أحياء شرق العروس تعاني من سطوة الشاحنات

  • 9/10/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنوعت المشكلات في شرق جدة ما بين نقص الخدمات العامة والأزمات الأخرى التي يواجهها السكان، فالبرغم من العمران المتطور للمنطقة يظهر جليا إهمال الشوارع العامة والفرعية على حد سواء في أحياء ومخططات حديثة غابت عنها مظاهر المدنية. وأجمع عدد من سكان الأجواد والسامر والنخيل أن هذه الأحياء الثلاثة تعاني من ضجيج أرتال الشاحنات ومن تسربات الصرف الصحي، داعين في نفس الوقت إلى نقل المستودعات التي في هذه الأحياء إلى مناطق بعيدة عن المجمعات السكانية. وما إن تنوي الذهاب إلى شرق جدة تأخذك الحيرة من أي الطرق ستذهب، لأن أكثرها مزدحم، الشيء الذي بات يؤرق سكانها وزوارها، خاصة أن المخطط أصبح في حالة تمدد دائمة، غير أنه في ذات الوقت يعاني من ذات المشكلات التي واجهت سابقيه بعدم توفر بنية تحتية على مستوى عال خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي والمياه وخطوط خدمات الهاتف. وتضررت مخططات شرق جدة في وقت سابق من السيول التي اجتاحت المنطقة، بعدها شهدت أحياؤها حزمة من المشاريع التي تم إنجازها في وقت قياسي بجودة عالية، تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وبعمل مكثف، ومن ضمن المشاريع التي نفذت هي السدود الخمسة وملحقاتها وتوسعة مجاري تصريف مياه الأمطار الحالية، إضافة لإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وبناء مجاري السيول الشمالية والجنوبية والشرقية بتصميم جعلها قادرة على تحمل غزارة أمطار 100 عام. وبالرغم من التطور العمراني الكبير والمشاريع التي نفذت، يرى الأهالي أن الأحياء لاتزال تحتاج إلى مشاريع خدمية لخصها بعضهم لـ«عكاظ» في إنشاء شبكة تصريف المجاري والتي ستخلصهم من المعاناة التي خنقتهم دون وجود حلول. وقال فايز الشهري (أحد سكان أحياء شرق جدة): هناك مطالبات حثيثة بتوفير شبكة مياه للصرف الصحي والتي باتت من المطالب الأساسية، ومن الطبيعي توفرها في كل مخطط خاصة الحديثة، ولا يعقل أن تغيب مثل هذه الخدمة عن أحياء مميزة كهذه ويعاني أهلها بهذه الصورة، مطالبا أهالي الأحياء بالتعاون لشفط خزانات الصرف إلى حين تنفيذ المشروع الذي ينادون به منذ فترة طويلة ليخلصهم من المعاناة ويمنحهم الراحة النفسية لأنها أهم من كل شيء، على حد تعبيره. عبدالله الزهراني بدأ الحديث مطالبا الجهات المسؤولة بإنشاء مجمعات مدارس للبنين والبنات بكافة مراحلها، لاسيما أن الحي يحتوي على عدد كبير جدا من السكان، الأمر الذي سيخفف الضغط على شمال جدة سواء في الطرق أو في المدارس، كما طالب الزهراني بتحسين وضع الشوارع الرئيسية التي أكل عليها الدهر وشرب، وقال «نتمنى أن تحسن الطرق وتعاد سفلتتها لأنها تصدعت جدا»، مضيفا أن أغلب الطرق في أحياء شرق جدة طالها الخراب وتحتاج إلى إعادة تأهيل من قبل الجهات المعنية حتى يغيب الزحام عنها ويرتاح المواطنون من أعطال سياراتهم التي تسببها الحفر الموجودة في الطرق. وفي ذات السياق، يروي مهند الغامدي، أحد المستأجرين في حي النخيل منذ أربعة أعوام، بأن أحياء شرق جدة أصبحت مرتعا خصبا لأصحاب الشاحنات الثقيلة، نسبة لتواجد بعض المصانع والأحواش في شرق جدة والتي خنقت مداخل ومخارج الحي، خاصة في أوقات الذروة، متسائلا عن مغزى بقاء هذه الأحواش داخل الأحياء المأهولة بالسكان، ومطالبا في ذات الوقت بنقلها والمصانع خارج الأحياء لما تسببه من مضار صحية في المقام الأول، فضلا عن مساهمتها في ازدحام الشوارع وتعطيل الناس من أعمالها في كثير من الأوقات، معتبرا أن الحل هو ترحيلها فقط وليس صيانة الشوارع فقط. كاميرا «عكاظ» تجولت في أحياء شرق جدة للوقوف على مدى معاناة المواطنين، ومعرفة ما يجري بالتحديد هناك، وتبدى لها حينها الزحام الكثيف الذي لا تخطئه العين عند مدخل الحي القادم من كبري فلسطين، حيث ساهم وجود الصبات الخرسانية والشاحنات التي تقصد المصانع والأحواش في الزحام، الأمر الذي حدا بأحد المواطنين الترجل من سيارته وتنظيم سير المركبات في الدخول والخروج، مسهلا عليهم المهمة نوعا ما، كما رصدت الكاميرا وجود عدد هائل من المعدات الثقيلة التي خنقت الحي بالإضافة إلى تسرب وانفجار عدد من خطوط شركة المياه الوطنية، ما نتج عنه هدر المياه في وقت يحتاج السكان الى قطرة ماء وجعل المرور في الشوارع يصعب على سائقي السيارات خوفا من إلحاق الضرر بمركباتهم. مشاريع قيد التنفيذ أوضح مصدر في أمانة جدة أن هناك مشروعا للسفلتة في أحياء شرق جدة، وهو ما تم رصده أثناء الجولة التي قامت بها «عكاظ» في حي النخيل على المداخل الرئيسية والطرق الداخلية، كما أكد أن افتتاح مستشفى شرق جدة قريبا سيحل أزمة البعد عن المستشفيات، موضحا أن سعته تبلغ 300 سرير ويشمل جميع التخصصات الطبية، بقيمة إنشاء إجمالية قدرها بـ241.146.568 مليون ريال سعودي، وزاد «مع اكتمال هذا المشروع ستنتهي معاناة أهالي شرق جدة فيما يخص المستشفيات، كما أن هناك مشاريع أخرى في طريقها للتنفيذ لحل كل المشكلات التي يواجهها المواطنون».

مشاركة :