تقطعت السبل بأكثر من 600 عامل هندي، ويكافحون الفقر والجوع والإعياء في قطر، كما يتضاءل تدريجياً أملهم في أن يتمكنوا من الوصول إلى وطنهم. وأوردت صحيفة «فيرست بوست» الهندية في هذا السياق تقريراً نقلت فيه عن بالفيندر سينغ وهو عامل من البنجاب يعد واحداً من 650 عاملاً هندياً مازالوا عالقين في قطر دون مرتبات وخدمات إنسانية أساسية، تأكيده «حاولنا مع السفارة الهندية، كما اتصلنا بالشرطة، لكن كلهم لا يكترثون لحالنا». ويشير التقرير أن هؤلاء المهاجرين يعملون لحساب شركة حمد بن خالد حمد، وهي شركة مملوكة للعائلة المالكة القطرية. ويقول العمال إنه تم توظيفهم من قبل وكالة معترف بها وكانوا يحصلون في البداية على راتب مناسب. لكن الشركة رفضت تجديد تصاريح عملهم بعد نهاية فترة صلاحيتها. انتهاء صلاحية من جهته أكد محمد أسلم، وهو مهاجر من ولاية أوتار براديش «انتهت صلاحية بطاقتي قبل شهرين.. الشركة تركتنا طيلة الأشهر الأربعة الماضية دون تجديد بطاقاتنا.. لا يتعلق الأمر فقط ببطاقاتنا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، لم تدفع الشركة لنا رواتبنا». وتابع «لقد اضطررنا للكفاح حتى في الحصول على وجباتنا اليومية.. أعاني من مرض خطير ولكن لا يمكنني زيارة المستشفى لتلقي العلاج لأني لا أملك بطاقة عمل صالحة». أما سينغ فقال «أمي مريضة. لا يمكنني إرسال أموال لها لشراء الأدوية، كما لم أتمكن من دفع الرسوم المدرسية لأطفالي الموجودين في الهند». ويشير التقرير أنه بصرف النظر عن العمال الهنود، هناك ما لا يقل عن 500 عامل من بلدان آسيوية أخرى يعملون في الدوحة.. يواجهون خطر الموت البطيء دون غذاء ولا ماء ولا إمدادات طاقة. ويضيف التقرير «لقد اتصلوا بسفاراتهم للحصول على المساعدة، لكن طلباتهم لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن. حتى إذا أراد هؤلاء العمال العودة إلى منازلهم، فإن عدم وجود شهادات عدم الممانعة، ومزايا نهاية الخدمة وتذاكر السفر الجوي يبقيهم عالقين في قطر». وكانت لجنة الإنصاف الدولية لضحايا بطولة كأس العالم 2022 بقطر، أطلقت مطلع العام الجاري حملتها الدولية لإنصاف الضحايا وأسرهم. ودشنت من مقر الأمم المتحدة بجنيف لجنة من العاملين في المنشآت الخاصة بالمونديال، الحملة بعنوان «You Need To Know». وفي حينه، لفت بيان إطلاق الحملة إلى أن العمال الأجانب في قطر لا يزالون يعيشون حياة مزرية، إذ يعملون ساعات طويلة في الحرارة الملتهبة، ويتلقون رواتب متدنية، ويقيمون في مراقد مهترئة، موضحاً «توفي حتى الآن أكثر من 1500 عامل»، وتخشى قطر خروج معلومات عن ظروف العمال القاسية، فقد اعتقلت فريقاً لـ«بي.بي.سي» البريطانية، وهو يقوم بإعداد برنامج إعلامي عن العمال وحياتهم الخطرة في قطر وإرسالهم داخل نعوش وتوابيت إلى أهاليهم في الهند ونيبال وغيرهما. وأضاف البيان أن الحملة حصلت على عدد كبير من الوثائق، تتضمن رسائل إلكترونية وخطابات وتحويلات مصرفية، مقابل دعم ترشح قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.
مشاركة :