الروائي الأميركي فيليب روث.. رحيل قبل الرحيل

  • 5/23/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مهاب نصر | «هذا الشّيء الّذي طالما كان ثمينًا بالنسبة إليّ على امتداد العمر، لم يعد له مكانٌ في صميم حياتي».. هذا ما قاله الروائي الأميركي فيليب روث في حوار أجري معه العام الماضي في صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، معبرا عن نهاية ولعه بسرد الحكايات. رحل روث أول من أمس، بعد أن دون اسمه كأحد أعمدة الرواية الأميركية المعاصرة، وكان المرشح الذي يرد ذكره دائما على قائمة «نوبل» للأدب، من دون أن يحظى بها. يعتبر روث من كبار ادباء ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسبب الطابع العالمي لرسالته. وقد تمكّن على الدوام من المحافظة على انتاج غزير ذي نوعية عالية جدا. برع روث في تناول حياة الطبقة الوسطى، وباعتباره منتميا إلى عائلة يهودية قدم صورة عميقة عن إشكالات المجتمع الأسري الضيق وتقاليد الأقليات في الولايات المتحدة الأميركية. ولد فيليب روث في مدينة نيو ارك في نيوجرسي الأميركية عام 1933 وحصل على شهادة بكالوريوس في الفنون من جامعة شيكاغو التي درّس هو فيها لاحقاً وفي جامعات أخرى أيضاً. مع صدور كتابه «وداعاً كولومبوس» عام 1959 لفت روث انتباه المتابعين والنقاد، وتحول العمل إلى فيلم سينمائي أخرجه لاري بيرس. وتناول «وداعا كولومبوس» قصة شاب يهودي، ويوضح روث من خلال الرواية طبيعة الإشكالات التي واجهتها الأسر اليهودية المنتمية إلى الطبقة المتوسطة بعد الحرب العمالية. في سنواته الأخيرة، وربما بسبب المرض والتقدم في العمر انخرط روث في الكتابة عن الفناء وتراجع قدرات الإنسان العقلية والجسدية. تمثل روايات روث «الكاتب الشبح» عام 1979، و«زوكرمان طليقاً» عام 1981 و«درس التشريح» عام 1983 ثلاثيته الكبرى. وفي رواية «سخط» يقدم لنا شكلا من أشكال العنف والتمرد الذي ساد بين أجيال الشباب، والعلاقة المعقدة بين بطل الرواية والأب «القصاب» اليهودي، الذي يمثل نموذجا لرب الأسرة المتشدد، بالتناقض مع الابن المتعلم والمنتسب لجيل جامعي مختلف. «لقد انتهيت».. قالها فيليب روث معلنا توقفه عن الكتابة في أواخر عام 2012 وذلك بعد صدور روايته «نميسيس»، ليبلغ ما أصدره طوال حياته 30 عملا روائيا، وكانت روايته المسماة «الرعوية الأميركية» أو «أميركان باستورال» قد فازت بجائزة بوليتز في عام 1998. بعد صدور المجلد الأول من أعماله عن مكتبة لابلياد الشهيرة أجرى روث حوارا مع غوسلين سافينيو لصحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية تحدث فيه عن بداياته الروائية وانشغاله بتحديد موقعه ككاتب، يقول «في تلك الفترة لم أكن على وعي بما أفعل، وكان دليلي الوحيد أسئلة من قبيل: ما هي نقطة قوتي؟ ما الذي يدفعني إلى الكتابة؟ عماذا أبحث؟». وفي الحوار نفسه عبر روث عن استيائه بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، متهما إياه بأن ما يحرّكه هو روح الانتقام، وأنه مصاب بالنرجسية والتعصب، معتبرا أن ما تعيشه أميركا الآن هو «كابوس».

مشاركة :