رهان على النفط الصخري و«أوبك» في تهدئة أسواق النفط

  • 5/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن، (رويترز) - قال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي إنه يتوقع ان تعمل تدفقات النفط الصخري الأميركي وإعادة ضخ إمدادات من أوبك على تهدئة سوق النفط بعد أن ارتفع الخام فوق 80 دولارا للبرميل هذا الأسبوع. وساعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخروج من اتفاق نووي دولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات على البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وكذلك انخفاض إنتاج فنزويلا، في دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014. لكن دادلي قال لرويترز إن بي.بي تتوقع أن ينخفض سعر النفط إلى ما بين 50 و65 دولارا للبرميل بسبب ارتفاع إنتاج النفط الصخري وقدرة أوبك على تعزيز الإنتاج. وقال في مقابلة: «من الواضح أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران أثار قدرا كبيرا من الضبابية في السوق». وقال الرئيس التنفيذي في إشارة إلى توقعات داخلية للشركة إن صادرات الخام من إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، قد تنخفض بما يتراوح بين 300 ألف إلى مليون برميل يوميا نتيجة للعقوبات الأميركية. وقال دادلي إنه يتوقع أن يكون الرقم «عند الحد الأدنى» لذلك النطاق. ومنح صعود أسعار الخام 30 في المئة منذ شباط (فبراير) دعما قويا لشركات نفطية مثل بي.بي، التي تعافت أرباحها العام الماضي بعد هبوط للسوق استمر ثلاث سنوات. وزادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الشهر توقعاتها لنمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة في 2018 إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 11.17 مليون برميل يوميا في الوقت الذي تسرع فيه شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي النشاط. والارتفاع الحاد في الإنتاج الأميركي يقابله تخفيضات كبيرة من أوبك ومنتجون آخرون، بما في ذلك روسيا، مستمرة منذ ما يزيد عن سنة. وطمأنت السعودية، القائد الفعلي لأوبك، مستهلكين رئيسيين إلى أن العالم سيكون لديه إمدادات كافية حتى إذا انخفضت صادرات إيران كثيرا. وتمكنت أسواق النفط حتى الآن من استيعاب صعود النفط دون التأثير على نمو الطلب، لكن دادلي يقول إن بقاء سعر الخام فوق 80 دولارا للبرميل غير جيد. وقال دادلي: «قبل عامين، حين كان السعر 27 دولارا، كان عظيما للنمو العالمي، ولمحركات الاقتصادات المستهلكة، لكنه كان سيئا للدول المنتجة وأدى إلى عدم قدرة الدول المنتجة على شراء أشياء أيضا. لم يكن هذا سعرا جيدا». وأضاف: «أعتقد أنه حين يكون السعر فوق 80 دولارا، فإنه أيضا ليس سعرا جيدا». وعلى الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية خفضت هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2018 بسبب ارتفاع أسعار الخام، فإن بي.بي تظل تتوقع أن يزيد الاستهلاك 1.7 مليون برميل يوميا، ليواصل فترة من النمو القوي. وقال دادلي إن العالم شهد عقدا غير مسبوق من النمو الاقتصادي من المرجح أن يستمر حتى مع العقوبات والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومضى قائلا: «نحن على وشك البدء في أن نشهد العوامل السياسية تخلق اختلالات تجارية، وعقوبات وأشياء من هذا القبيل. سيكون لها تأثيرات هنا وهناك لكن يبدو أن معدلات النمو الاقتصادي إجمالا لن تكون مصحوبة بتضخم مرتفع». إلى ذلك، استقر عدد حفارات النفط النشطة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بعد صعوده لستة أسابيع متتالية رغم أن أسعار الخام قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 وهو ما يدفع شركات الحفر إلى استخراج كميات قياسية من النفط وخصوصا الخام الصخري. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة الأول من أمس، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة إن إجمالي عدد الحفارات النفطية استقر عند 844 حفارا في الأسبوع المنتهي في الثامن عشر من أيار (مايو). وإجمالي عدد الحفارات النفطية في أميركا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 720 حفارا مع قيام شركات الطاقة بزيادة الانتاج بالتوازي مع مساعي أوبك لخفض الامدادات العالمية في محاولة للاستفادة من صعود الأسعار. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الأسبوع إن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع إلى مستوى قياسي عند 7.2 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران. وفي وقت سابق هذا الشهر توقعت إدارة المعلومات أن المتوسط السنوي لإنتاج النفط الأميركي سيرتفع إلى مستوى قياسي عند 10.7 مليون برميل يوميا في 2018 وإلى 11.9 مليون برميل يوميا في 2019، من 9.4 مليون برميل يوميا في 2017 . وبلغ متوسط إجمالي عدد حفارات النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة منذ بداية العام الحالي 987 حفارا، ارتفاعا من متوسط بلغ 876 حفارا في 2017. ويشير ذلك إلى أن عدد الحفارات يتجه إلى أن يكون الأعلى منذ 2014 عندما سجل متوسطا بلغ 1862 حفارا.

مشاركة :