يعجز اللسان عندما يكون الحديث عن أفضل المنتخبات على مستوى العالم بشكل عام وقارة أوروبا على وجه التحديد، ألا وهو المنتخب الألماني الملقب بـ«المانشافت» الحاصل على لقب مونديال كأس العالم أربع مرات عام «1954-1974-1990-2014»، إضافة إلى الوصيف أيضاً 4 مرات، كذلك الحال للمركز الثالث، ومرة واحدة حققوا فيها المركز الرابع.ألمانيا التي تقع في المجموعة «F» التي تضم كلاً من المكسيك، والسويد، وكوريا الجنوبية، تأمل الجماهير منها تحقيق اللقب للمرة الخامسة في تاريخ بطولات مونديال كأس العالم، ضيفنا اليوم المدير الفني والناقد الرياضي الوطني بندر الأحمدي تحدث عن منتخب ألمانيا قائلاً عنه: لا يتجاوز عدد المدربين الذين قادوا «المانشافت» 11 مدربا على مر التاريخ، وذلك يدل على الاستقرار الفني والعمل المنهج الذي يعتمد على خطط إستراتيجية بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى أن الاهتمام بقطاع الأكاديميات والفئات العمرية الصغيرة هو من قاد ألمانيا للسيطرة على كرة القدم، ولا ننسى الاهتمام بالبنية التحتية والإنفاق على المنشآت طور من بيئة كرة القدم في ألمانيا وجعل منها بيئة جاذبة.وأضاف الأحمدي: القرار التاريخي عام 2000 هو من صنع التحول والتطور الهائل في كرة القدم الألمانية ألا وهو إطلاق مشروع الأكاديميات وتطوير قطاع الناشئين من خلال خطة امتدت لـ10 سنوات من العمل والعطاء والبرامج الفاعلة.وزاد: 10 آلاف ساعة تدريب صنعت الجيل الحالي لمنتخب ألمانيا، وهو عبارة عن برنامج تدريبي لمدة 10 سنوات تبدأ مع اللاعب من سن السادسة بواقع 1000 ساعة تدريب في الموسم ليكمل البرنامج 10 الآف ساعة عند سن الـ16 من عمره وهو سن المنافسات الدولية.وأكمل الأحمدي حديثه: الاهتمام بمعايير ومواصفات الأكاديميات وملاعب الصغار من حيث البنية التحتية والكوادر العاملة في هذا القطاع والحافز المادي والمعنوي للاعبين، وكذلك توجيه الاستثمار لهذا القطاع، وظهر من هذا المشروع أسماء كبيرة من نجوم المنتخب ألمانيا أمثال: القائد نوير وشفانشتايغر وفيليب لام وماريو جوميز ومسعود أوزيل وبالاك وسامي خضيرة وغيرهم.كما يعد الاتحاد الألماني من رواد التعليم والتدريب والقيادة الفنية، إذ أهل أكثر من 9 آلاف مدرب للعمل في قطاع الأكاديميات، وهو مشروع الألف ملعب، إذ تمكن الاتحاد الألماني من تحقيق هدف إنشاء 1000 ملعب بعد مونديال 2006 لاحتضان اللاعبين الصغار.ويعتبر «المانشافت» الوحيد الذي فاز في جميع مباريات التصفيات المؤهلة لروسيا،فيما سجلت ألمانيا 47 هدفا في التصفيات وهو الرقم الأعلى بواقع 4.7 هدف لكل مباراة.71 % هي معدل نسبة الاستحواذ للمنتخب الألماني وهو الأكثر على مستوى أوروبا، ولا ننسى اكتساح الألمان كافة المنتخبات التي واجهتها في التصفيات عن طريق الضغط العالي في ملعب المنافس والسيطرة على رتم المباراة والهجوم المتواصل، إضافة إلى أن المدرب يواخيم لوف حقق رقما قياسيا في الاستفادة من الركلات الركنية معتمداً على طول القامة والقوة في الالتحامات الثنائية، وكذلك الحس التهديفي لدى اللاعبين والثقة في التفوق الألماني جاء نتيجة عمل وجهد وتخطيط ومتابعة وتقييم.
مشاركة :