تزوج الأمير هاري وميجان ماركل، أمس، خلال مراسم أقيمت في كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور الذي يحمل رمزية تاريخية كبيرة للعائلة الملكية البريطانية، تتبعها العالم أجمع وسط بهجة كبيرة.وأعلن كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، رئيس الكنيسة الأنجليكانية، اقتران العروسين أمام 600 مدعو، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية وكوكبة من المشاهير.وفي ختام المراسم الكنسية التي استغرقت حوالي ساعة، انطلق العروسان وسط تصفيق حار في تطواف بعربة تجرها جياد، ملقيين التحية على الحشود.وبدأت مراسم الزفاف ظهراً مع بضع دقائق من التأخر عن البرنامج الرسمي.وبدا التأثر واضحاً على العروسين خلال المراسم التي تخللتها أغنية «ستاند باي مي» لبن إي. كينج من إنشاد جوقة ونشيد منتخب ويلز للركبي، ما أضفى طابعاً معاصراً على هذا الحفل التقليدي.وفي شوارع بلدة ويندسور، رددت الحشود المقدر عددها بعشرات الآلاف الأغنيات التي كانت تنشد في الكنيسة، مع رفع أعلام بريطانية وحتى أمريكية في بعض الأحيان.والتزم المعجبون المحتشدون في الشوارع الصمت لدى تبادل العروسين العهود وعلا الضحك عندما عرضت على الشاشات ردات فعل أفراد العائلة الملكية على العظة التي ألقاها مايكل كاري، رئيس الكنيسة الأنجليكانية حول «قوة الحبّ».وأضفى الزواج بريق «هوليوود» العصري على الملكية، وانعكس ذلك في مراسم جمعت بين الحداثة والتقاليد الراسخة لعائلة مالكة يعود تاريخها إلى عام 1066.وصلت العروس على متن سيارة «رولز-رويس» بعيد وصول العريس ببزة عسكرية برفقة شقيقه الأكبر وإشبينه وليام مشياً، وسط تصفيق الحضور.ودخلت ماركل الكنيسة وحيدة قبل أن يلاقيها حموها الأمير تشارلز الذي حل محل والدها لاصطحابها إلى المذبح بعد خضوع الأخير لعملية في القلب. وبدا التأثر واضحاً على والدة العروس دوريا راجلاند، معلمة اليوجا التي كانت الممثلة الوحيدة عن عائلتها.واحتل الشغوفون بالعائلة الملكية شوارع بلدة ويندسور الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً غربي لندن منذ أمس الأول.ولم يتردد البعض في المبيت في العراء لرؤية العروسين، ونصبت حواجز حديد في الشوارع وانتشرت معدات وسائل الإعلام العالمية مع انتشار كثيف للقوى الأمنية.وأغلق موظفو المراقبة الجوية في مطار هيثرو القريب أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً، المجال الجوي فوق قلعة ويندسور لمدة 15 دقيقة قبل بدء مراسم الزفاف.وشكل الزفاف محطة إيجابية للبريطانيين المنقسمين بشأن «بريكست» والمتحدين حول العائلة الملكية، ونظمت احتفالات في أنحاء البلد أجمع تزامناً مع الحفل.واستقبل البريطانيون بإيجابية دخول ميجان ماركل الممثلة السابقة الخلاسية والمطلقة إلى العائلة المالكة مرحبين بالنفحة العصرية والتنوع الذي تضفيه على العائلة الملكية.وفي الأيام السابقة على الزواج، بدرت تصرفات عن عائلة العروس جديرة بمسلسل تلفزيوني، إذ ألغى والدها توماس ماركل مجيئه في اللحظة الأخيرة بعد خضوعه لعملية في القلب، وكان أثار فضيحة قبل ذلك بعد التقاط صور له في مقابل بدل مادي.وقال توماس ماركل الذي تابع الحفل على التلفزيون من كاليفورنيا لموقع «تي ام زي» إن «ابنتي العزيزة رائعة وهي تبدو جد سعيدة».وأعرب عن افتخاره بميجان وأسفه لعدم التمكن من حضور الزفاف. ممثلة أمريكية في العائلة الملكية البريطانية جهدت ميجان ماركل للحصول على عدّة أدوار في مسيرتها الفنية؛ لكن الممثلة الأمريكية تستعدّ لتأدية أبرز دور في حياتها؛ بزواجها من الأمير هاري؛ لتصبح الوجه الجديد للعائلة الملكية البريطانية.اشتهرت ماركل بدور ريتشل زاين في مسلسل «سوتس». وذاع صيتها خارج الشاشة أيضاً؛ من خلال دفاعها عن قضايا المرأة بالتعاون مع الأمم المتحدة. وعينت سفيرة للفرع الكندي من منظمة «وورلد فيجن»، التي تعنى بمساعدة الأطفال في البلدان النامية. ويرى أندرو مورتون، المتخصص في الشؤون الملكية الذي وضع كتاباً عن الشابة الثلاثينية، أنها «متّزنة في سلوكها ولبقة ورصينة في أحكامها، وهي امرأة حذقة تدرك تمام الإدراك ما ينتظرها» بعد الزواج من أميرها.ويروي مورتون في كتابه الإعجاب الكبير الذي تكنه ميجان للأميرة ديانا والدة هاري؛ حيث كانت «تعدها مثالاً لها ليس فقط لأسلوبها؛ بل أيضاً لالتزامها القضايا الإنسانية»، بحسب ما أكد أصدقاء للعائلة للكاتب. ديانا حاضرة بزهورها المفضلة انتشرت الورود البيضاء المفضلة لدى ديانا والدة الأمير هاري الراحلة في أنحاء كنيسة سانت جورج، وعلى شرفاتها وأبوابها، حيث أقيم زفافه.واستخدمت منسقة الزهور فيليبا كرادوك، وروداً بيضاء وزهور الفاونيا وأعواد نباتات الزان والبتولا، وشجرة النير والكثير منها جُمع من حدائق ومتنزهات وندسور، وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي للأسرة المالكة. وقالت كرادوك في بيان: «من أحد الأشياء التي كانت مهمة جداً، هو أن نتأكد من أن مصادر زهورنا ونباتاتنا محلية، وأن تعكس التصميمات المناظر الطبيعية المحيطة بقلعة وندسور، هذا ما نريد أن نفعله داخل الكنيسة».وتنتشر الكثير من هذه الورود في الحديقة البيضاء في قصر كينسنجتون، حيث زرعت تكريماً لذكرى ديانا أميرة ويلز الراحلة. ويصف موقع القصر على الإنترنت الورود البيضاء فيها، بأنها «المفضلة لدى الأميرة».ويقول مسؤولون في القصر الملكي، إن الكثير من الزهور التي استخدمت في الزفاف، يعاد زرعها في حدائق كينسنجتون بعد انتهاء المراسم. مظاهر الاحتفال تعم العالم من جزر فوكلاند إلى كينيا والهند وأستراليا، احتفل الناس في أنحاء العالم بالزفاف الملكي البريطاني.وبثت مشاهد الاحتفال والرومانسية التي ضمتها قلعة وندسور في انجلترا؛ حيث تزوج الأمير هاري من عروسه الأمريكية ميجان ماركل إلى كل أنحاء العالم؛ حيث استمتع المعجبون بالحدث الفريد.وقالت ليونا روبرتا، من جزر فوكلاند، وهي عضو في المجلس المحلي وأحد المنظمين لحفل لمتابعة الزفاف في العاصمة الصغيرة بورت ستانلي: «نحن شغوفون جداً بأسرتنا المالكة ومن الرائع الاحتفال بالحدث بهذه الطريقة». وعلى الجانب الآخر من العالم في الهند، اختارت مجموعة في مومباي إهداء العروسين ملابس تقليدية، فيما رسم أطفال في مدرسة جوروكول للفنون لوحات للزوجين الملكيين والملكة إليزابيث. وفي أستراليا؛ حيث ما زالت ملكة بريطانيا تشغل منصب رئيس الدولة، أقامت حانات حفلات زفاف، فيما بثت دور السينما الزفاف على الهواء مباشرة.وأقيمت احتفالات باذخة في نادي «وندسور جولف آند كونتري كلوب» على أطراف العاصمة الكينية نيروبي؛ حيث دفع الضيوف مليون شلن (عشرة آلاف دولار) مقابل مشاهدة الزفاف على شاشات عملاقة والاستمتاع بمأدبة من سبعة أطباق والطيران بالهليكوبتر إلى جبل كينيا أعلى منطقة جبلية في البلاد لتناول الإفطار في الصباح التالي في مونت كينيا. نظرة على الحفل تكلف ليالي في البرد قضت الأمريكية دونا ويرنر، أربع ليالٍ بأحد شوارع وندسور لضمان موقع في الصف الأول لمشاهدة الزفاف الملكي.وعلى الرغم من قسوة البرد القارس في آخر ساعات الليلة السابقة على الحفل، قالت ويرنر: (66 عاماً) إنها كانت تتوق لإلقاء نظرة على الزوجين.ومثل ويرنر جاء كثيرون من أنحاء العالم ليشهدوا حفل الزفاف، فمنذ أيام اصطف محبو العائلة المالكة في الطرقات حول قلعة وندسور؛ لضمان الحصول على أفضل موقع للمشاهدة. وعلى أريكة مجاورة جلس تيري هيت (83 عاماً)، وهو يرتعد من البرد بعد قضائه ست ليال في الشارع. وقال: «هذا زفاف مختلف ورومانسي». ماي تغرّد مهنّئة هنأت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، أمس، العروسين الملكيين بمناسبة زواجهما.وكتبت تيريزا ماي عبر موقع «تويتر»: «أطيب تمنياتي للأمير هاري وميجان ماركل في يوم زفافهما. وأتمنى يوماً رائعاً لجميع الذين شاركوا في الاحتفال الوطني، في حفلات الشوارع وغيرها من الفعاليات». ترودو يهنئ باسم حكومة كندا هنأ جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، وقرينته صوفي، الأمير هاري وعروسه ميجان بزفافهما.وقال ترودو في بيان: «شارك الكنديون في الاحتفال عندما تزوج الأمير هاري وميجان ماركل في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور». وأضاف: «صوفي وأنا نهنئ العروسين نيابة عن حكومة كندا».وتتبرع كندا، أكبر مناطق الكومنولث من حيث المساحة، ب 50 ألف دولار كندي (39 ألف دولار أمريكي) كهدية زفاف إلى مؤسسة «جامبستارت» الخيرية الكندية المخصصة لإتاحة ممارسة الرياضة لأطفال العائلات الفقيرة، وفقاً للبيان. ذهب وبلاتين أعلن قصر كينسجتون أن خاتم زفاف ميجان ماركل من الذهب، أما زوجها الأمير هاري فخرج عن التقاليد وارتدى خاتماً أيضاً.وجاء في بيان من مقر الثنائي أن خاتم ماركل «مصنوع من ذهب ويلز ومهدى من الملكة».وأضاف البيان: «خاتم الأمير هاري صنع من البلاتين». وهذا يمثل خروجاً عن التقاليد؛ نظراً لأن أفراد العائلة الملكية من الذكور لا يرتدون عادة خاتم زفاف. وحمل الأمير ويليام، شقيق هاري ووصيفه، الخاتمين إلى المراسم، التي أقيمت في كنيسة سان جورج، وهما من شركة «كليف آند كامبني» التي تصنع المجوهرات للبلاط الملكي. العروسان دوق ودوقة ساسكس أعلن قصر بكنجهام، أمس، موافقة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا على منح الأمير هارى وميجان ماركل لقبي دوق ودوقة ساسكس بعد زواجهما.وقال القصر في بيان: «يسر الملكة أن تمنح الدوقية لأمير ويلز الأمير هارى، وستكون ألقابه هي دوق ساسكس، وإيرل دومبارتون، وبارون كيلكيل». وأضاف: «بالتالي يصبح الأمير هاري، صاحب السمو الملكي، دوق ساسكس، وستصبح السيدة ميجان ماركل، عند الزواج، صاحبة السمو الملكي، دوقة ساسكس». مشاهير توافد المشاهير على قلعة وندسور لحضور الزفاف، ومن بينهم إلتون جون وجورج وأمل كلوني وأوبرا وينفري وديفيد وفيكتوريا بيكهام.مرتدياً سترة من ثلاث قطع، وصل إلتون جون إلى كنيسة سان جورج الواقعة داخل القلعة، وشوهدت أمل كلوني مرتدية فستاناً أصفر وقبعة من اللون نفسه، بينما كانت مصممة الأزياء نجمة «البوب» السابقة فيكتوريا بيكهام ترتدي فستاناً أزرق داكناً.ووصلت أيضاً نجمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري والممثل إدريس إلبا ومؤلف الأغاني جيمس بلانت. وشوهدت أيضاً عائلة دوقة كامبريدج كيت ميدلتون، زوجة الأمير وليام شقيق هاري. سيرينا وليامز بين الحضور كانت سيرينا وليامز، لاعبة التنس الأولى على العالم سابقاً، بين حضور الزفاف الملكي.ونشرت وليامز لقطات فيديو على حسابها على «إنستجرام» لها ولزوجها ألكسيس أوهانيان وهما يستعدان في غرفتهما بالفندق.وتشارك وليامز في بطولة فرنسا المفتوحة في وقت لاحق الشهر الجاري في مسعى للفوز بلقبها ال 24 في البطولات الأربع الكبرى.وعادت وليامز لملاعب التنس في مارس/ آذار بعد أن وضعت ابنتها التي تحمل اسم والدها ألكسيس في سبتمبر/ أيلول غير أن مدربها قال إنها عادت للملاعب مبكراً.
مشاركة :