أكد سعادة أكسيل وابنهورست السفير الأسترالي لدى الدولة -في حوار لـ «العرب»- تقديره لتركيز المسلمين على الروحانيات والتدبر في شهر الصيام، داعياً إلى ضرورة التأمل في مغزى شهر الصيام، حينما تُحرم عائلات قطرية وخليجية كثيرة من التزاور والتراحم بسبب الحصار، وما يسبّبه ذلك من مشاعر مؤثرة!ما رسالتكم للشعب القطري بمناسبة شهر رمضان؟ ¶ أتوجه بالتهاني للمسلمين في أرجاء العالم كافة، وللقطريين على وجه التحديد، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، وأهنئكم من صميم قلبي بقدوم الشهر الكريم، شهر الصوم والخير الوفير، فرمضان هو أكثر الشهور قداسة في التقويم الهجري، وأقول لكم: «مبارك عليكم الشهر يا أهل قطر»، كما يشرّفني التواجد معكم للمرة الثانية على التوالي في رمضان، الذي يحظى بطابع مميز وساحر، حيث تحتفي قطر بالشهر الكريم محتضنة أجواء عربية ساحرة، تضفي لمسة إضافية على ما صرت أعرّفها بمسمى «أجواء الشهر الفضيل». ما الذي جذبك أكثر في عادات وأجواء رمضان في قطر والعالم الإسلامي؟ ¶ أجواء رمضان مختلفة عن باقي السنة، فهي فريدة من نوعها، من موائد الإفطار الحافلة بالأطباق التقليدية والحلويات الشرقية المميزة، تلك الموائد بمثابة واحة للأهل والأصدقاء، للاجتماع وقضاء وقت محبب، ليظل دوماً كحجر زاوية بالذاكرة، ورمضان شهر التأمل والتدبر، وفرصة تأتي من جديد للتزود بالروحانيات، كما أنه شهر تزدهر فيه الأعمال الخيرية، من إطعام الفقراء والمحتاجين وإخراج الزكاة والتصدق، لقد حظيت بفرصة تناول إفطار منزلي بقطر خلال شهر رمضان، وقد أثار اهتمامي العناية في تحضير المائدة، والحرص على الصلاة والدعاء قبل الإفطار. أقدّر تركيز المسلمين على الروحانيات ومقاومة الجوع والعطش، وبالنسبة لي أضع في الاعتبار صوم وتدبر المسلمين خلال رمضان، وبالطبع أتطلع إلى المشاركة في المناسبات المسائية الخاصة، كالإفطار وخلافه. يقضي القطريون ثاني رمضان تحت الحصار، كيف تجدون الأمر؟ ¶ أتمنى أن يقضي المواطنون والمقيمون بدولة قطر شهراً جميلاً بأجواء خاصة، وبهذا يتلاشى تأثير الأزمة على الحياة اليومية، لطالما وجدت العائلات فرصة في رمضان للتزاور والتراحم، ولكن لسوء الحظ، لن يكون هذا ممكناً للبعض، نظراً لقطع الأوصال الناتج عن الأزمة، مما ينعكس بمشاعر مؤثرة على تلك العائلات، ويجب أن نعي هذا التأثير عند التأمل في معنى هذا الشهر. كم عدد المسلمين في بلادكم؟ وما عاداتهم في رمضان؟ ¶ وصل تعداد المسلمين في أستراليا إلى 604,000 نسمة، وفقاً لآخر تعداد سكاني رسمي أجرته الدولة عام 2016، ويحتفل مسلمو أستراليا مع عائلاتهم وأصدقائهم في مظاهر خاصة أكثر منها عامة، نظراً لأن أغلبية الأستراليين لا يشهدون رمضان. ما أهمية تقاسم شهر الصيام مع المسلمين، في تصحيح التصور الخاطئ الذي يربط الإسلام بالإرهاب؟ ¶ يجسّد رمضان الفضيل كثيراً من المعاني الإنسانية السامية، فهو رمز الصبر والتدبر والتأمل، ويشهد كثيراً من الأعمال الخيرية والتطوعية، من كفالة المحتاجين وإطعام المساكين والتصدق، ويساعد العمل الإنساني وضبط النفس أثناء شهر رمضان على تحسين الذات، ومن ثم، فالإسلام بعيد كل البعد عن التطرف والإرهاب.;
مشاركة :