أبوظبي (الاتحاد) نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، محاضرته رقم (601)، بعنوان: «زايد والبيئة»، ألقاها الدكتور علي بن عوض العمودي، خبير بيئة مستدامة ومستشار التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السابق، بحضور عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والباحثين والمهتمين بمجال البيئة، وذلك مساء أمس الأول في «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، بمقر المركز في أبوظبي. وتأتي المحاضرة في إطار تفاعل «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2018 «عام زايد»، تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وهب حياته لخدمة الوطن ورفعته. وسلط الدكتور العمودي في هذه المحاضرة الضوء على أهم إنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال البيئة، وفي صنع المعجزة الخضراء التي استطاع من خلالها قهر الصحراء وتحويلها إلى جنان خضراء، حيث كان أول رئيس دولة في العالم تشهد الأمم المتحدة والعالم أجمع على ما سطره من ملحمة خضراء، عجز عنها الخبراء والمتخصصون بالزراعة، حيث قام، طيب الله ثراه، بزراعة الصحراء، فتحوَّلت أراضي أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل من الله، إلى غابات من أشجار النخيل تقدَّر بنحو 60 مليون نخلة، جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مصاف الدول العشر الأولى المصدِّرة لأجود أنواع التمور في العالم. وأشار المحاضر إلى فريق الخبراء الذي جاء إلى الإمارات في بداية قيام الاتحاد وأكد أنه لا يمكن زراعة الصحراء، فقال لهم الشيخ زايد: «إذا كان هذا جوابكم دعونا نجرب متوكلين على الله»، وقد حققت التجربة بالفعل نتائج مثيرة، حيث تم تشجير آلاف الهكتارات، وتحولت الرمال الصفراء إلى جنان خضراء. واستعرض المحاضر أيضاً القوانين والتشريعات التي أصدرها الشيخ زايد في بداية سبعينيات القرن الماضي حول حماية البيئة والحياة الفطرية، حيث شهدت الإمارات في عهده زيادة قياسية في أعداد الحيوانات، خاصة المهددة بالانقراض، وأسهمت رؤية وجهود الشيخ زايد ببروز اسم الدولة كموطن للحيوانات البرية والبحرية، وهي، على سبيل المثال لا الحصر، تعد ثاني دولة في العالم تضم أكبر تجمع لأبقار البحر. كما أشار الدكتور العمودي إلى الجوائز الإقليمية والدولية التي تجاوزت 25 جائزة رسمية حصل عليها الشيخ زايد من المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى والجامعات والدول، نظراً إلى الدور الأساسي الذي قام به، رحمه الله، في حماية البيئة، وصون الحياة الفطرية، وإقامة المحميات الطبيعية مثل محمية جزيرة صير بني ياس، ومحمية بو طينة، ومحمية الوثبة، وغيرها. كما سلِّطت المحاضرة الضوء على الجائزة الدولية التي منحت له، رحمه الله، في عام 2005، بعد رحيله، وهي جائزة «بطل الأرض»، من بين سبعة أبطال على مستوى العالم، والتي تسلمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من ممثل هيئة الأمم المتحدة. وفي ختام المحاضرة، كرم سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز المحاضر.
مشاركة :