مع دخول رمضان.. وداعا للتكلف والدعة وأهلا بالزهد والعبادات

  • 5/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد شهر رمضان الكريم من أكثر الأشهر التي ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر، ففيه تبذل الطاعات وترفع الأعمال، وتضيء القلوب بنور العبادة وتبيض الوجوه بأثر الصلاة. وفي الشهر الكريم، يتوجب على المسلمين، اتباع الفرائض والسنن التي وضعها الله تعالي، وسار عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا سيما جعل رمضان شهرا للعمل والعبادة، وهنا نتذكر أن غزوة بدر الكبرى التي خاضها النبي وصحابته ضد الكفار كانت في رمضان المعظم، ما يحمل دلالة عظيمة بأن شهر رمضان لم يكن للدعة والراحة كما يسود الاعتقاد لدى البعض بل لجهاد النفس وللجهاد ضد الفساد، سيرا على نهج قدوتنا النبوية. واستغلال شهر رمضان أمر مهم للغاية يجب أن نحرص عليه، فبمجرد دخول شهر رمضان يشتد السباق في الطاعات والجنة تتزين لمن اجتهد. وليس أحب في رمضان وباقي العام من أداء الصلاة الفروض منها في أوقاتها. ولما سئل صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة في أول وقتها، ثم أي؟ قال: “بر الوالدين”. وفي الشهر الكريم يمكن تخصيص ركن محدد للصلاة وقراءة القرآن في المنزل، فالديكور الرمضاني وتخصيص جزء لأداء الصلاة فيه سيشجع كل أفراد البيت على أداء الصلاة في أوقاتها، لذا يجب اختيار ركن هادئ في البيت، ووضع سجاد الصلاة فيه مفروداً طوال الوقت، إضافة إلى السبحة وعدد من المصاحف، ويكون هذا الركن بمثابة زاوية ثابتة لأداء الصلاة فيه، فيجتمع أفراد البيت ليصلوا فيه جماعة، وليس كل فرد في غرفته. بالإضافة لذلك فإنه في هذا الشهر تكون القلوب مهيأة لجميع أعمال الخير ، وفى رمضان تكثر المناسبات خاصة في الإفطار لكثير من الأسر . وهنا يستغل بالتذكير بفضل الصدقة وأحوال إخواننا المحتاجين في كل مكان ، فتجمع الصدقات بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الخيرية من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء . ولا شك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” (10) . بالإضافة لذلك فإن وسائل التواصل مع الله سبحانه وتعالى كثيرة، ومن أهمها: الدعاء، إذ ندعو الله لكي يحقق مطالبنا، وندعوه لكي يخفف عنا البلاء ولكي نستغفره على تقصيرنا، وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: “اللهم اجعلني لك شاكراً لك ذاكراً لك راهباً لك مطواعاً لك مخبتاً إليك أو منيباً”. ولابد أن تكون ألسنتنا طيلة الشهر الكريم رطبة بذكر الله تعالى والاستغفار واغتنام الدعاء قبل الإفطار، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد”. كما لابد أن نسبح ونذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، حيث قيل لابن هاني: ما نرى لسانك يفتر كم تسبح كل يوم؟ قال: “مِائَةَ أَلْفٍ إِلا أَنْ تُخْطِئَ الأَصَابِعُ” كما قال ابن القيم: إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله، فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله، وأفضل الحجاج أفضلهم ذكراً لله، وهكذا سائر الأعمال، وهناك فكرة جميلة حتى لا تنسى الذكر.

مشاركة :