كما تحقق وعد بلفور من قبل منذ 100 عام تقريبا بإقامة وطن لإسرائيل على أرض فلسطين , فقد تحقق الان وعد الرئيس الامريكي ترامب لاسرائيل بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي القدس للتأكيد علي ان القدس عاصمة لاسرائيل لتشتعل المنطقة العربية مجددا ويسقط مئات الشهداء والمصابين جراء هذا العمل المشين والغير مسئول من الرئيس الامريكي بحق العرب والاديان الانسانية جمعاء !وعلي الجانب الاخر نجد العرب يجلسون في مدرجات المتفرجين يشاهدون المباراة الساخنة دون اكتراث ! وكان هذا تزامنا مع الذكرى الـسبعين لإعلان قيام دولة إسرائيل والموافق يوم النكبة، فقد تم الاعلان - رسميا - عن نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مما ترتب عليه ردود فعل متباينة على الساحة الدولية , وربما لم تفلح التنديدات والشجب والاعتراضات التي ابدتها دول العالم سواء العربية او الاجنبية من قرار الرئيس الامريكي ترامب قبل ستة اشهر من الان عندما اعلن ان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل وامريكا سوف تستعد لنقل سفارتها من تل ابيب الي القدس حتي جاء افتتاح سفارة امريكا رسميا في القدس خلال الايام الماضية وكان من تداعياتها استشهاد 104 شخصًا وأصيب حوالي عشرة آلاف آخرين برصاص المحتل الاسرائيلي الغاشم وحماية ودعم امريكية وتعد هي المذبحة الاكبر من قبل اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل علي حدود قطاع غزة , في الوقت الذي كان فيه أكثر من 300 ضيفًا بمبنى السفارة الأمريكي الجديدة في القدس المحتلة يحتفلون ويرقصون، ويلقون الكلمات الحماسية كان الدماء تسيل على حدود قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الجبان وتدعيم الرئيس الامريكي العربيد !علي أي حال فبعد ان مرت الأشهر الستة بكل ما حملته من حالات غضب وتنديد وصراخ واعتراض علي قرار ترامب الذي ضرب به قرارات الامم المتحدة بالاجماع والأعراف الدولية وجامعة الدول العربية وعدد كبير من دول العالم المتقدم ومنهم روسيا حيث اندلع الغضب في دول عربية وإسلامية وفي فلسطين أيضًا، لكن سرعان ما عاد الأمر بعد الإعلان عن مسيرات العودة الكبرى بداية من يوم 30 مارس الماضي والموافق ليوم الأرض ! واعتبرت فلسطين أن القرار بمثابة انسحاب أمريكي من دور الوساطة في عملية السلام لأنها بهذا القرار اتخذت جانب الإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني والمواثيق الدولية التي تعتبر أن وضع القدس لا يجب أن يُقرر إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الطرفين! خاصة مع تأكيد المدعو ترامب ان "هذه الخطوة تأخرت وإن إسرائيل لها الحق في أن تختار عاصمتها والاعتراف بذلك شرط لتحقيق السلام." ! زاعما ان هذا القرار سوف يصب في مصلحة عملية السلام التي أصابها شلل منذ عقدين من الزمن! وعلي الجانب الاخر نري هناك سكون تام من قبل الدول العربية وجامعة الدول العربية علي هذا الوضع الكارثي وهو الافتتاح الرسمي للسفارة في القدس دون ان يهتز لهم جفن وكأن امر المسجد الاقصي لا يعنيهم من قريب او من بعيد , وربما بمباركة وتهنئة بعض الدول العربية ! فمن يأتي بحق الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن القدس والمسجد الاقصي ووطنهم ؟ ومن يدافع عن الشرف العربي تم فض بكارته بواسطة ترامب وإسرائيل وأصبح بلا هوية وربما بلا وطن !
مشاركة :