الخلايا الشمسية تغير شكل الصراع على ابتكار السيارات الكهربائية

  • 5/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برلين - دخلت شركات السيارات في سباق من نوع خاص في اتجاه منصة الخلايا الشمسية، التي ستحيل مركبات الاحتراق الداخلي على التقاعد خلال سنوات على ما يبدو، في ظل مساعي كبار المصنعين وحتى شركات التكنولوجيا إلى إنتاج سيارات صديقة للبيئة. ويتوقع أن تغير هذه التقنية شكل الصراع لا سيما مع تزايد الاهتمام بالمركبات الكهربائية، التي من المفترض أن تستفيد من الطاقة الشمسية لتشغيلها. وما يميز هذا السباق المحتدم هو اقتحام شركات ناشئة لهذه الصناعة عبر ابتكارها سيارات تعمل بتقنية الخلايا الشمسية. وفي محاولة لجعل السيارات أكثر ملاءمة للبيئة، أعلنت شركة “سونو موتورز” الألمانية الناشئة مؤخرا عن تطوير سيارة كهربائية مدمجة تحمل اسم “سيون” تعمل بالطاقة الشمسية. وزود المصممون السيارة بخلايا شمسية بالسقف والجوانب، حيث تعمل على معالجة أشعة الشمس المباشرة والضوء المنتشر لتتمكن من التقاط الضوء المنعكس من واجهات المنازل، على سبيل المثال. وهذا الأمر يساعد السيارة، التي يتوقع أن تسير على الطرقات خلال العام المقبل، على الوصول إلى مدى سير يبلغ 250 كلم/س بفضل البطارية سعة 30 كيلوواط ساعة. وبسواعد المحرك الكهربائي، الذي تبلغ قوته 80 كيلوواط، تنطلق السيارة بسرعة قصوى 140 كلم/س، كما أنها تعمل كمصدر للطاقة أيضا، إذ يمكن أن تمد بعض الأجهزة الكهربائية بالتيار اللازم لعملها مثل الشواية الكهربائية أو المكنسة الكهربائية. ولم يقف إبداع الشركة عند ذلك الحد، بل يمكن للسيارة البالغ سعرها 20 ألف يورو، أن تشحن شقيقتها بالكهرباء عبر تطبيق “سونو” لتحديد كمية التيار. وكانت بدايات هذه الشركة مع هذا الابتكار في 2016 حينما طورت أول نموذج لسيارة وهي مغطاة بالألواح الشمسية، ويمكنها السير لمسافة 115 ميلا بشحنة واحدة فقط للبطارية التي تعمل بالطاقة الشمسية. ومطلع الشهر الجاري، فاجأت شركة “لايتيير” الهولندية الناشئة لصناعة السيارات المتابعين عندما كشفت أنها تبتكر سيارة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية، في تحد لأكبر الشركات العالمية التي تعمل في هذا المضمار وفي مقدمتها تيسلا الأميركية. إبداع سونو تجاوز التقاط سيارتها لأشعة الشمس ليبلغ شحن شقيقتها بتطبيق خاص إبداع سونو تجاوز التقاط سيارتها لأشعة الشمس ليبلغ شحن شقيقتها بتطبيق خاص وأوضحت الشركة أن أيقونتها لايتيير، رباعية الدفع تعتمد على أربعة محركات مركبة على صرة العجلات تعمل بالطاقة الكهربائية، التي تستمدها من الخلايا الشمسية، لتتيح إمكانية التنقل لأسبوع كامل أو حتى شهر دون الحاجة إلى الشحن. واعتمادا على نوع البطارية، من المفترض أن تصل السيارة، التي سيتم تصنيعها بالتعاون مع شركة التطوير الألماني إي.دي.أي.جي، بشحنة واحدة لمدى سير قد يصل إلى 800 كلم. ويمكن أن تتم عملية الشحن، وفق المواصفات الفنية للسيارة، عن طريق التوصيل بمقابس الكهرباء، أو عن طريق الشاحن السريع. والكثير من الجهود العلمية لا تزال تقف عند حدود بعض المشكلات لنشر هذه التقنية، من بينها مشكلة تجميع الطاقة الشمسية وتخزينها في السيارة لاستخدامها خلال الليل أو تحت الغيوم. وحاولت شركات تجاوز المشكلة عبر تزويد السيارة ببطارية لتخزين الطاقة الشمسية، والتي تستطيع تزويد السيارة بالطاقة اللازمة من الغروب وحتى طلوع شمس اليوم التالي، إلا أن هذه البطارية تزيد من ثقل السيارة. كما أن من المشكلات التي تعاني منها هذه الصناعة، أن المركبات يجب أن تقف في أماكن معرضة للشمس، لسحب الطاقة اللازمة للتشغيل والشحن خلال توقفها. ولكن لايتيير، مثلا، استثمرت في تعلم كيفية بناء الخلايا الشمسية لاستخدامها في سياراتها، وتستمر في القيام بذلك لأنها تصور كيفية عمل طبقة الخلايا الشمسية على الهيكل. وتؤكد أنه يجب حماية الخلايا الشمسية من الرياح والطقس، وعادة ما يجب وضعها على الأسطح المنحنية لمواجهة أي تحديات قد تعترض تشغيل السيارة. وأشارت لايتيير إلى أن وحدة تخزين الطاقة بسيارتها الجديدة، التي ستنتج منها 100 نسخة فقط بحلول 2020، يمكن استغلالها كمصدر طاقة للاستخدام الخارجي أو حتى في المنزل. وأوضح المسؤولون في الشركة أن لايتيير عملت في السنوات الأخيرة على تطوير منصة كهربائية شمسية أصلية كاملة تصل لثلاثة أضعاف كفاءة الطاقة مقارنة بالسيارات الكهربائية الحالية في السوق. ومن الواضح أن هذه السيارة وحش مختلف تماما عن سيارة سونو سيون، التي تعمل بالطاقة الشمسية والبالغ قيمتها 200 ألف يورو. شركات ناشئة تشعل المنافسة بحزمة حلول ثورية ويتوقع أن تتم صناعة أول نموذج للمركبة الجديدة بحلول العام المقبل على أن يتم طرحها في الأسواق في بداية الأمر، بحلول عام 2020 بسعر يبدأ من 119 ألف يورو. ولحل مشكلة نقص البنية التحتية، تسعى شركة أودي الألمانية إلى تعزيز شحن السيارات الكهربائية أثناء السير من خلال الاعتماد على الخلايا الشمسية دون الحاجة للتوقف أصلا. وكانت أودي قد أعلنت في أغسطس الماضي أنها ستطرح أول نموذج اختباري مع حلول نهاية العام الجاري، يتوقع أن يغير مفاهيم شحن السيارات الكهربائية، والذي يأتي ضمن خطط ملاءمة مركباتها مع البيئة. وقام فريق مشروع “بوليتيك سولار” الروسي في 2016، ببناء سيارة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية. وتم إنشاء الهيكل على هيئة مركب بجسمين متوازيين مصنوعين من مواد مركبة محلية الصنع. وتستمد السيارة طاقتها الكهربائية من خلايا شمسية مربعة الشكل، مساحتها 4 أمتار، تركب على ظهر السيارة، التي لا يزيد وزنها عن 200 كيلوغرام وتبلغ سرعتها القصوى 150 كلم/س.

مشاركة :