قال المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إن الليبيين أصبحوا على مقربة من يوم إعلان تطهير البلاد من آخر معاقل الإرهاب في البلاد، فيما قال رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل إن ليبيا تواجه خطر التقسيم في حال إجراء الانتخابات حالياً. وأضاف حفتر في كلمة متلفزة أمس «نحن نمر بساعة مفصلية وحاسمة في حربنا ضد الإرهاب، منذ أن دقت ساعة الصفر لتحرير مدينة درنة التي انتظر الشعب ميقاتها، لتلقي الرعب في نفوس الإرهابيين وأعوانهم». وأضاف أن التحرك العسكري لاجتثاث وسحق الإرهابيين جاء «بعد أن رفضوا كل المساعي السلمية لتجنب المواجهة المسلحة، وأصروا على فصل درنة عن جسد الوطن الواحد». وقال موجّهاً حديثه لأهالي درنة: «نطمئنكم بأن وحدات وطلائع الجيش القادم إليكم هم ضباط وجنود نظاميون محترفون، يدركون جيداً واجباتهم، وهم إخوتكم وأبناؤكم، يخاطرون بأرواحهم وأجسادهم من أجلكم، ومن أجل درنة أرضاً وسكاناً، ليرفعوا عنها الظلم والقهر، ويقتلعوا منها جذور الإرهابيين الذين أكثروا فيها الفساد وقطعوا روابطها بباقي البلاد، حتى تنعم بالأمن والحرية والسلام». وأضاف: «كونوا لهم عوناً وسنداً، ولا تكونوا لهم عائقاً في تقدمهم وتحركاتهم، وتجنبوا الاقتراب من مواقع الاشتباك، ولا تعرضوا أنفسكم وممتلكاتكم للخطر، بتوفير حماية للإرهابيين، أو إيوائهم في بيوتكم، أو بتزويد العدو بأي معلومات حول تحركات قواتنا داخل المدينة أو في ضواحيها». وأردف: «نهيب بكل العائلات التي انضم أبناؤها إلى التنظيمات الإرهابية أن يتوجهوا لهم بالنصيحة وبكل الوسائل الممكنة لتسليم أنفسهم للجيش الوطني لضمان محاكمة عادلة، وسيكون تسليم أنفسهم عاملاً مساعداً لتخفيف العقوبة، أو رفعها عنهم، وندعوكم جميعاً إلى الصبر والثبات، فإن ساعة التحرير والنصر آتية وقريبة بإذن الله». معارك درنة في السياق، أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، أنّ الخناق يضيق على المتطرّفين في درنة، ما يشير إلى تقدم في ضواحي المدينة. وقال العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، إن قوات الجيش تتقدم بخطى ثابتة باتجاه درنة لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أنّ القوات المسلحة قامت على مدى الأيام الماضية بتنفيذ مهام قتالية مخطط لها مسبقاً، تم خلالها السيطرة على مواقع العدو الحصينة في محاور قتل الظهر الحمر والحيلة ومرتوبة وهي المداخل المتعارف عليها لدخول درنة. وأضاف المسماري: قواتنا كبدت العدو خسائر فادحة في الأفراد والآليات ولا زلنا نتقدم بخطى ثابتة ومنظمة باتجاه تحرير درنة من الإرهاب. بدورها، قالت مصادر طبية وبيانات إن قوات الجيش الوطني فقدت نحو تسعة رجال كما قُتل 14 مما يسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة» خلال الاشتباكات التي وقعت حول درنة. وقال مصدر أمني إن انفجار السيارة الملغومة وقع جنوب غربي مدينة أجدابيا في الوقت الذي خُطف فيه جندي من نقطة تفتيش جنوبي بنغازي. مخاوف تقسيمإلى ذلك، قال رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل، إن ليبيا باتت منقسمة لدرجة لا تسمح بإجراء انتخابات وتواجه خطر التقسيم إذا مضت قدماً بإجراء انتخابات دون ضمانات أمنية وتوافق وطني على بناء الدولة. وقال جبريل، الذي قاد المجلس الوطني الانتقالي خلال الثورة الليبية، إن الهدف الذي تنشده الأمم المتحدة لإجراء انتخابات عامة بحلول نهاية العام غير واقعي. وأضاف في مقابلة بمقر إقامته بالقاهرة «الدولة لا تزال غير مستعدة، الأمر يتطلب المزيد من الوحدة والتوافق». وقال «نحن نعرض الدولة لتقسيم حقيقي إذا مضينا قدماً في إجراء الانتخابات في وقت تشهد فيه الدولة انقساماً كبيراً». وقال جبريل «إنه قبل المضي قدماً في إجراء انتخابات جديدة يتعين الحصول على تعهدات مكتوبة بقبول نتائج الانتخابات.
مشاركة :