أبوظبي: نجاة الفارس نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبو ظبي، أمس الأول، أمسية شعرية استضاف فيها الشاعرة وفاء العمراني، المستشارة الثقافية في السفارة المغربية في الإمارات، وقدمها الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بحضور الشاعر سالم بوجمهور مدير فرع الاتحاد في أبوظبي. قال الصايغ: «إن الشاعرة وفاء العمراني عاشت سنوات في الإمارات وخدمت ثقافتنا الوطنية وعلاقتنا مع المغرب الشقيق، واليوم نحن نتوج تاريخا من عطاء هذه الشاعرة في الإمارات والمغرب ودمشق وأكثر من عاصمة عربية، ونتوج أيضا موسمنا الثقافي».وأضاف: «إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يفخر اليوم بتقديم هذه الشاعرة التي تعتبر أنموذجا لمن يعيش في الإمارات ويخدم ثقافتها بمحبة كبيرة، ونحن هنا لنبادل هذه الشاعرة المحبة أيضا، فالعلاقة الإماراتية المغربية راسخة منذ غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأخوه الملك الحسن الثاني رحمه الله، وهذه العلاقة مكرسة ومؤسسة تأسيسا مستمرا في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيّان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه الملك محمد السادس». وعرج الصايغ على السيرة الأكاديمية للعمراني، فهي أستاذة باحثة، ودبلوماسية حاصلة على إجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس في الرباط، ودبلوم الدراسات العليا من الجامعة نفسها في تخصص الأدب العربي الحديث، وبدأت النشر سنة 1980بظهور نصها الشعري «موج التناقض العذب» في مجلة مواقف اللبنانية، وحازت على جائزة المغرب للكتاب في الإبداع الأدبي صنف الشعر عن ديوانها «هيأت لك» سنة 2002، كما عمِلت مستشارة ثقافية لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ثم انتقلت لتشتغل مستشارة ثقافية في سفارة المملكة المغربية في عدة دول عربية منها الإمارات، ومن إصداراتها الشعرية: «الأنخاب» 1991، «أنين الأعالي» 1992، «فتنة الأقاصي» 1996، «هيأت لك» 2002، «حين لا بيت» 2007، «تمطر غياباَ»2011. وقدمت العمراني ورقة بعنوان «شذرات من شعرية الذات» قالت فيها: «بعد ما ينيف على ألفي سنة شعراً في العربية، ولعله أطول تاريخ في كتابة الشعر، وفي ظل راهن ثقافي كما وصفه الكثيرون، في معظم ملامحه مقبل على الآني، منشغل بالعارض، منصرف إلى التصفيق والتهليل، أو ملهوف على الكرسي، أو حبيس ظلامية فاتكة أو حتى مهووس بتجارة الأفكار على حساب اكتشاف المعاني العميقة لوجود الإنسان في علاقته بذاته، بالآخر والأشياء والعالم من حوله. في ظل هذا الوضع الراهن يصبح للسؤال الإنكاري الرائج هذه الأيام في غير ما استخفاف: لماذا الشعر الآن؟ يصبح لهذا السؤال مسوغ إجابة في آحايين كثيرة يتخذ شكل أسئلة أخرى ما فتئت تتناسل أعمالا إبداعية وقصائد شامخة أصالة وحداثة معا، ماذا لنا حيال هذه البشاعة الأرضية الجاثمة هذه الأيام بكل فظاعتها وفظاظتها: الحرب، الحقد، الدمار، الظلامية، مجنوني السلطة، الدمويين، الإرهاب، الإرهاب المضاد، حيال هذا كله، لا يملك الشاعر في رد فعل مغاير، إلا أن يؤخذ بمزيد من الكشوف والحدوس والإشراق، أن يؤسس لغمر من الجمال: الحب جمال، الخير جمال، الألم بما هو تطهير جمال، الاحتراق بما هو اغتسال وإضاءة جمال والشعر مثل العشق لا يشيخان أبدا، جمال أبدي، والشعر معرفة بكل هذه المعاني، معرفة حدسية ذوقية، يصعب أن تتلاقى مع أية معرفة أخرى قد تكبلها أو تضبطها أو توجهها إيديولوجية». وقرأت العمراني مجموعة قصائد تعكس ملامح مسيرتها الشعرية الممتدة ل 40 عاما، كان نتاجها فيها 9 دواوين شعرية، فبدأت بقصيدة نشرتها في مجلة أدونيس عام 1978، ثم عرجت على عوالم صوفية تعكس المرحلة الأولى من أشعارها، ومما قرأت، قصيدة «كينونة جذلى» من ديوان «فتنة الأقاصي»، ثم قصيدة «حينما تجنحنا الجراح» من ديوان «حين لا بيت»، وقصيدة «سرير الغياب» أهدتها لروح محمود درويش ونحن على أبواب ذكرى رحيله، تقول فيها: مرة أخرى انتظرني/ هناك انتظرني/ في السحاب/ على العشب/ عند نجماتي الثلاث/ انتظرني/ مثلما فعلت/ ليلة فرحنا المغدور/ حين مكرهة/ تخلفت في الغياب/ عن حديقة عشقك/ وآثرت أن أخلو للشعر فيك/ ولمجدك/ مخافة الدمع والانكسار/ أجلت عرس الانصهار/ أن آتيك مجلوة/ بالغمام والسنابل السبع/ وشقائق النعمان/ التي نسوها/ محمولة فوق أبدية الوفاء/ أجمل جميلاتك/ وعروس قصائدك/ الحريرية العسلية/ السرية العصية/ الشاهقة الناهدة/ اللماحة المائية/ بلا زمن أو سلة عمر/ أو زحام ذكريات/ بلا تضاريس أو قافية/ أو ندوب أو جغرافيات/ بلا بدء أو سلالات.وفي ختام الأمسية كرم الشاعر حبيب الصايغ الشاعرة وفاء العمراني.
مشاركة :