رحيل فيليب روث أحد عمالقة الأدب الأميركي

  • 5/23/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فقد الأدب العالمي فيليب روث، أحد نجومه البارزين الذي اشتهر بنقده اللاذع الساخر، فضلاً عن ميله إلى الخلط بين الخيال والواقع، معتمداً في كثير من رواياته على تجربته الخاصة. توفي الكاتب الأميركي فيليب روث، الذي يعتبر من عمالقة الأدب الاميركي ورشح مرارا للفوز بجائزة نوبل للآداب، أمس الأول، عن 85 عاما. وأكد وكيل فيليب روث الأدبي، أندرو وايلي، نبأ الوفاة، مبينا أن الكاتب توفي جراء قصور في القلب. وكتبت صديقة الكاتب جوديث ثورمان تقول: "كان رجل الحقيقة". وقد ورد اسم فيليب روث المراقب الحذق للمجتمع الأميركي وعيوبه، مرات عدة لنيل جائزة نوبل للآداب من دون أن يحصل عليها. ولد فيليب ميلتون روث في 19 مارس 1933 في نيوارك في نيوجيرزي، وهو من عائلة يهودية أوروبية أتت الى الولايات المتحدة خلال موجة الهجرة في القرن التاسع عشر. وبعدما نشر 31 عملا، وبعد سنتين على روايته الأخيرة "نيميسيس"، أعلن عملاق الأدب فيليب روث في عام 2012 اعتزاله الكتابة. أعماله التي تروي بطريقة استفزازية عادات البرجوازية اليهودية الأميركية أو تتناول السياسة بطريقة ساخرة تتأرجح دائما بين السيرة الذاتية والتخيل. وكان بانتظام من الأسماء الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل للآداب، إلا انه لم يحصل عليها يوما. غير أنه نال جوائز عدة أخرى، منها جائزة "بوليتزر" عام 1998 عن كتابه "أميريكن باستورال"، و"ناشونال بوك أوارد" عام 1960 عن "غودباي كولومبوس". انتقادات لاذعة وقد اشتهر في عام 1969 بفضل كتاب "بورتنويز كمبلاينت" الذي أثار ضجة كبيرة بسبب الوصف الجنسي وطريقته في تناول الوضع اليهودي. وبقي هذان الموضوعان أساسيين في الجزء الأكبر من أعماله. وقد انتقدته شخصيات يهودية بارزة عدة بشكل علني، بسبب كتاباته عن الوضع اليهودي. لكنه كان يقول "أنا لا اكتب بصفتي يهوديا، بل بصفتي أميركيا". وكان يعتبر من كبار أدباء الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب الطابع العالمي لرسالته. وقد تمكن على الدوام من المحافظة على إنتاج غزير ذي نوعية عالية جدا. واشتهر خصوصا بثلاثيته السياسية "اميريكن باستورال"، و"آي ماريد إيه كومونيست" (1998)، و"ذي هيومن ستاين" (2000). في "ذي هيومن ستاين" ندد بالمجتمع الأميركي المتزمت والمنغلق على نفسه، وتناول في "أميريكن باستورال" (1997) الأثر المدمر لحرب فيتنام على الضمير الوطني. لم يكن يحبذ المشاركة في مناسبات عامة والمشاركة في مقابلات، إلا أنه كان يتابع بنباهة الحياة السياسية الأميركية. في "ذي بلوت اغينست أميركا" (2004) تخيل مصير عائلة يهودية في نيوارك في حال انتخب الشعب الأميركي الطيار تشارلز ليندبرغ المعروف بتأييده للنازيين بدلا من فرانكلين روزفلت في عام 1940. ورأى كثيرون في ذلك أوجه شبه مع انتخاب دونالد ترامب، إلا أن روث خرج عن عزلته الأدبية نهاية يناير الماضي، لينفي أن يكون هناك أي تشابه، كاتبا في مجلة "نيويوركر" إن ليدنبرغ كان "بطلا كبيرا"، بينما ترامب يستخدم "77 كلمة فقط". وطبع أسلوبه اللاذع الساخر أجيالا كثيرة من القراء، فضلا عن ميله الى الخلط بين الخيال والواقع، معتمدا في كثير من رواياته على تجربته الخاصة. وكان يورد بانتظام في أعماله حي ويكاهيك في نيوارك، حيث شب قبل الاضطرابات العرقية عام 1967 التي حولت جذريا وجه المدينة التي فرغت من جزء كبير من سكانها البيض. وقالت ثورمان: بعد أن توقف روث عن الكتابة، كان يمضي وقته في القراءة والسباحة ولقاء الأصدقاء. وكان يقيم بين مانهاتن وكونيتيكت.

مشاركة :