ثمانية عوامل أهدت الأهلي درع الدوري وأغلى الكؤوس

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن القول إن طائرة النادي الأهلي لفتت إليها الأنظار بقوة خلال الموسم الماضي، وما حققته النسور الصفراء بحصولها على لقبي درع الدوري، وكأس ولي العهد (أغلى كؤوس اللعبة) لم يأت اعتباطا، أو ضربة من ضربات الحظ، ولكن وحتى نحق الحق، كانت تقف وراء ذلك عدة عوامل مختلفة، فتحت شهية رفاق علي الصيرفي كابتن الفريق، ليقفوا على أرضية صلبة، ولولا تلك العوامل لما شم الأهلاوية شيئا مما تحقق، وسنتوقف بالإشارة والتحليل الفني عند الأسباب التي جعلت طائرة الأهلي تحلق فوق الجميع. الدعم الإداري رغم الجبهات التنافسية الرياضية التي يصارع عليها النادي الأهلي، فإن القلعة الصفراء تعد من ضمن الأندية المحلية المقتدرة، القادرة على تغطية مصاريف واحتياجات فرقها الرياضية من كل جوانبها، وبما أن لعبة الكرة الطائرة في النادي خلال السنوات الأخيرة قد فرضت نفسها على خريطة المنافسة محليا وخليجية وعربيا، فهذا بدوره فرض على مجلس إدارة النادي بقيادة الإداري الخلوق خالد كانو الالتفات للعبة، وتوفير كل احتياجاتها التي تحفظ لها المكانة التي حصلت عليها على مختلف الصعد، وهذا ليس كلامنا، ولكن كلام الأهلاوية أنفسهم، والذي سمعناه منهم في أكثر من مناسبة، وعطفا على ذلك، ترك القائمون على شأن النادي الكرة في ملعب اللاعبين، الذين خاضوا موسما بعيدا عن التشويش الفكري. الجهاز الفني كل ناد له قناعاته الخاصة في اختياراته لأجهزته الفنية، والأهلي عندما اختار التونسي الكابتن منير قارة لقيادة الفريق، فمن المؤكد أن اختياره جاء وفق معطيات وتحريات، رغم أن قارة غني عن التعريف، وقيمة الأندية والمنتخبات والإنجازات التي حققها تسبقه، فضلا عن قيمة الاستحقاقات الرياضية التي تواجد بها، على رغم أن قارة كانت له تجربة محلية بمعية المحرق في موسم من المواسم، لا نريد أن نلبسها ثوب الفشل، بقدر أنها لم يصاحبها التوفيق إن صحت التسمية، لأن النجاح والفشل في نهاية المطاف لهما أسبابهما وأدواتهما المكتملة، وما المدرب إلا ورقة واحدة من أوراق النجاح والفشل. وأثناء حديثنا مع قارة مع بداية الموسم، قال لنا بالحرف الواحد: كل الأندية التي أشرف على قيادتها تحمل النفس البطولي والتنافسي، وهذا يعني أنه ألف الضغوط التي تصاحب أو تفرض نفسها على الفرق التي لا تعرف إلا المنافسة، وهذا يعطي مؤشرا بأن مدرب الأهلي يعرف كيف يتعاطى ويتكيف شخصيا ويكيف فريقه مع مختلف الظروف التي يصطدمون بها، وخبرته من دون شك تلعب دورا، ومن يقول بأن فريق الأهلي مكتمل العناصر، وأي مدرب قادر معهم على حصد البطولات والألقاب، فمن يردد مثل هذا الكلام، فأصحابه ينقصهم الكثير، وإلا ليس هناك من يعرف قيمة أي مدرب فني يسمح لنفسه بأن يقول مثل هذا الكلام، ولو يحتمل مثل هذا الكلام جزءا من الصحة، لسبقهم مسؤولو النادي، وتركوا الفريق يسير نفسه بالطريقة التي يريدها، وتحضرني هنا كلمة المدرب والمحاضر الياباني أوكاشا الذي فارقنا قبل أعوام مضت ردا على سؤال وجهناه له في جلسة أخوية حيث قال: هناك الكثير من المدربين، ولكن هناك قلة منهم من تصدق عليه هذه التسمية، والذين يقومون بأمور فنية تفصيلية يسجلون فيها الفارق، فكل مدرب له فكره وقناعاته الفنية، ومن المؤكد أن ما يفعله لاعبو الأهلي في الميدان هو ترجمة لتعليمات وفكر مدربهم. مدرب الأحمال ومن الأمور التي تحسب لطائرة الأهلي توفرها على مدرب متخصص في اللياقة البدنية ممثلا في الكابتن أيمن المنصالي، فقد خفف العبء على الكابتن قارة الذي بات متفرغا وأكثر تركيزا على الأمور الفنية، وعندما قال لنا قارة إن فريقه تفوق على بقية منافسيه باللياقة البدنية، فهذا ليس بالجديد، إذ سبق للكابتن رضا علي إبان إشرافه على الفريق خلال موسم 2016-2017 أن قال الكلام نفسه بعد فوز الأهلي بكأس ولي العهد ونسب كثيرا مما تحقق إلى المنصالي الذي وصفه بالجندي المجهول. وكثيرا ما رأينا لاعبي الأهلي يعودون إلى أجواء المباراة ويقلبون تخلفهم في الأشواط إلى فوز، وإذا كان الأمر في أكثره يعود لحسن قراءة مدرب الفريق لمواطن القوة والضعف لدى الفريق المقابل، ولكن لولا تمتع الأهلاوية بلياقة عالية، ما كان لهم أن يحققوا ما حققوه. هجوم كاسح من الامتيازات التي يتوافر عليها الأهلي وجود ضاربين متمكنين، يشكلون متاعب جمة لأي حائط صد مقابل، في ظل تواجد الليبرو الدولي الخبير أيمن هرونة الذي دائما ما يطوع الكرة الأولى والدفاع لصالح فريقه، مما يسهل مأمورية صانع ألعاب الفريق علي حبيب الذي بدوره الذي لا يفكر كثيرا في البحث عن مخارج هجومية في ظل حضور الدومنيكي ألفيس والأخوين ناصر ومحمد عنان في الأطراف، وعلي الصيرفي وعباس الخباز وميرزا عبدالله في مركز 3 كل هؤلاء يشكلون إزعاجا لأي حائط صد. فالأهلي يلعب بأسلوب جماعي، وضاربوه وخاصة ثلاثو الأطراف يتميزون بمهارات فردية، وكل منهم يطوع مهارته لصالح الفريق، فألفيس يلعب بثبات انفعالي جراء الخبرة العريضة التي في حوزته، مما ينعكس على ثبات عطائه الفني، والأهلي يستمد ثقته من الدومنيكي، دون التقليل من خبرة بقية اللاعبين، وناصر له أسلوبه في التعامل مع الكرات (بوش بول) التي يأخذه ارتقاءه العالي إلى تصويبها من فوق حائط الصد، أو بطريقة الضرب عكس اتجاه الجسم، ويشاركه في ذلك ضارب مركز 4 في صفوف دار كليب محمد يعقوب، أما محمد عنان فحدث ولا حرج، لقد أثبت في هذا الموسم انه لاعب من العيار الثقيل في مركز 2, ويحتاج إلى تطوير مهاراته الهجومية عندما تكون الكرة خارج منطقة الثلاثة الأمتار، فعنان الصغير في هذا الموسم كان رقما صعبا، وحصوله في المباراة النهائية أمام المحرق على كأس ولي العهد على جائزتي أفضل لاعب في مركز 2 وأكثر لاعب تسجيلا للنقاط ليس بغريب، بل يؤكد علو كعبه. انسجام المجموعة من الأشياء اللافتة لطائرة الأهلي انسجام عناصره، نظرا إلى تواجدها مع بعضها بعضا لعدة مواسم متتالية، والانسجام نغمة يبحث عنها المدربون، وكلما ارتفع نسق التناغم بين عناصر الفريق كلما تسهلت مأمورية المدرب، وخاصة متى كان هذا الأخير ضيفا جديدا على الفريق، فالانسجام يختزل الوقت، فدائما ما يبحث المدربون خلال فترة التحضير للموسم الجديد، عن مباريات مكثفة بحثا عن الانسجام، وخاصة عندما يكون هناك عناصر جديدة وافدة على الفريق. ونظرا إلى تواجد لاعبي الأهلي كل هذه الفترة مع بعضهم بعضا، أثمر ذلك عن فهمهم لبعضهم بعض بالإشارة، وكلما علا سقف التفاهم، كلما قلت الأخطاء، وأكثر اللاعبين في الفريق بحثا عن الانسجام مع زملائه هو صانع اللعب، ولهذا وجدنا خط الانسجام بين علي حبيب وزملائه الضاربين على درجة عالية من التفاهم، وكان الأخ أيمن سلمان اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي بقناة البحرين الرياضية محقا في وصفه لاعبي الأهلي بأنهم حافظون لبعضهم بعض. حائط الصد بات لحوائط صد الأهلي ماركة خاصة، وكثيرا ما تغنى أنصار الفريق بهذه الحوائط خلال مباريات الفريق في الموسم المنتهي خاصة في المواجهات الجماهيرية، وما أكثر النقاط التي سجلتها حوائط صد الأهلي، وما أكثر النجاحات التي سجلتها تلك الحوائط على مدار الأشواط، أو في الأوقات الحاسمة، والميزة الأخرى التي كشف عنها صد الأهلي لجوئه إلى تشكيل حائط الصد الثلاثي العالي، وهذا ينم عن نضج وفهم فني، وحسن قراءة،مستثمرين انفتاح ألعاب الفرق المنافسة. إرسال مؤثر من الأسلحة الفتاكة التي لجأ إليها الأهلاوية خلال منافسات الموسم المنقضي يتمثل في الإرسال المؤثر بشقيه التكتيكي الموجه أو الهجومي، والإرسال بات في الطائرة الحديثة يشكل الورقة الرابحة الأولى، وفعلا نجح إرسال الأهلي في إرباك وزعزعة استقبال الكرة الأولى، ويدين حائط الصد الثلاثي الأهلاوي بالفضل في بروزه إلى إرساله المؤثر، الذي كشف هشاشة الاستقبال لدى بعض الفرق المنافسة. جماهير عاشقة يمتلك النادي الأهلي قاعدة جماهيرية عريضة عاشقة لشعار النسر، ودائما ما تزحف وراء فرق ناديها في مختلف المناسبات، ورأينا جزءا من هذه الجماهير إبان منافسات مربعي الدوري وكأس ولي العهد، إذ كان اللون الأصفر طاغيا على مقاعد صالة اتحاد الطائرة بالرفاع، ولولا محدودية استيعاب الصالة، لتمكن عشاق الأهلي وأنصاره من ملء الصالة حتى آخرها، وبدون شك الفريق الذي يملك هكذا جمهورا بهذا الزخم، يكون له عون، ويمثل الجمهور لاعبا بمواصفات أخرى، وكثيرا ما تشكل الجماهير عاملا محفزا للاعبيها، وعامل ضغط على لاعبي الفريق المنافس، وخاصة إذا وجد في الفريق المنافس لاعبون سريعو التفاعل والشرود الذهني. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن جمهور الأهلي كان أحد الأوراق الرابحة التي استفاد منها الأهلي، ووصف مدرب الفريق منير قارة لهذه الجماهير بالذهبية فله أكثر من معنى، وأكثر جهة اغتباطا بذلك هو اتحاد الطائرة، لأن وجود الجماهير على مقاعد الصالة دليل على حيوية اللعبة ومنافساتها واتساع رقعة شعبيتها.

مشاركة :