بوتفليقة يعيد الاعتبار للزوايا بعد انحسار هيمنة السلفيين

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - ظهر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مجددا الثلاثاء بمناسبة تدشين مقر “الزاوية البلقائدية”، وهي صرح ديني صوفي في ضواحي العاصمة الجزائرية. وتعد هذه الزيارة بمثابة محاولة لإعادة الاعتبار للزوايا بعد هيمنة التيار السلفي خلال السنوات الماضية. وهذا الحدث العام هو الثاني خلال شهر الذي يحضره بوتفليقة (81 عاما) بعدما أصبح ظهوره نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 أقعدته على كرسي متحرك وأثرت على قدرته في الكلام. وقام الرئيس الجزائري وهو على كرسيه المتحرك، بإزالة الستارة عن لوحة تدشين زاوية الشيخ محمد عبداللطيف بلقائد ثم قام بأداء صلاة “تحية المسجد” وهي تقليد إسلامي لكل من يدخل جامعا لأول مرة. ويقع مقر الزاوية الجديد ببئر خادم على بعد 10 كلم من وسط العاصمة الجزائرية، وهي تتبع الطريقة الصوفية البلقائدية الجزائرية المتفرعة من الطريقة الدرقاوية التي تأسست في القرن التاسع عشر ميلادي ولها أتباع في المغرب والجزائر. وتضم الزاوية مدرسة قرآنية بقدرة استقبال تصل إلى 300 طالب إضافة إلى مكتبة بمساحة 1200 متر مربع. ويشمل المشروع أيضا مركزا للتدريب المهني ما سيسمح للطلاب بالحصول، إضافة إلى شهادات في العلوم الإسلامية، على شهادات تمكنهم من ممارسة نشاط آخر في حالة اختيارهم لمهنة غير مهنة الإمام، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. ومنذ وصول بوتفليقة للحكم في 1999 أظهر اهتماما بالزوايا وعمل على إخراجها من التهميش الذي شهدته منذ استقلال الجزائر في 1962. وأوضح سعيد جاب الخير المتخصص في الفكر الصوفي أن مشاركة بوتفليقة في هذا التدشين هدفها تذكير “الشعب الجزائري بأن السلطات متمسكة بالتصوف”. وأشار هذا الباحث في الشؤون الإسلامية إلى أن للزوايا دورا سياسيا أيضا، في وقت تزايدت الدعوات للرئيس بوتفليقة للترشح لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في أبريل 2019. وكانت تصريحات لوزير الشؤون الدينية محمد عيسى هاجم فيها التيار السلفي، اعتبرت مقدمة لفك السلطة لتحالفها مع هذا التيار والسعي إلى العودة إلى الصوفية. وقال عيسى أبريل الماضي إن “الدولة ستتكفل بمواجهة الأفكار النحلية والطائفية التي تحاول تقسيم المجتمع، بعيدا عن انتمائه للسنة والجماعة”، في إشارة إلى الضجة التي أثارتها الرسالة الشهرية لزعيم التيار السلفي محمد علي فركوس، التي أقصى خلالها الصوفية والإباضية والإخوان، من المذهب السني. ولعبت فتوى رموز التيار السلفي في الجزائر في السنوات الماضية، بتحريم التظاهر والمسيرات ورفض الخروج على سلطة الحاكم، دورا في إجهاض الحراك السياسي، الذي قاده بعض الناشطين السياسيين والفاعلين في المجتمع، من أجل التنديد بالسلطة والمطالبة برحيل النظام، أسوة بما كان يجري في بعض دول المنطقة. وظل التيار الذي وظف منذ مطلع الألفية في ضرب السلفية الجهادية، محل تأييد غير معلن من طرف السلطة، حيث حظي بحرية لافتة في الهيمنة على بعض الأنشطة الدينية والاقتصادية والتجارية. ومن أبرز مظاهر هذه الهيمنة سيطرتهم على الكثير من مساجد البلاد والجمعيات الدينية، فضلا عن أنشطة تجارية معينة، على غرار تجارة الجملة في سوق السمار بالعاصمة، وسوق الهاتف الجوال في حي بلفور في ضاحية الحراش (شرقي العاصمة).

مشاركة :