المؤيدون الأكراد للاتحاد الوطني الكردستاني. (رويترز). انتقدت «الجماعة الإسلامية الكردستانية» أمس، ارتفاع نسبة التزوير في انتخابات البرلمان الاتحادي في محافظتين كرديتين بنسبة عالية لصالح حزبي «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و «الاتحاد الوطني الكردستاني» حزب الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، فيما اتهم محافظ السليمانية عدداً من الأشخاص في مفوضية الانتخابات بـ «التقصير والإهمال وعدم الاكتراث ما تسبب في حصول أمور خطرة وغير مرغوب فيها في عدد من المناطق». وقال القيادي في «الجماعة الإسلامية» حسين إسماعيل إن «الانتخابات في محافظتي أربيل والسليمانية شهدت عزوفاً كبيراً من المواطنين»، مشيراً إلى أن «إعلان المفوضية بوصول نسبة المشاركة في أربيل إلى 51 في المئة، أثار شكوك كل الأحزاب الكردية، ما يدل على وجود تزوير فيها». ولفت إلى أن «ارتفاع نسبة المشاركة جاء نتيجة التلاعب بالنتائج لصالح حزبي بارزاني وطالباني». وكشف أن «نسب التزوير وصلت إلى أعلى مستوياتها في محافظتي السليمانية وأربيل وتجاوزت الـ40 في المئة». إلى ذلك، أعلن رئيس تحالف «الديموقراطية والعدالة» الدكتور برهم صالح أن «السلطة صادرت حق التصويت من المواطنين»، مشيراً إلى أن «الأدلة والإشارات تتضح يوماً بعد يوم وتشير إلى أن ما جرى كان مخططاً ومعداً له مسبقاً». وأفاد صالح خلال اجتماعه بأعضاء من التحالف في مدينة السليمانية بأنه «سبق وقلنا خلال الحملة الانتخابية، إن السلطة تعتمد على السلاح والتخويف والسرقة، أما نحن فخيارنا هو التصويت، ولكن هذه السلطة صادرت حتى حق التصويت من المواطنين». وأوضح أن «هذه المشكلة ليست مشكلتنا لوحدنا، بل هي مشكلة كل العملية السياسية في العراق خصوصاً في كردستان، والتشاور الأخوي الذي أجريناه في ما بيننا خلص إلى عدم منح الشرعية بأي شكل من الأشكال لهذه النتائج والتزوير وسرقة أصوات المواطنين». في غضون ذلك، أعلن محافظ السليمانية هفال أبو بكر في رسالة إلى مفوضية الانتخابات أنه «إذا كان الواجب القانوني لإدارة عملية الانتخابات على عاتق المفوضية، فإن واجب حماية المواطنين والأمن والاستقرار وحياة ومنزلة وحقوق وصوت وأرضية مشاركتهم فيها هو من واجب إدارة المحافظة». وقال إن «تقصير وإهمال وعدم اكتراث عدد من الأشخاص داخل المفوضية في عدد من المناطق، تسبب في حصول أوضاع خطرة وغير مرغوب فيها»، مشيراً إلى أنه «كان في انتظار الوعود والتصريحات الرسمية بشأن الشكوك والتقصير والتزوير الذي حصل في نتائج التصويت». وكانت مدينة السليمانية الكردية شهدت احتجاجات بسبب اكتساح غير متوقع لحزبي بارزاني وطالباني المهيمنين على المدينة، وتطورت الأحداث إلى اشتباكات بالأسلحة بين مسلّحي الحزبين. وأكد أبو بكر أن «إصرار المفوضية على إعلان النتائج الأولية زاد الشكوك». وطالب بـ «تحقيق عاجل وواضح وقانوني في مكتب المفوضية العليا للانتخابات في السليمانية يشمل في نتائج التصويت فيها». واعتبر أن «أي إجراء عكس ذلك لن يبقي أي معنى لصوت الناس ولعملية الانتخابات وسيادة القانون».
مشاركة :