تصدّر تحالف «سائرون»، الذي يجمع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر والحزب الشيوعي العراقي، نتائج الانتخابات التشريعية العراقية، فيما حلّ ائتلاف رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثاً، بحسب نتائج نهائية رسمية أعلنتها مفوضية الانتخابات، فجر أمس. وجاء في المركز الثاني، تحالف فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً حاسماً في إسناد القوات الأمنية العراقية خلال معاركها ضد تنظيم «داعش». وبعد مضي أسبوع على الانتخابات التي جرت السبت الماضي، وشارك فيها بحسب المفوضية 44.5% من الناخبين، وهي أدنى نسبة مشاركة منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، حلّ تحالف «سائرون» الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي وبعض أحزاب التكنوقراط على أساس مكافحة الفساد، في المرتبة الأولى بـ54 مقعداً. أما تحالف «الفتح» الذي يتزعمه هادي العامري، ويضم فصائل الحشد الشعبي التي حلّت ثانياً على مستوى العراق بـ47 مقعداً. وحلّ ثالثاً بـ42 مقعداً ائتلاف «النصر» برئاسة العبادي، المدعوم من التحالف الدولي. وعقب كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس بعيداً أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية. لكن يبدو أن المفاوضات الجديدة ستكون معقدة، وسط التوتر الراهن بين واشنطن وطهران، بفعل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني. وقد شكر مقتدى الصدر، الناخبين على ثقتهم، وتعهد بعدم خذلانهم. وكتب في تغريدة بعد وقت قصير من إعلان النتائج النهائية من لجنة الانتخابات «صوتكم شرف لنا أمانة في أعناقنا». وتابع «فقد انتصر العراق والإصلاح بأصواتكم.. ولن نخيبكم.. والعتب كل العتب على من خذل العراق والإصلاح ممن كنا نظن بهم خيراً». ولا يمكن للصدر أن يتولى رئاسة الوزراء، لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات، لكن فوز كتلته يمنحه وضعاً قوياً في مفاوضات اختيار من سيتولى المنصب. ويجب تشكيل الحكومة في غضون 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية.
مشاركة :