اعتاد الصائمون في شهر رمضان سماع التلاوات القرآنية، وتحديدًا قبل موعد الإفطار، في مختلف دول العالم الإسلامي، خاصة مع تعدد الفضائيات الإسلامية، فضلًا عن التسجيلات النادرة. لكن الأمر قديمًا كان مختلفًا في إذاعة القرآن الكريم المصرية، التي اجتذبت منذ بدء بث إرسالها عام 1964، عشرات المشاهير من قراء القرآن الكريم، وكانت تتعاقد معهم لتلاوة القرآن عبر أثيرها في شهر رمضان. وبدأت الإذاعة تخصيص ميزانية حوالي 2800 جنيه وقتئذ؛ للتعاقد مع مشاهير القراء، ولم تختر من بين خمسين من قرائها، إلا 14 فقط لتلاوة آيات الذكر الحكيم في الشهر الكريم، وأرجعت قرارها إلى أن ذلك تأكيدًا لرغبة المستمعين. ورفعت الإذاعة المصرية، حينئذ، أجور المقرئين بنسبة 25% من أجورهم عوضًا لهم عن إحياء الليالي القرآنية التي كانت معتادة بمصر خلال الشهر الكريم؛ حيث كان يحرص كبار الأعيان على استضافة المقرئين في قصورهم لتلاوة القرآن. كان الشيخ مصطفى إسماعيل يتقاضى، حسب تقارير صحفية مصرية، حينها عن كل تسجيل رمضاني للإذاعة 27 جنيها مصريًّا، وقال المسئولون بالإذاعة وقتها للشيخ أن ذلك أكبر مبلغ يتحصل عليه مقرئ قرآن. نفس الأمر تكرر مع الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي؛ حيث قيل له أن الـ 27 جنيهًا المتحصل عليها مبلغ كبير، وكان الشيخ محمد الصيفي يحصل على 22 جنيهًا، أما الشيخ طه الفشني فكان يحصل على 25 جنيهًا. وكان أجر الشيخ محمود البنا 10 جنيهات وكذا الشيخ أبو العنين شعيشع، وبلغ أجر الشيخ خليل الحصري 8 جنيهات. فيما كانت تصرف الإذاعة لورثة الشيخ على محمود والشيخ محمد رفعت 15 جنيهًا عن إذاعة كل تسجيل لكل منهما في رمضان، أو في غيره من الشهور.
مشاركة :