عشرة أشهر مرت منذ تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة “داعش”، لكن عملية انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض لا تزال بعيدة عن نهايتها. وأكدت وكالة “فرانس برس” في تقرير نشرته، أن عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدني، بكمامات تغطي أنوفهم بسبب الرائحة القوية، يواصلون العمل دون توقف على انتشال مئات الجثث من تحت الأنقاض في المدينة القديمة التي تعرضت لأضرار هائلة إبان تلك المعركة، وذلك بالرغم من أن هذه الجهود محفوفة بالمخاطر بسبب الألغام والعبوات والأحزمة الناسفة غير المفككة من مخلفات الحرب. ونقلت الوكالة عن محافظ نينوى نوفل سلطان العاكوب تأكيده رفع 2838 جثة من تحت الأنقاض منذ تموز الماضي، تعود 600 منها إلى عناصر “داعش”. من جانبه، أشار ضابط جهد الإنقاذ في غرب الموصل المقدم ربيع إبراهيم للوكالة، إلى أن 763 جثة انتشلت خلال ثلاثة أيام فقط، والعمل مستمر حتى استكمال العملية في المنطقة، موضحا أن الجثث المتفسخة تُنقل إلى دائرة صحة نينوى وبلدية الموصل التي تتخذ الإجراءات اللازمة بدفنها. وتسلّم جثث المدنيين إلى ذويهم بعد إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد هويتها، فيما تُدفن جثث مسلحي “داعش” في مقبرة خاصة بمنطقة السحاجي، على الأطراف الغربية للمدينة. وأقر مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى حسام خليل بأن الفرق العاملة على انتشال الجثث تواجه صعوبات يومية ملموسة، لاسيما في المنطقة القديمة، حيث لا يمكن إدخال الآليات الثقيلة لضيق الأزقة والطرقات، ما يضطر الفرق إلى استخدام المعدات البسيطة. وحذر رئيس لجنة انتشال الجثث في بلدية الموصل دريد حازم محمد من أن بعض جثث “الدواعش” ترتدي أحزمة ناسفة تتطلب تفكيكا من قبل الخبراء العسكريين. غير أن الخطر الأكبر الذي تشكله تلك الجثث المطمورة تحت الأنقاض منذ عشرة أشهر هو خطر صحي ملموس على حياة المواطنين. ورغم دفن الجثث في أماكن بعيدة، فهي تترك وراءها جراثيم وأمراضا، قد يحملها النهر إلى خارج المدينة القديمة، حسب التقرير. وبالرغم من إعلان السلطات المحلية أن المياه التي تعرضت للتصفية صالحة للشرب، حذر الخبير في الأمراض الباطنية الطبيب أحمد إبراهيم من الأمراض التي قد تنقلها المياه الملوثة وقد تظهر أعراضها فورا أو ربما غدا أو بعد سنوات.
مشاركة :