النفط يعاود الارتفاع .. وصادرات الشرق الأوسط تغرق أسواق آسيا على حساب «الأمريكي»

  • 12/2/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوز خام برنت أمس 71 دولارا للبرميل منتعشا من أدنى مستوى له في خمس سنوات الذي سجله في وقت سابق مع بحث المستثمرين عن حد أدنى للسعر بعد قرار "أوبك" الأسبوع الماضي عدم خفض الإنتاج. ويرى محللون في السوق العالمية أن توقف تراجع الخام الأمريكي وبرنت بعد خمسة أشهر متتالية من أطول موجة خسائر منذ الأزمة المالية عام 2008، يعطي آمالا بتوقف تدهور أسعار النفط بعد أن هوى خام برنت إلى 67.53 دولار للبرميل في التعاملات الصباحية مسجلا أدنى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2009 ثم أصبح مرتفعا 85 سنتا إلى 71 دولارا بحلول الساعة 14:54 بتوقيت جرينتش. وزاد الخام الأمريكي 1.01 دولار إلى 67.16 دولار للبرميل بعد أن نزل خلال تعاملات يوم أمس إلى 63.72 دولار وهو أقل سعر منذ تموز (يوليو) 2009. وقالت أمريتا سين كبيرة محللي النفط في إنرجي أسبكتس "السوق ما زالت مصابة بالذعر.. فور أن نتخطى حالة الفزع من المرجح أن تستقر أسعار برنت في حدود 65 إلى 80 دولارا للبرميل في المدى القصير". وأضافت "من الواقعي أن يتكرر ذلك التذبذب في المستقبل القريب نظرا لأن تراجع السوق كان مبالغا فيه". يأتي تحسن أسعار النفط متزامنا مع تأكيد السعودية أمس أن سياستها النفطية تنطلق من أسس اقتصادية وذلك مع استمرار التكهنات بعد اجتماع "أوبك" الأسبوع الماضي عن دوافع سياسية إزاء المنتجين الآخرين. ووفقا لـ"واس"، أكد مجلس الوزراء أمس أن سياسة المملكة البترولية تنطلق من أسس اقتصادية وبما يحقق مصالح المملكة الاقتصادية على المديين القصير والطويل ومصلحة المنتجين والمستهلكين". ويرى محللون نفطيون أن الاستراتيجية الجريئة التي ينتهجها المنتجون الخليجيون لاستغلال تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى في خمس سنوات من أجل حماية حصصهم السوقية قد بدأت تؤتي ثمارها مع توقف صادرات الخام الأمريكي إلى آسيا. ونقلت "رويترز" عن مصادر نفطية أن مصافي التكرير الآسيوية علقت واردات المكثفات - وهي خام خفيف منتج من النفط الصخري الأمريكي - بعد أربعة أشهر فحسب من بدئها مفضلة خامات الشرق الأوسط الأرخص. ويسلط ذلك الضوء على احتدام المنافسة بين الموردين بعد تراجع أسعار النفط أكثر من 40 في المائة منذ حزيران (يونيو) الماضي. وقال "توشار توران بانسال" من "اف.جي.إي" الاستشارية في سنغافورة "هناك تخمة معروض لدرجة أن خامات الشرق الأوسط متداولة بتخفيضات ولم يعد جلب الخامات من الولايات المتحدة ذا جدوى اقتصادية". ووفقا للمحللين الغربيين أصبح النفط الأمريكي غير قادر على منافسة الخامات المماثلة من قطر والسعودية والإمارات بعد أن بدأ المنتجون الخليجيون خفض الأسعار في آب (أغسطس) للمحافظة على حصصهم في السوق التي تتلقى إمدادات وفيرة. وتسهم خامات الشرق الأوسط حاليا بنحو ثلثي الواردات الآسيوية. وتتعرض صادرات الخام الأمريكية إلى آسيا لضغوط إضافية من تكاليف الشحن بين الولايات المتحدة وآسيا التي زادت 50 في المائة ما أجبر البائعين على إرسال شحناتهم إلى أوروبا. ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة الطلب على السفن في الشرق الأوسط وإفريقيا. ويقول لـ الاقتصادية المحلل الاقتصادي الروسي فالنتين بومينوف ، إن الاجتماع المهم الذي عقد قبل اجتماع "الأوبك" في فيينا الأسبوع الماضي حدد الكثير من الآليات المهمة للتعامل مع مشكلة التراجع الحاد للأسعار. وقال، إن الاجتماع حضره المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي ومساعده الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ورئيس شركة روسنفت العملاق ايجور سيشين ووزيرا الطاقة المكسيكي بدرو كولدويل والفنزويلي رافائيل رامريز وتم خلاله الاتفاق على مراقبة الوضع في العام المقبل وبحث عقد مشاورات إضافية كل ثلاثة أشهر. ونبه إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تعافيا للسوق واستعادة الطلب على النفط لمعدلات جيدة. وأكد المحلل الروسي على أهمية وجود آليات فعالة لتحسين أسعار النفط الخام بالاعتماد على تحسين معدلات النمو وعلاج الأزمة الاقتصادية العالمية مشيرا إلى أهمية الاعتماد كلية على العرض والطلب وعدم التدخل بأى دوافع سياسية أو غيرها لإحداث خلل في أسواق النفط. من جانبه يقول لـ الاقتصادية المحلل العراقي حسين الوائلي، إنه لا يستبعد عقد دورات استثنائية لـ"أوبك" خلال الشهور المقبلة وقبل الاجتماع المقبل في منتصف العام المقبل من أجل التشاور حول أوضاع السوق الآخذة في التراجع. وأشار إلى أن التدخلات الأمريكية لها دور رئيس في التراجع الحاد للسوق بسبب الرغبة في الضغط على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا مشيرا إلى أن إنتاج النفط والغاز الصخري مرتفع التكلفة ويصعب أن يستمر في التأثير على السوق في ضوء هذه الأسعار المتراجعة. وشدد على ضرورة العمل على ضمان توازن العرض والطلب مع ضرورة التنسيق والتشاور بين كل أو غالبية اللاعبين في سوق النفط وضمان تنفيذ الإجراءات المتفق عليها. من جانبه قال الدكتور إبراهيم عزت المستثمر والمتخصص الاقتصادي، إن الاستثمارات النفطية دون شك تواجه صعوبات كبيرة في ضوء الظروف السعرية الراهنة، كما أن ميزانيات بعض الدول ومنها دول في "أوبك" غير خليجية تواجه أيضا صعوبات عديدة مشيرا إلى أهمية مساندة الدول المستهلكة وخصوصا أوروبا للدول المنتجة من خلال تخفيض أسعار الصادرات الأوروبية إلى أسواق الدول المنتجة. وشدد على ضرورة الاهتمام بالتوسع في صناعة البتروكيماويات بدلا من النفط الخام لأن هذه الصناعة متميزة وواعدة وبها طاقات واسعة للنمو وهي الأفضل الآن لـ"أوبك" والاقتصاد الدولي بشكل عام. وقال إن تفعيل آلية العرض والطلب تعد مهمة ولكنها في مجال إنتاج النفط ذات طبيعة خاصة وربما لا تتمتع بالمرونة المطلوبة، مشيرا إلى أن روسيا على سبيل المثال ونظرا للعوامل المناخية واللوجستية والتكنولوجية لا تستطيع أن تخفض الإنتاج على الفور ما يجعلها غير قادرة على اتخاذ تدابير إنتاجية قصيرة وطويلة الأجل لمواجهة الآثار المترتبة على تراجع الأسعار الحادة الحادثة حاليا. وأشار المتخصص الاقتصادي إلى أهمية أن تهتم صناعة النفط في المرحلة الحالية بزيادة الكفاءة الإنتاجية وتعزيز منظومة العمل وزيادة جهود التسويق مع الاهتمام بالدراسات المعمقة وأبحاث السوق من أجل الوصول إلى أعلى معدلات كفاءة التشغيل.

مشاركة :