عناق أخير للرضيعة ليلى أصغر الضحايا

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدموع غلب عليها القهر والألم، عانق أنور الغندور وزوجته مرات عدة طفلتهما الرضيعة ليلى (8 أشهر)، التي كانت أصغر ضحايا المذبحة الإسرائيلية في غزة، أول من أمس (الاثنين)، بعد إعلان وفاتها نتيجة استنشاقها الدخان الذي أطلقته قوات الاحتلال على المتظاهرين شرق مدينة غزة. ولوقت طويل، لم تتوقف والدة الطفلة ليلى عن البكاء وهي تنظر إلى طفلتها الرضيعة وتحتضنها وتردد كلمات بلغتها العامية البسيطة: «قتلوكي يُمّا... إيش عملتي إلهم يما؟»، وسط حالة من الضجيج والنواح والدموع من النساء اللواتي حضرن إلى منزل العائلة قبل التشييع، ولإلقاء نظرة الوداع على الرضيعة. ولم يتمالك كثير من أفراد العائلة أنفسهم أمام الفاجعة، خصوصاً جدة الطفلة ليلى، التي أخذت تحتضنها بقوة وتردد بكلمات أوجعت قلوب الحاضرين مع انهمار دموعها: «يا عيون ستك، يا حبيبة ستك، ما راح أشوفك مرة ثانية، خليكي بحضني يا عيون ستك». ووسط هذه الحال من القهر والألم، احتضن أنور طفلته وسار بها أمام مئات المشيعين وهو يردد: «حسبنا الله ونعم الوكيل». وقال والد الطفلة، في حديث إلى الصحافيين خلال التشييع، إنه وزوجته وأطفاله كانوا في خيام العودة شرق مدينة غزة، لافتاً إلى أن موقعهم كان على مسافة بعيدة جداً - نحو 700 متر - من الجدار الأمني، حيث كانت تدور المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، وأوضح أنهم تعرضوا لوابل كثيف من إطلاق قنابل الغاز، الأمر الذي تسبب في استشهاد رضيعته نتيجة تنشقها الغاز بكثافة. وفي صورة أخرى من صور الأوجاع التي شهدتها منازل عشرات الضحايا في القطاع، ودّع أطفال الفلسطيني فادي أبو صلاح جثمان والدهم المقعد، الذي تعرض لطلق ناري مباشر في الرأس من قناصة جيش الاحتلال شرق خانيونس خلال وجوده قرب المسيرات. وألقى الأطفال نظرة الوداع الأخيرة على والدهم، وسط حالة من البكاء الشديد، ومحاولات والدتهم وأعمامهم التخفيف عنهم، حيث شيّع المئات جثمانه إلى مقبرة الشهداء في خانيونس. كما شيّع الآلاف من الفلسطينيين في كل المحافظات خلال مواكب جماهيرية حاشدة العشرات من الضحايا الذين سقطوا خلال الهجوم الإسرائيلي العنيف ضد المتظاهرين على الحدود، بعدما كانوا قد شيعوا بعضهم بعد الإعلان عن مقتلهم فوراً أول من أمس. وسيطرت حالة من الحزن والصدمة على المواطنين في القطاع، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد الضحايا إلى 61، مع وجود أكثر من 30 بحالة حرجة.

مشاركة :