يا الله يا محيلان يا الله...

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

يا الله يا محيلان يا الله... مقدمة برنامجه الإذاعي الذي لم يكن مجرد برنامج قط، بل بركان ينشر من خلاله البهجة والفرح والوناسة.فعبدالله المحيلان رمز للفن والعطاء لعصر جميل وليس مجرد مقدم برنامج لا يعرف اسمه جيل ولد بعد اعتزاله ولا يذكر عنه موقع ويكيبيديا أنه أعظم فنان لأنه فنان حقيقي وحقيقته سر عظمته.عملاقاً رحل حبيب أمه التي توفيت قبل وفاته ببضعة شهور في صباح قاتم حزين نفتقد به بقعة كبيرة من الجمال، كان يكفينا منه وجوده رغم عدم حضوره، فهو حاضر في الغياب.أسس لتظاهرة شعبية سلمية عبر برنامج إذاعي رسالته «الوناسة» في نهاية دوام يوم الخميس الذي كان نصف دوام. كانت الكويت تضبط ساعتها على توقيت المحيلان، ففي الوزارات والدوائر الرسمية لا صوت يعلو صوته المبحوح... تلك البحة التي تحولت إلى موسيقى تصويرية عند كل إشارة مرورية تقف فيها، فلا تسمع إلا المحيلان يمينك وشمالك وخلفك وأمامك.أقام الدنيا ولم يقعدها مدافعاً عن رسالته التي يلخصها بقوله «العنفصة والجمبزة والضحك والغشمرة والسوالف سالفة منّيه وسالفة مناك»... وهو «الزقرت» الذي مع أخذ حقوق الناس شرط ألا تؤدي مطالباته لبعض الناس إلى النكد على باقي الناس، فحق الناس في الفرفشة أهم.من يصدق أن كل هذا المجد صنعه في أربع سنوات فقط لا غير في برنامجه من 1980 إلى 1984، لأنه سبق عصره بما يفوق الأربعين عاماً.وهذه السنوات الأربع أسس لها في عشر سنوات مارس فيها العمل الإعلامي صحافياً ومصوراً فوتوغرافياً ومخرجاً ومقدماً... هو الذي درس التمثيل.الثائر على الديوانية لأنه ديوانية في حد ذاته، وعلى سيرة الثورات كان مؤيداً للثورة الأريترية التي وثقها في فيلم سينمائي عندما لم يكن كثيرون يعرفون فيه موقع أريتريا على الخريطة.أجرى مقابلات مع كبار الفنانين في مصر والتقط الصورة الأشهر للفنان خالد الشيخ ممسكاً بالعود باللونين الأبيض والأسود الذي غنى له: «يا عبيد»، ثم انقطع عنه فلم يعاتبه. هو الانطوائي عاشق العزلة، وعزلته سر إبداعه الذي صنع فيها أمجاده.ثم اعتزل في عز مجده، وفي عزلته كان يشاهد تسجيلات أعماله القديمة التي أحب، منها «القلب المفتوح» و«أريتريا وطني»، لكنه رغم ذلك يرفض أن يوصف بأنه يعيش على ماضيه واثق من تجدد عطائه.ثروته الحقيقية جمهوره الذين دمعت عيناه لفراقهم واحتفظ برسائلهم في ثلاث «زبلان»... وربع الرسائل لم تفتح بعد.ظلم ولَم ينل حقه من التكريم بسبب مزاجيته، ففي حفل لتكريمه أقيم في القاهرة لم يحضر لتسلم جائزته رغم وجوده في القاهرة، لسبب بسيط أن مزاجيته سيدة الموقف.‏بعد أن تقاعد احتراماً لتاريخه، وبعد أن تعب اختار أن يهدر ماله في الإقامة في أحد فنادق إحدى العواصم لستة أشهر رغم اعترافه بأنه كان يستطيع أن يشتري لنفسه عقاراً في هذا البلد بهذه الأموال.عبدالله المحيلان كان متفرداً في كل شيء، وكان بمفرده يقود الشارع والرأي العام، إذ كان «سوشيال ميديا» قبل «السوشيال ميديا». reemalmee@

مشاركة :