قطاع غزة وإلى جواره فتاة محجبة ترفع العلم الفلسطيني، بينما يرتدي الشاب كمامة ضد الدخان والنيران مشتعلة حوله وهو يركض خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وتقول شابي إن مبعوث السلام الأميركي السابق في المنطقة مارتن أنديك لاحظ الفارق بين جانبي الصورة وعلق عليها قائلا «إنها لحظة حلاوة مريرة». وتقول الكاتبة مضيفة أن «ممارسات ترامب في الشرق الأوسط ليست دبلوماسية لكنها فقط مجرد إشعال متواصل للنيران في المنطقة التي ستدفع الثمن وستواجه تبعات ما يفعله ترامب». ونشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لدونالد ماكنتاير من حي الزيتون في قطاع غزة بعنوان: «سفارة تفتح أبوابها في القدس وقتلى يسقطون في أعنف أيام غزة منذ سنوات». يقول ماكنتاير إن ما حدث يعتبره الفلسطينيون الذكرى السبعين للنكبة يكشف لنا إلى أي حد تبعدنا سياسات ترامب عن حل أكبر صراع في العالم. واضاف «أن ارتفاع عدد القتلى إلى هذا العدد أمر يجعلنا نسخر من ترامب الذي أكد أكثر من مرة أنه يرغب في حل سلمي للصراع، لكنه أقدم على فعلته هذه وسط إدانات واعتراض دولي واسع لم يبالِ بها الرجل».