أعربت فرنسا اليوم الثلاثاء عن استعدادها للعمل مع الحكومة الإيطالية الشعبوية والمعادية للمؤسسات الأوروبية، لكنها دعت روما إلى مواصلة احترام التزاماتها الأوروبية، ولا سيما داخل منطقة اليورو. وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية نتالي لوازو أمام النواب الفرنسيين، إن «فرنسا ستعمل مع هذه الحكومة الإيطالية لأن إيطاليا جارة وشريكة وحليفة مهمة لفرنسا. لكننا نعمل على أساس: احترام نتائج الانتخابات ومغزاها، واحترام التعهدات التي قطعها الجميع في الاتحاد الأوروبي ولا سيما في منطقة اليورو، حيث مصائرنا مترابطة بشكل وثيق وليس ممكنا ولا مرغوباً به التصرف بصورة انفرادية داخل أوروبا، واحترام القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي». ويزداد القلق في أوروبا وفي الأسواق أمام التطورات السياسية في إيطاليا التي تستعد لتشكيل حكومة معارضة للاتحاد الأوروبي بين حركة خمس نجوم والرابطة الإيطالية اليمينية المتطرفة. ولا يخفي هذا التحالف نيته عدم الالتزام بالموجبات الأوروبية في ما يتعلق بعجز الميزانية والديون الأمر الذي يهدد بأزمة جديدة في منطقة اليورو. وقالت ناتالي لوازو، إن «الانتخابات الإيطالية كانت تحذيراً لكل أوروبا. لقد كشفت ضعف الأحزاب التقليدية في إيطاليا وفي غيرها من الدول، وعبر الناخبون الإيطاليون عن استيائهم من غياب التضامن الأوروبي، من دول الشمال إبان الأزمة المالية، ومن دول شرق أوروبا إبان أزمة المهاجرين». وأضافت، «علينا أن نصغي لهذا التحذير وأن نستجيب له»، وتابعت، أن صعود الشعبوية في أوروبا «يعزز من الطابع الضروري والملح» لإعادة صياغة أوروبا وفق التصور الذي عرضه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
مشاركة :