يعود الفضل في التحديد الدقيق لكمية الجليد الذي يذوب في قطبي الأرض إلى قمرين أطلقتهما وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والمركز الألماني للأبحاث حول علوم الأرض في العام 2002، وهما سيُبدلان الثلاثاء بقمرين جديدين.ومساء الثلاثاء، يقلع من قاعدة فاندنبرغ في كاليفورنيا صاروخ "فالكون 9" لشركة "سبايس أكس" الأميركية الخاصة، حاملا القمرين الجديدين إلى مدار الأرض.و من المعروف في علوم الفيزياء أن أي تغيّر في الكتلة على الأرض يغيّر الجاذبية التي تتأثر بها الأقمار الاصطناعية، وهذا ما يعوّل عليه العلماء تحديدا في قياسهم لمياه المحيطات والبحار في الأرض.يوازي حجم كلّ من القمرين حجم سيارة، وهما يدوران حول الأرض وتفصلهما الواحد عن الآخر مسافة 220 كيلومترا، على ارتفاع 490 ألف متر من سطح الأرض.حين يمرّ القمر الاصطناعي فوق جبل يبتعد بعض الشيء عن القمر الآخر، وذلك بسبب الكتلة الإضافية للجبل تحته، والجاذبية الأكبر بالتالي.وعلى هذا المبدأ سيعمل القمران على قياس التغيّرات في الكتلة على سطح الأرض تحتهما.وسيُعتمد الشهر كوحدة زمنية صغرى في هذه العملية، ومع توالي دوران القمرين حول الأرض لن يتغيّر شيء من كتلة اليابسة تحتهما، بل سيقتصر التغيّر على المناطق البحرية والجليدية، إضافة إلى التغيرات في المياه الجوفيه تحت اليابسة.وتوضيحا لذلك، عندما يذوب الجليد القطبي تتقلص الكتلة في تلك المناطق، وتنتقل المياه إلى المحيطات فتزيد كتلتها، وهذا ما يمكن للقمرين أن يشعرا به.وبمقارنة النتائج بين أشهر السنوات المتعاقبة، يمكن تحديد التغيرات التي تطرأ على الجليد والمحيطات على سطح الأرض.
مشاركة :