"كان الأول الموسم قبل الأعياد، ولكن دلوقتي بيوت كتير بتطلبنا أول رمضان، وكأنه عيد، وترجع تطلبنا تاني قبل العيد، بس بيكون التنظيف والشغل أخف، الزباين بقت تحب تنظف بيوتها قبل رمضان، يمكن عشان العزايم، أو يمكن لأنهم عاوزين يفرحوا"، كلمات تعبر عن طبيعة استقبال عاملات نظافة البيوت شهر رمضان المبارك والفرق بينه وغيره من الأشهر والمناسبات."أم سماح" سيدة أربعينية لديها 3 بنات إحداهن بمرحلة الجامعة، والأخريات بالمرحلة الثانوية، تعمل في نظافة البيوت "بعد وفاة جوزي نزلت ادور على شغل، ملقتش إلا الخدمة بالبيوت، ورفضت أشتغل تبع مكتب، وياخد عمولة وسماسرة، وقلت كل قرش أولى بيه ولادي، وزبايني بمدينة نصر ومصر الجديدة، ولما حد من أكتوبر يحتاجني بييجي ياخدني من المترو ويرجعني".وتشرح "أم سماح" طبيعة عملها قائلة: "شغلنا على مدار السنة باليومية، وبنستنى المواسم والأعياد، لأن الرزق كتير فيها واليومية بتكون كبيرة، دا غير إكراميات الزباين من أرز وسكر وزيت وملابس مستعملة، وأغلب الزباين من الأمهات كبار السن أو الموظفات، والأجرة دلوقتي وصلت 250 جنيه خلال اليوم، وأوقات بجيب بنتي معايا وتساعدني، لأني مبقتش أقدر أنضف شقة لحالي".بنبرة توحي بالاستسلام والرضا قالت: "نبدأ عملنا الساعة 9 صباحا وحتى الـ 8 مساءً، بدون راحة إلا وقت الغداء، والأكل إكرامية من صاحبة البيت، وبغسل المفروشات والسجاجيد والحوائط والأرضيات، وبتابعنا ست البيت لحظة بلحظة، وممكن أعيد التنظيف مرة واتنين لو معجبهاش".وتضيف أم سماح: "رغم إنه مش عيد، بس بقينا نحس إن الطلب علينا للشغل قبل رمضان، أكتر من ألاعياد، الناس عاوزة تفرح وتنظف بيوتها، والأسعار بتزيد وممكن توصل لـ 300 جنيه في اليوم، وبالأخص لو الشقة محتاجة تنظيف كتير، وعندي قائمة انتظار للزباين بقالي شهر وباخد يوم واحد بس أجازة أرتاح، وأوقات بضطر أنزله وأقول لحالي رزق ولادي".موسم للعملمثلها "أم آية"، عاملة نظافة، ترى أن رمضان أصبح موسما للعمل بتنظيف المنازل، يومية الشغل ما بين 250 و300 جنيه، وتقول: "بقالي أسبوعين مباخدش أجازة لأن طلبات التنظيف كتير قبل رمضان، وهضطر للراحة يومين وسط رمضان، وأرجع تاني لزباين العيد، وموسم الشغل أول رمضان له مزايا، لأن الزباين بتوزع شنط علينا وملابس".أسباب الإقبالأما أسباب إقبال ربات المنازل على الخادمات بكثرة مع بداية شهر رمضان، فتعللها منى السيد، ربة منزل، قائلة: "بالنسبة لي الآن رمضان فرحة وعيد أكتر من العيد ذاته، والولاد بيحبوا البيت يكون متنظف ويبدأوا يعلقوا زينة رمضان جوا البيت وبرا، لدرجة إنهم بيزعلوا لما العيد ييجي لأن رمضان بالنسبة لهم عيد متواصل طوال 30 يوم وعزومات للأقارب والأصدقاء".طبيعة عمل الخادماتمحسن أحمد، مدير مكتب خادمات للمنازل، يوضح طبيعة عمل العاملات قائلا: "تتراوح أسعار الخادمات "الشهرية"، بين 3 آلاف و5 آلاف جنيه، ويتخللها يوم عطلة خلال الأسبوع، وتشمل أعمالها التنظيف والترتيب وطهو الطعام ورعاية الأطفال". وأضاف: "هناك أيضا الخادمات الأجانب، وأجرهن بالدولار ما بين 3 و5 آلاف دولار للخادمة الأوروبية، وتلك النوعية من الخادمات لأصحاب الفيلات، وهناك الخادمات الآسيويات والأفريقيات، وتبدأ أسعارهن من 800 دولار، ولا يتعدى ألفي دولار، والخادمات المصريات يبدأن من 2000 جنيه ولا تتعدى 4 آلاف جنيه، وبالنسبة للسوق المصرية والطبقة المتوسطة فتقبل على الخادمة بالشهر أو يومين بالأسبوع أو يوم بالأسبوع، وكل تلك الأنواع تتوافر حسب طلبات كل أسرة".لا وجود للرقابةطبقا لقانون العمل رقم 12 لسنة 2003، فإن مهنة الخادمة غير خاضعة لأحكام قانون العمل، ولا يوجد تصريح لمكاتب التشغيل والتوظيف داخل البلاد يتضمن توظيف الخدم، ولا رقابة على عمل الخادمات داخل مصر أ تلك المكاتب، كما صرح هيثم سعد، المتحدث الإعلامى باسم وزارة القوى العاملة: "ليس لنا أى دور نهائيا بهذا الملف، ولا نصرح ولا نعطى أى عقود عمل بالداخل أو بالخارج بالخادمات المصريات، ووزارة الاستثمار هى الجهة المختصة بإعطاء تصريحات للعمل للخادمات الأجنبيات فى مصر، كما أن الدستور يمنع التفتيش على العمل داخل المنزل، ما يعني صعوبة زيارة المنازل للكشف على ظروف عمل الخادمات"، مشددًا على أن الوزارة لا تمنح تراخيص لعمل مكاتب التخديم في مصر.العمل المنزليواتجهت منظمة العمل الدولية مؤخرا إلى دراسة مستفيضة فى هذا المجال وانتهت إلى تعريف المهنة ووضع توصيف حقيقى لممارسات وواجبات وحقوق هذه المهنة، ففى الاتفاقية الجديدة التى اعتمدتها منظمة العمل الدولية فى يونيو 2012 (C189) تم وصف العمل المنزلى بأنه كل عمل يتقاضى عنه أجرا يقام لخدمة أسرة أو أكثر، وتشتمل هذه المهن على مهن التنظيف والغسيل سواء للملابس أو الأطباق والكى للملابس والطبخ وحراسة الأمن (للمنازل) والتشجير وقيادة السيارات للآخرين ورعاية الأطفال والمسنين والمرضى و ذوى الاحتياجات الخاصة والحيوانات وأخيرا المساعدة فى الأعمال المنزلية.نقابة للعاملات بالمنازلفيما قام المحامي عبد المنعم منصور، بإعداد دراسة حول وضع العاملات المنازل، وأنهن غير مدرجات بقانون العمل والتأمينات الاجتماعية، ولا يوجد حصر لهن، وخلال عام 2012 تم إنشاء أول نقابة للعاملات بالمنزل بهدف حصولهن على حقوقهن وعدد ساعات عمل وإجازات محددة، فضلًا عن التأمين الصحي، وتحديد المهنة إذا كانت ستقتصر على نظافة المنزل أو الطبخ أو تربية الأطفال، وعقد ورش تدريبية ومحو أمية بمشاركة منظمات المجتمع المدني للعضوات بها واللاتي بلغ عددهن 3250 عاملة، والسعي لمناقشة سن تشريع يحمي العاملات بالمنازل من مكاتب التخديم والسماسرة وصاحب العمل، ويتضمن جميع شروط العمل التعاقدية العادلة بما لا يخالف القوانين والاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر.