ربما كانت قرارات الحكومة الأخيرة الخاصة بتحريك سعر المحروقات تصب في صالح المواطنين في الفترات المقبل التي ينبغي أن يتحد الجميع في مواجهتها بقوة وحزم حتي تمر بسلام وربما ينبغي أن يدرك المواطن أن الدولة تتحمل أعباء مالية كبيرة من وراء الدعم الخاص بالمحروقات والكهرباء والمياه والغاز ...الخ وترفعه عن كاهل المواطنين من منطلق دور الدولة تجاه مواطنيها وربما هذه القرارات ضرورية الآن بسبب شروط صندوق النقد – النكد- الدولي للقرض الرابع والذي سينضم إلى الاحتياطي النقدي في البنك المركزي تبعا وعلي الجانب الآخر أعلنت الحكومة عن علاوة اجتماعية في يوليو الجاري لا تقل عن 265 جنيها كحد أدنى لكل موظفي الدولة تصرف نهاية الشهر المقبل.الأمر الذي جعل هناك ارتفاع بالطبع في أسعار المواصلات العامة التي يستخدمها المواطنون يوميا إلى أضعاف مضاعفة بسبب ارتفاع سعر البنزين والسولار بالرغم من رقابة الحكومة للتعريفة ركوب المواصلات ولكنها رقابة غير شاملة مختلف الأماكن التي يتعمد فيها السائقون زيادة الأجرة علي الركاب ناهيك عن زيادة أجرة وتذكرة الاتوبيسات العامة إلى أكثر من النصف لتصل إلى 5 جنيهات و4 و3 جنيهات كحد أدنى لسعر تذكرة الأتوبيس فضلا عن زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق إلي 7 جنيهات وكان تبرير هذه الزيادة من أجل استمرار تحسين خدمات المترو والمواصلات العامة وحتي نحافظ عليها ونطور من أدائها ولكن المواطن لا يزال يعاني من شظف الحياة وقسوتها المتمثلة في ارتفاع الأسعار لمختلف السلع عامة كالطعام والملابس وزيادة فاتورة الكهرباء والمياه مع تدني قيمة الجنيه نفسه الأمر الذي ربما جعل المواطن المصري يهرب من واقعه الأليم إلي مشاهدة مباريات كأس العالم ويتابع البطولة التي يشترك فيها منتخب مصر منذ 28 سنة خارج المنزل علي المقاهي بأسعار مرتفعة للمشروبات. بعدما عجزت الحكومة عن توفير مشاهدة للمباريات في التليفزيون الأرضي كحق للجمهور كما وعدت واكدت أنها ستخاطب الفيفا ولكنها كذبت علي الجمهور ولم تعتذر لهم عن هذا التجاهل ولم تذاع أي مباريات علي الأرضي أو الفضائي سواء قناة بي ان سبورت القطرية وينتظر المواطن المصري أن يفرح وتدخل البهجة إلى قلبه ويتعلق الجمهور بقشاية المنتخب القومي وبالتحديد بنجمه اللاعب محمد صلاح المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي من أجل أن يكون سببا في فوز منتخب الكرة وصعوده للأدوار العليا في البطولة دون أن يكون لهذا الفوز تأثير مباشر علي زيادة الدخل للمواطنين وإنما هو فوز معنوي وبحث عن شيء يفتقده الناس ويبحثون عنه طوال الوقت وهو الفرحة والانتماء الذي هو بداخل كل إنسان في بلدنا الحبيبة مصر ومن أجل هذا أفردت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة مانشيتات وعناوين تخبرنا بأن لاعبين منتخب مصر لكرة القدم في مهمة وطنية من أجل إسعاد المواطنين والجمهور المصري.ومن أجل هذا أيضا حشد مجلس النواب نوابه ال100 وذهبوا من أجل تشجيع منتخب كرة القدم في روسيا علي نفقة المجلس أو علي نفقتهم الشخصية غير واضح ناهيك عن سفر أعداد كبيرة من الفنانين والراقصات والإعلاميين والصحفيين إلى روسيا من أجل شد أزر اللاعبين للفوز في هذه المهمة الوطنية التي ربما يتوقف عليها مصير مصر في كأس العالم الذي يشهده العالم ومن ناحية أخرى هو نوع من الدعاية لمصر من أجل جذب السياحة الغائبة عنا منذ أشهر عديدة الأمر الذي جعل المصريون يبحثون عن منتخب صلاح من أجل أن يعيد البسمة والفرحة في نفوس كل الشباب المحبط الذي ربما يتجه إلى عالم آخر يدمر مستقبله وهو المخدرات بسبب عدم وجود وظيفة أو أنه يعمل في مهنة لا تتناسب مع مؤهلة وأعرف كثيرين من شباب خريجي كليات الهندسة والزراعة والاقتصاد والتجارة يعملون في مقاهي وكافيهات من اجل ان يعيشون بشكل كريم بدلا من انتظار الوظيفة التي غالبا ما لا تأتي ! الأمر الذي جعل الجمهور يبحث في فوز مصر في الكرة عن قشايا لكي يفرح ويسعد وربما تدخل الانتماء مجددا إلى قلبه !
مشاركة :