مدريد تستضيف الملتقى العالمي التاسع للخيول العربية الأصيلة

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن اختيار إسبانيا استضافة الملتقى العالمي التاسع لخيول السباقات العربية الأصيلة الذي التأم طوال أسبوع في العاصمة مدريد محض صدفة. فالمؤتمر المنبثق عن مهرجان الشيخ زايد بن منصور، نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير شؤون الرئاسة جعل على رأس أولوياته الترويج للخيول العربية الأصيلة ودفع سباقاتها وكل ما يرتبط بها إلى المستوى العالمي. وكان من الطبيعي إذن أن يختار المشرفون على المهرجان وعلى المؤتمر إسبانيا محطة هذا العام بالنظر لما تستدعيه من ذكريات تاريخية. ذلك أن الخيول العربية الأصيلة دخلت هذا البلد في العام 711 مع طارق بن زياد الذي أرسله والي أفريقيا موسى بن نصير للسيطرة على إسبانيا. ولم يكن من الصدف أيضا أن تركض الخيول العربية الأصيلة في مضمار مدينة إشبيلية الواقعة جنوب إسبانيا. ذلك أن هذه المدينة هي أولى كبريات المدن التي سيطر عليها العرب وتحولت مع الوقت إلى العاصمة المركزية. ولعل أبلغ دليل على ذلك القصر الكبير الذي يشهد على الحضور العربي في هذه المدينة وفي غالبية المواقع التاريخية الإسبانية، إن غرناطة أو طليطلة أو قرطبة، وكلها تشير لمآثر العرب خارج الأراضي العربية. هذا الملتقى العالمي كان على موعد تاريخي آخر هو الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لولادة الشيخ زايد بن سلطان، مؤسس وباني الإمارات الذي كان يهوى الخيول، ومن الوصايا التي تركها لشعبه الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة. وما كانت الأمور لتسير في شكل مخالف وهو فارس مولع بمطيته. وفي كلمته، توقف الدكتور عبد الله الرايسي، مدير الأرشيف الوطني في أبوظبي عند الأهمية التي أولاها الشيخ زايد للخيول العربية الأصيلة. وعرضت في المؤتمر صور رائعة تظهره على خيوله. كما أن الدكتورة حصة العتيبة، سفيرة الإمارات في مدريد شددت على أن الشيخ زايد «وضع الأسس للاهتمام بالخيول العربية في مرحلة مبكرة وكل النجاحات التي وصلت إليها الإمارات الآن في عالم الخيول كانت بسبب نظرته الثاقبة». وفي منظورها أن الاهتمام بالخيول «يعكس ثقافة الشعوب العربية التي ترى في الخيل رمزا للمقاومة والقوة والجمال وكلها صفات تشبعت بها الشعوب العربية ومتوفرة في الخيول». وشكرت السفيرة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على الجهد الكبير الذي قام به «لإعلاء الخيل العربي» عبر المهرجان العالمي وكذلك لارا صوايا على إدارتها له وللمؤتمرات المرتبطة به من نجاح إلى نجاح عبر سنواته العشر الماضية. حقيقة الأمر أن ملتقى مدريد جاء «دسما» من حيث غنى وتنوع المواضيع التي تناولها وغالبيته ذو طابع علمي تخصصي بالغ. كما أن المعالجة جاءت دقيقة وشاملة بفضل مشاركة 400 شخصية ومئات الخبراء والأطباء البيطريين والملاك والمربين والفرسان من مختلف أنحاء العالم في جميع التخصصات يمثلون 90 دولة. وهذه المشاركة الواسعة جاءت ترجمة لشعار المهرجان: «عالم واحد... ست قارات». ومن المواضيع التي تم تناولها نقل الأجنة واستيلاد الخيول ورعايتها وتدريبها وتغذيتها، إضافة إلى عالم الفارس وصحته ووزنه وتغذيته ورعايته وتأمين صندوق لمن يقع ضحية حادث. كذلك تناول المؤتمرون ملفا رئيسيا وهو تمكين المرأة في السباقات. في هذا الخصوص، قالت لارا صوايا إن دعم الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» للرياضة النسائية عامة، وسباقات السيدات خاصة، «كان له أكبر الأثر في احتلال الفروسية الإماراتية النسائية المكانة المرموقة في العالم». وبما أن أي رياضة لا تصبح شعبية إلا بمشاركة الإعلام، فإن المؤتمرين خصصوا جلسة لهذا الموضوع. وضمت الندوة عشرة اختصاصيين طرحوا تصوراتهم وقدموا مقترحات عملية. وتساءل عدد منهم عن الأسباب التي تجعل الإعلام يرصد مساحات واسعة لرياضات مثل كرة القدم ولا يهتم، خارج الصحافة المتخصصة، برياضة الفروسية؟ عنوان الجلسة السابعة والأخيرة للمؤتمر كان «مستقبل سباقات الخيول العربية» ودور المهرجان في تنميتها ودفعها إلى الأمام، حيث إن الأهمية التي اكتسبها معطوفة على الثقة والجدية والمهنية جعلت عدد السباقات السنوية يزيد على المائة. وثمة جهود تبذل لمزيد من السباقات عبر العالم. وجاءت المقترحات التي خرج بها الملتقى منسجمة مع أهدافه وهي «مواصلة إعلاء شأن الخيول العربية في العالم، وتعريف شعوب العالم بأهميتها، والحفاظ على أهم السلالات الأصيلة للخيول العربية». ومن هذه التوصيات النظر في توحيد القوانين والقواعد والشروط، والحرص على العمل لنقل سباقات الخيول العربية الأصيلة على الهواء مباشرة خلال سباقات الخيول المهجنة الأصيلة في جميع المضامير. وتحسين وضعية سباقات الخيول العربية إلى مستوى القمة وجذب مزيد من الناشئين لرياضة الفروسية حسب رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. إلى جانب ضرورة تفعيل دور المرأة في مجال الرياضة وإدماج مسائل الجنسين ضمن الأعمال العامة التي تصب في مصلحة الرياضة، ونشر الثقافة الرياضية وزيادة الوعي. إضافة إلى إيجاد الحلول المناسبة للارتقاء بتربية الخيول العربية وزيادة إنتاجها، والمضي قدما والتعلم من الأخطاء لتسهيل صناعة الخيل العربي، وحماية الحصان العربي الأصيل. وأكد الجميع أهمية الارتقاء بسباقات الخيول العربية الأصيلة وتطويرها حتى تجد مكانها اللائق من الاهتمام، وأشاروا إلى ضرورة توحيد الجهود والاستفادة من الإمكانيات والدعم الكبير الذي يقدمه مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة. وفي اليوم ما قبل الأخير انتقل الجميع إلى مدينة أشبيلية حيث جرت مجموعة من السباقات الخاصة بالخيول العربية الأصيلة. جديد الملتقى أمران: الأول، إقامة سباق للخيول العربية الأصيلة في المملكة السعودية العام القادم، وثانيها، انضمام ماليزيا عضوا إلى المهرجان ابتداء من العام الحالي. أما الملتقى القادم فسيعقد في بوخارست، العاصمة الرومانية.

مشاركة :