لندن (أ ف ب) - أعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء أنها ستنشر ملفا يتضمن استراتيجيتها بخصوص بريكست خلال الاسابيع المقبلة، فيما تنامت الشكوك وتزايدت الانقسامات حول العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد مغادرة بريطانيا للتكتل. وقال الوزير البريطاني المكلف ملف بريكست ديفيد ديفيس إن "الوثيقة البيضاء" تتضمن "توضيحات مفصّلة وطموحة ودقيقة" لمواقف الحكومة وتعتبر "أهم وثيقة بخصوص الاتحاد الاوروبي منذ الاستفتاء". وأوضح أنها "ستعبر عن طموحنا حول علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الاوروبي، في سياق رؤيتنا لدور بريطانيا المستقبلي في العالم". وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الوثيقة التي ستنشر قبل عقد قمة أوروبية الشهر المقبل ستكون في حوالى مئة صفحة. ويأتي ذلك بعد "وثيقة بيضاء" اولى لبريكست صدرت في شباط/فبراير 2017 وتعهد فيها ديفيس أن تسعى الحكومة للتوصل الى "اتفاق جريء وطموح للتجارة". من جهته، قال وزير مكتب مجلس الوزراء ديفيد ليدينغتون للمحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأربعاء إن "عملا ضخما يجري في مختلف القطاعات الحكومية لوضع اللمسات الأخيرة على رؤية رئيسة الوزراء حول شراكة خاصة عميقة ومتكاملة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي". واضاف "نوّد أن نوضّح ذلك بالتفصيل". ويأتي الإعلان عن هذه الوثيقة الهامة على الرغم من الانقسامات في حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول العلاقات التجارية مع الاتحاد الاوروبي في مرحلة ما بعد بريكست. وعجز اجتماع لمجلس الوزراء الاربعاء عن معالجة الانقسام بين وزراء رئيسيين ورئيسة الوزراء حول الترتيبات المقترحة. وتفضل ماي خيار "شراكة الرسوم الجمركية" الذي يبقضي بان تقوم بريطانيا بتحصيل رسوم الاتحاد الاوروبي على البضائع المتوجهة الى دول التكتل، وفرض رسومها الخاصة على البضائع المتوجهة إليها. أما الخيار الثاني المسمى "التسهيلات القصوى" فيتضمن استخدام التكنولوجيا لتقليل نقاط المراقبة الجمركية. ودانت بروكسل رؤية ماي لترتيبات العلاقات التجارية في مرحلة ما بعد بريكست واعتبرتها "تفكيرا سحريا". وما يزيد من تعقيد الامور، ابلغ ديفيس ماي على ما يبدو أن نموذجها المفضل سيكون غير قانوني بموجب القانون الدولي. © 2018 AFP
مشاركة :