عواصم (وكالات) أعلن الجيش السوري النظامي والميليشيات الحليفة له، أمس، استعادة السيطرة على كامل العاصمة ومحيطها، وذلك للمرة الأولى منذ 6 سنوات، معلناً إياها مناطق «آمنة» إثر الانتهاء من إجلاء آخر دفعة من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي وعائلاتهم، تضمنت 1600 عنصر، على متن 32 حافلة يومي الأحد والاثنين، من آخر جيب كانوا يسيطرون عليه في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بعد استكمال السيطرة على أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود بجبهة جنوب دمشق. وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان بثه التلفزيون مباشرة «إحكام السيطرة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، إنجاز تنبع أهميته من القضاء التام على أشرس مكونات التنظيمات الإرهابية.. إضافة إلى ضمان أمن العاصمة دمشق وريفها كاملاً». وأضاف البيان أن الجيش سيواصل محاربة «الإرهاب» في كل أنحاء سوريا. وذكر المتحدث العسكري في بيان بثته كل وسائل الإعلام الرسمية، أن وحدات الجيش تمكنت من «القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي (داعش)، ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، لتصبح بذلك دمشق وما حولها وريفها وبلداته هي مناطق آمنة بالكامل». وقال مدير المرصد السوري الحقوقي رامي عبد الرحمن، أمس «انتهت عملية الإجلاء بخروج 1600 عنصر من التنظيم المتشدد وأفراد من عائلاتهم على متن 32 حافلة يومي الأحد والاثنين»، وتوجه هؤلاء إلى جيب تحت سيطرة «الدواعش» ناحية تدمر في البادية السورية. وكانت قوات النظام فرضت سيطرتها على أحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن، لتدخل لاحقاً إلى مخيم اليرموك لتمشيطه بحثاً عن متشددين متوارين. ويُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وكان يعيش فيه قبل الحرب 160 ألف شخص، بينهم سوريون. لكن الحرب التي وصلت إلى المخيم عام 2012 وعرضته للحصار والدمار، أجبرت القسم الأكبر من سكانه على الفرار. ومنذ التوصل إلى الاتفاق السبت الماضي، سرى هدوء في جنوب العاصمة بعد أسابيع من المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، وعمد التنظيم إلى إحراق «مقاره وآلياته» قبل إجلاء عناصره، بحسب المرصد. وفي أول تعليق رسمي قبل ظهر أمس، تحدث مصدر عسكري سوري نظامي للمرة الأولى عن اتفاق «مؤقت» لوقف إطلاق نار و«لأسباب إنسانية» جرى خلاله «إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود» المحاذية لمخيم اليرموك، دون أن يأتي على ذكر مقاتلي تنظيم «داعش». ووفق عبدالرحمن، تمت عملية الإجلاء «ليلاً بشكل سري وبعيداً عن الأضواء»، عازياً ذلك إلى أسباب عدة، بينها أن «الحكومة السورية لا تعترف بالتفاوض مع تنظيم (داعش)، ولتفادي استهداف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للقافلة». وأكد مصدر مطلع على المفاوضات أن المتشددين «خرجوا على دفعات صغيرة ليلاً»، موضحاً أن «الجزء الأكبر توجه إلى جيب (داعش) في البادية لأن الأميركيين لم يوافقوا على دخولهم الجيب الواقع شرق الفرات، حيث توجد قوات سوريا الديمقراطية»، فيما ذهبت مجموعة أصغر إلى مناطق محدودة تحت سيطرة فصائل متطرفة جنوب البلاد.
مشاركة :