أطلعنا بوسائل التواصل الاجتماعي الصديق العزيز عادل الزواوي دينامو مجموعة الـ80، التي أقضت مضاجع البعض، على معاناته ومشاهداته في رحلة أخيرة له، استخدم فيها مطار الكويت (اللا) دولي! يقول الأخ بو محمد: «ما ان غادرت الطائرة.. دخلت البوابة إلى مبنى المطار، حتى صدمني هذا المنظر الذي ليس له مثيل في العالم، شرطي الأمن المسؤول، مشغول عن القادمين بهاتفه «النقال» (ووضع صورة للشرطي بلباسه العسكري يمسك هاتفه النقال بيده اليسرى، وكل حواسه مكرسة لشاشة الهاتف اللعين)!. اللقطة الثانية التي نقلها لنا صديقنا الزواوي تقول: «استغربت من كثافة طابور التفتيش وتوقف حركته، فاستطلعت عن السبب، فصدمتني اللقطة الثانية.. موظف التفتيش مشغول بهاتفه النقال، أو الشاشة التي أمامه».. انتهى. الزميل الزواوي يقول إن أحد موظفي الداخلية الكبار اتصل به طالبا اسم أو صورة أولئك الشرطة الملتهين بهواتفهم، فرفضت ذلك.. ونحن ليس لدينا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله من كل أحوالنا المعاصرة ـ فشرطتنا المنوط بهم تطبيق القوانين ومراقبة تنفيذها والتقيد بها، أصبح لا هم لبعض شبابها – أي شباب الشرطة – في الشوارع وفي الدوريات وعلى إشارات المرور إلا اللهو بهواتفهم النقالة اللعينة، من دون رادع من ضمير أو ردع وزاري! فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ووزارة الداخلية المفترض بها تطبيق القانون والرقابة الصارمة على تنفيذه، لا أن تكون أول من يخرق تلك القوانين والأعراف والذوق والكياسة.. فلم نر في أي بلد من بلدان العالم المتقدم والمتأخر وفي الدول الشقيقة لنا، منظر شرطي مطار أو شرطي دورية أو شرطي مرور، يعبث بهاتفه النقال إلا في هذي الكويت، صل على النبي، ووزارة داخليتها.. *** أما المطار والمسؤول عنه أو ما يسمى بهيئة الطيران المدني وعدم الاهتمام بما يدور فيه ومعاناة مرتاديه، فهذه حكاية محزنة أخرى يلمسها من يرتاد مطار الكويت ويعاني الأمرين في منشآت ذلك المطار التي عفا عليها الزمن.. وفي إصرار الطيران المدني على معاملة خصوصاً ركاب خطوط الطائر الأزرق (الكويتية) معاملة طاردة.. فقد اضطررت لاستقلال الكويتية في رحلة لي مؤخراً إلى القاهرة لحضور احتفالية وطنية عربية لإعلان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رجلا وبطلاً للسلام، وفضلاً عن مواعيد السفر المبكر والرجوع المتأخر لتلك الشركة، اضطررنا للوقوف لمدد طويلة في طوابير طويلة للوصول إلى بوابة المطار، لا فرق في ذلك بين راكب الدرجة الأولى ورجال الأعمال وراكب الدرجة السياحية، لنركب الباص الذي انتظرنا فيه لدقائق طوال حتى انشحن أو «قَبَطْ» كما يقول أشقاؤنا في العراق، وقلنا بأنفسنا ان الكويتية ونحن ذاهبون للقاهرة، تقول لنا سنذيقكم مشاعر ركاب الحافلات (الباصات) المملوءة في الكويت قبل أن يجربها البعض في القاهرة، التي كانت تشتهر بها حسب ما نراه في الأفلام والمسلسلات المصرية!… فوصل بنا الباص للطائر الأزرق لنركب بعدها 15 درجة للوصول لباب الطائرة.. كل تلك المعاناة التي فرضتها علينا الكويتية وطيرانها المدني بالرغم من ذلك ولزيادة قهرنا، شاهدنا أكثر من بوابة في مطار الكويت (اللا) دولي فارغة من أي طيارة.. أي كان بالإمكان إعارة تلك البوابات الفارغة للطائر الأزرق (اليتيم) الكويتية، بدل تركها فارغة.. كل هذا ونحن نعيش على تصريحات الأخ الفاضل يوسف الجاسم، بأن المطار المساند سينتهي في منتصف مايو ثم قيل في آخر مايو، ثم تم إعلامنا أخيراً بأن ذلك سيكون في شهر أغسطس.. وكل عام وأنتم بخير.. وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نبارك لإخواننا الأعزاء مالكي ومسؤولي شركة الجزيرة للطيران افتتاح مواقف سياراتهم ومطارهم الخاص المرتبط به، مع كامل الخدمات الرسمية من أمن مطار وجوازات وجمارك.. ونقول لهم كفيتم ووفيتم، وأثبتم لنا وبحق أن القطاع الخاص الكويتي قطاع يعتمد عليه، وإذا ما قال فعل.. والف مبروك مرة أخرى، فأنتم مثال للقطاع الخاص الذي أدمن النجاح، ولا عزاء لأهل الكويت بقطاعه الحكومي الذي استمرأ الفشل! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com
مشاركة :