في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مبادرة نصلكم لتطوير خدمات أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل باستخدام نظام التطبيب عن بعد بالتعاون مع شركة فايزر جلف.  وتأتي المبادرة انطلاقًا من حرص الوزارة على مواكبة التطورات المستجدة في قطاع الرعاية الصحية، إضافة إلى الوصول إلى طرق علاجية مبتكرة في تقديم الخدمات التخصصية وذلك بهدف إسعاد المرضى وتحسين نتائج الرعاية الصحية، ومتابعة علاجية أكثر أمناً لخطة العلاج المقررة وتقليل أوقات الانتظار وتقليص المسافات مما يسهم في تحسين تجربة المريض والاستفادة من الرعاية والخدمة التخصصية. وتشمل مذكرة التفاهم، التي تشكلت لجنة خاصة للإشراف عليها، تدشين عيادات متنقلة مزودة بجهاز موجات فوق صوتية وأجهزة مخبرية حديثة لفحص الدم ومعاملات الالتهاب لتعزيز التشخيص المبكر لأمراض الروماتيزم. كما يتضمن المشروع  جهاز التطبيب عن بعد في عيادة في كل إمارة، يصل طبيب الرعاية الأولية والمرضى بمختص عن بعد، بين المستشفيات التخصصية والمجتمعية، الذي يعد خطوة مهمة لتقليص المسافات وإسعاد المرضى وتجنيبهم مشقة الانتقال من مكان إلى آخر بحثاً عن العلاج، فضلاً عن أنه يساهم في إكساب الكوادر الطبية خبرات جديدة وقال الدكتور يوسف محمد السركال، الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات: “تهدف الوزارة من هذه المبادرة إلى تطوير أداء مراكز الروماتيزم المتخصصة في الإمارات بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتخفيض نسبة المضاعفات وحالات العجز إضافة للاستغلال الأمثل للموارد البشرية، وتأتي هذه المبادرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، ضمن الخطة الشاملة التي وضعتها الوزارة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100 في المئة في الخدمات الطبية، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمعدل 100 في المئة بحلول عام 2021، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 وإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وفي إطار استراتيجية الوزارة نحو تقديم خدمات صحية شاملة ومبتكرة بعدالة، وبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية وفق المعايير العالمية، وتعزيز قيمة المريض لكونه محور اهتمامنا ورعايتنا”. وأضاف السركال: “لدينا حالياً 5 عيادات متخصصة في مستشفى القاسمي وأم القيوين والفجيرة وعبيدالله والبراحة، وسيتم تطوير تفعيل نظام التطبيب عن بعد في العيادات التخصصية لعلاج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل، لضمان توفير وقت الانتظار وتقديم العلاج في أسرع وقت ممكن، ومتابعة المريض وفقا للخطة العلاجية، من قبل الطاقم الطبي مما يسهم في تقليل المضاعفات الناتجة عن هذه الأمراض”. من جانبها، أوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات أن المبادرة تشمل 3 مراحل رئيسية، وهي مرحلة نشر التوعية بأمراض الروماتيزم للمرضى والكادر الفني عن طريق عمل المحاضرات وورش العمل للأطباء والمرضى، والثانية هي مرحلة التشخيص والكشف المبكر عن طريق العيادات المتنقلة في المراكز الصحية، والثالثة هي مرحلة المتابعة عن طريق التطبيب عن بعد بين المستشفيات المركزية والمستشفيات العامة. وأشارت إلى تنظيم الوزارة عدة ورش عمل توعوية لأفراد المجتمع عن أمراض الروماتيزم والكشف المبكر استهدفت 30 متعاملا من المستفيدين من الخدمة من المرضى كمرحلة أولى  وعدة ورش تدريبية لعدد فاق 100طبيب من الأطباء ومقدمي الخدمة العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية بحضور استشاري أمراض الروماتيزم والخبراء في المجال، حيث تم عرض آخر المستجدات في مجال الرعاية الطبية لمرضى الروماتيزم التي تهدف إلى الكشف المبكر وتقليل نسبة المراضة وإجراءات الفحص المبكر والتحاليل والأعراض المرضية، التي توجب تحويل المريض إلى الاخصائي لمتابعة الحالة. وسيتم إطلاق عيادات متنقلة في المستشفيات المجتمعية ومراكز الرعاية الأولية ومركز العلاج الطبيعي برأس الخيمة خلال العام الحالي، وتقدم هذه العيادات خدمات استشارية ومخبرية بهدف التشخيص المبكر، إضافة إلى توفير أجهزة ذكية للتطبيب عن بعد لمتابعة المرضى وتقليل وقت الانتظار وتقليص المسافات مما يسهم في تحسين تجربة المريض. الجدير بالذكر بأن الإصابة بالروماتيزم لا تقتصر على كبار السن، بل تنتشر بين الفئات العمرية من 18 وحتى 45 عاماً، وتشكل النساء النسبة الأكبر بين المصابين، وتصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية في حالة مهاجمة الجلد فيسبب مرض الذئبة الحمراء، وعندما يهاجم جهاز المناعة مفاصل الجسم، يؤدي إلى مرض الروماتويد، ويبقى السبب الرئيس للإصابة به مجهولاً، إلا أن العامل الوراثي يشكل نسبة 4 إلى 6 في المئة.