سلطان بن سلمان: رعاية "بيوت الله" تحظى باهتمام استثنائي من خادم الحرمين

  • 5/23/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دشنت جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد "مشروع كود بناء المساجد"، مساء أمس الاثنين، في مسجد الظويهرة التاريخي، الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حي البجيري بالدرعية التاريخية. تم ذلك برعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني و رئيس مجلس أمناء عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وبحضور الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، والدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، نائب وزير الشئون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد. وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن تدشين مشروع كود بناء المساجد، يُعد نقلة مهمة في عمارة المساجد، وتتويجًا لجهود الشراكة مع وزارة الشئون الاسلامية؛ لتطوير تصاميم المساجد والارتقاء بجودتها المعمارية. وأشار الأمير سلطان، في كلمته، إلى أن رعاية المساجد تحظى باهتمام استثنائي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ لأن المملكة منذ انطلاقها حتى الآن يُعد المسجد ركيزة أساسية في كل عمل تقوم به ولم تدخر مالًا أو جهدًا في سبيل العناية بالمساجد وإعلاء شأنها والمحافظة عليها. وتابع سموه، "كود بناء المساجد يعتمد على كود البناء السعودي، وسيكون امتدادًا متخصصًا ومركزًا لكود البناء العام يختص بعمارة المساجد"، مُعتبرًا كود بناء المساجد عنصرًا رئيسًا في الجهود التي تتولاها عدد من الجهات بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية؛ لخدمة بيوت الله إعمارًا وترميمًا بما يتماشى مع دورها الرئيس في المجتمع وحياة المسلم. كما أشار الأمير سلطان، إلى مراعاة كود بناء المساجد، للجانب الثقافي والعمراني لكل منطقة، ووضع خطوط عريضة لعمارة المساجد تهتم بالاستدامة والأمن الاجتماعي وذوي القدرات الفائقة، إضافة إلى توفيره للطاقة حسب المعايير المعتمدة من الدولة واستخدامات المياه وتدويرها، وترابط النسيج العمراني مع المسجد. وأعرب الأمير سلطان، عن تقديره لوزير الشئون الإسلامية ونائبه والمسئولين في الوزارة؛ لدعمهم هذا المشروع الذي قدمه قبل نحو عشرين عامًا، وشكر أيضًا عبداللطيف الفوزان مؤسس جائزة الفوزان لعمارة المساجد والمسئولين في الجائزة على تبني المشروع. كما أوضح سموه، أن تأخر تدشين كود البناء سبقه تأخر مشاريع كثيرة مثل، برامج "إعمار المساجد التاريخية وأنسنة المدن"، وغيرها من المشاريع التي عمل مع عدد من الجهات الحكومية والشركاء عليها. وأشار، إلى أن العناية بالمساجد لابد أن تكون المهمة الأولى ليست لوزارة الشئون الاسلامية وحسب ولكن لكل إنسان ينتمي لهذا البلد، داعيًا إلى تقليل البذخ والتباهي في الأشكال الهندسية في المساجد وصرف تكاليف مبالغ فيها. ومن جانبه قال الدكتور توفيق السديري، نائب وزير الشؤون الإسلامية، إن كود بناء المساجد هدفه زيادة العمر الافتراضي لمبنى المسجد "الاستدامة"، مع خفض تكاليف البناء، وإلى ترشيد استهلاك الطاقة بكافة أنواعها، وخفض تكاليف التشغيل والصيانة. وتابع: "يهدف الكود أيضًا إلى الموافقة على المتطلبات الاجتماعية والأمنية، ومتطلبات ذوي القدرات الخاصة، وإلى مراعاة النسيج العمراني للحي، أو المدينة، أو القرية التي يقام فيها المسجد". وأشار السديري، إلى أن كود بناء المساجد سيكون أيضًا دليلًا استرشاديًّا للوزارة، ولكافة فاعلي الخير وللمؤسسات التي تبذل في بناء المساجد عند رغبتهم في بنائها، مبينًا أنه تم عمل عدد من الخطوات لتنفيذ هذا الكود وجعله في محل التنفيذ؛ حيث تم تشكيل لجنة تنفيذية بين الوزارة وبين الجائزة للقيام بإعداد الأسس العامة لكود البناء سواء كانت هذه الأسس معمارية، أو إنشائية، أو مكانيكية، وكذلك الاستفادة من الكفاءات والخبرات الوطنية المتوفرة لدى جميع الجهات ذات العلاقة بأعمال البناء والإنشاء والتعمير، ولتنفيذ ذلك شكلت ثلاث مجموعات مجموعة متخصصة بالمعايير التصميمية والتخطيطية، ومجموعة متخصصة بالمعايير التقنية، ومجموعة متخصصة بالمعايير التشريعية والتنظيمية وأضاف، "تواصلنا ومازلنا نتواصل في إعداد هذا الكود مع عدد من الجهات من أهمها وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وجامعة الملك سعود". من جهته أكد الدكتور مشاري النعيم، أمين عام جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد ومستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتراث والثقافة، في كلمته أن الجائزة تضع نصب عينيها ضرورة الاهتمام بعمارة المساجد، ووضعت لهذا الهدف جائزة عالمية تحفز المهتمين في العالم على ابتكار حلول جديدة لتطوير عمارة المساجد، مشيرًا إلى أن ما يسمى بـ"مسجد المستقبل" يجب أن يكون اقتصاديًّا وبسيطًا وَذَا تقنية عالية ومستديمًا ومرتبطًا بمستخدميه. وأوضح ان الجائزة آلت على نفسها العمل على تطوير كل ما من شأنه الارتقاء ببيوت الله، منوهًا بالدعم الذي تحظى به من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء الجائزة، ومن معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آلِ الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد، لافتًا إلى أن مشروع "كود المساجد" ما هو إلا حلقة من الحلقات التي تسعى الجائزة إلى تطويرها. وبين النعيم أن الجائزة تبنت إنشاء منصة إلكترونية تحتوي على مكتبة رقمية ستحفظ كل ما نشر حول عمارة المساجد في العالم باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أرشيف للمساجد في المملكة، وموسوعة رقمية عالمية تساعد على التعريف ببيوت الله، فضلًا عن معلومات متكاملة للمصممين والمهتمين والشركات والتقنيات التي تهتم بعمارة المساجد. وأشار إلى أن كود بناء المساجد يساهم في تقنين العمل المعماري ويجعله ضمن الإطار المقبول في تشجيع الابتكار؛ لأن فكرته مبنية على المشاركة بين المشروع والمستفيد ويدفع إلى البحث العلمي وابتكار مواصفات جديدة في تبني الجمال المرن، ويساعد على عدم المبالغة ويحدد الكفاءة الوظيفية في الوصول إلى المسجد المستدام اجتماعيًّا ووظيفيًّا واقتصاديًّا. حضر الحفل الدكتور حمد العليان مستشار نائب وزير الشئون الإسلامية للشئون الفنية ورئيس برنامج المساجد التاريخية بالوزارة، والأستاذ عبداللطيف الفوزان مؤسس جائزة الفوزان لعمارة المساجد. يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان كان قد تبنى مشروع إنشاء كود بناء خاص ببناء المساجد عام 1417 بصفته رئيسًا فخريًّا للجمعية السعودية لعلوم العمران وقتها؛ حيث عملت الجمعية على تأسيس برنامج تطوير المساجد ضمن مساعيها المتمثلة في تطوير التطبيقات العمرانية، وتحسين ممارسة المهنة وتأصيل الهوية العمرانية لمدن المملكة وقراها. ويهدف البرنامج إلى وضع المعايير التخطيطية والتصميمية والتنفيذية والتشغيلية للمساجد الحديثة، وإعادة ترميم القائم منها في المملكة العربية السعودية، والمساعدة التي تتولى المملكة تمويلها وبناءها خارج المملكة.

مشاركة :