السد والدحيل على بعد أمتار من اللقب القاري

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ذلك هو السؤال المهم الذي بات يطرق الأبواب بقوة بعد القرعة التي أجراها الاتحاد الآسيوي أمس الأول والتي جنبت فريقينا المواجهة المباشرة بينهما لتضع السد أمام الاستقلال، والدحيل أمام بيروزي وكلاهما من إيران. وفي الحقيقة فإن كل المؤشرات تذهب إلى أن المهمة ليست سهلة أبدًا بالنسبة إلى الفرق الأربعة على حد سواء .. فواقع الحال يقول إن لكل واحد من هذه الفرق حظوظه الممكنة فعلاً لاجتياز هذا الدور ومواصلة المشوار في البطولة بحثاً عن لقبها الكبير فكل من السد والاستقلال سبق أن انفردا بإحراز هذا اللقب مرتين حيث توج السد بطلا عامي 1989 و2011 بينما توج به الاستقلال عامي 70 و90 أضف إلى ذلك أن الأخير كان قد حل وصيفاً مرتين أيضا عامي 91 و 99 وهو ما يعني أنه سبق وأن كان طرفا في نهائي البطولة أربع مرات. أمام بالنسبة إلى الدحيل وبيروزي فإن كل منهما يبحث عن فرصة مواصلة المشوار وصولا إلى النهائي لأول مرة رغم الفارق على مستوى الحضور فيها إذ أن هذه هي المرة الثالثة عشرة التي يشارك فيها بيروزي في البطولة منذ عام 1969 بينما يسجل الدحيل مشاركته السابعة فقط منذ عام 2012 مع الإشارة إلى أن بيروزي لم ينجح في الحصول على لقب البطولة رغم أنه سبق وأن وصل إلى الدور نصف النهائي فيها خمس مرات كانت آخرها في النسخة السابقة من البطولة. وليس من شك في أن تاريخ حافل كهذا يمهد لمواجهات من الطراز الثقيل بين الفرق الأربعة سعياً للظفر ببطاقتي التأهل إلى نصف النهائي ومن ثم كسب فرصة تمثيل غرب القارة في المواجهة النهائية مع ممثل شرق القارة في النهائي المرتقب لهذه النسخة من البطولة. ويمكن القول إن الفرق الأربعة تشترك في كونها الفرق الإفضل فعلا على مستوى المتحقق في دور المجموعات ثم في دور الستة عشر من هذه النسخة من البطولة .. فلدينا هنا ثلاثة فرق كانت قد شغلت مراكز الصدارة في مجموعاتها وهي الدحيل الذي تصدر المجموعة الثانية بالدرجة الكاملة وبدون أي خسارة أو حتى تعادل ، وبيروزي الذي تصدر المجموعة الثالثة ، والاستقلال المتصدر للمجموعة الرابعة في حين كان السد قد تأهل بالبطاقة الثانية لمجموعته الثالثة رغم أنه كان هو المرشح للبطاقة الأولى حتى المباراة الأخيرة من ذلك الدور .. أما في دور الستة عشر فقد واصل الدحيل حصاده الكبير وتمكن من إقصاء العين الإماراتي من خلال الفوز عليه بنتيجتين كبيرتين ( 4 - 2 و 4 - 1 ) بينما تمكن السد من اجتياز الأهلي السعودي من خلال فوزه عليه (2 - 1) في الدوحة وتعادله معه في جدة 2( - 2) .. أما بيروزي فقد اجتاز هذا الدور على حساب الجزيرة الإماراتي إذ فاز عليه ذهاباً وإيابا بنتيجة ( 3 - 2 و 2 - 1 ) في حين جاء صعود الاستقلال على حساب مواطنه فريق ذوب آهن بعد أن خسر أمام بهدف للاشيء ذهاباً لكنه قلب النتيجة إيابا بفوزه بثلاثة أهداف لهدف .. أما على مستوى المتوقع في هذا الدور من البطولة فإن الفرصة تبدو ممكنة جدًا لفريقينا في اجتياز حاجز الفريقين الإيرانيين ولأكثر من سبب .. فمع أن المواجهة بين السد والاستقلال ستكون في غاية الصعوبة بحكم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها كل من الفريقين اللذين سبق وأن توجا بلقب البطولة مرتين لكل منهما إلا أن ما يخدم السد فيها هو أنه سيخوض مباراة الإياب هنا على ملعبه .. وفي ذلك ما يصب في مصلحته بكل تأكيد حيث إن كل ماهو مطلوب منه هو أن يعود من مباراة طهران في الذهاب بنقطة التعادل لكي يكون الحسم هنا على ملعبنا ووسط جمهورنا اخذين بالحسبان ان الفوز على الفرق الإيرانية في ملاعبها قد يكون صعباً وسط الحشد الجماهيري الكبير هناك لكن الأمر ليس كذلك أبدا خارج ملاعبها ولعل أقرب مثال على ذلك هو ما حدث للسد نفسه أمام بيروزي حيث كان قد خسر هناك في طهران بهدف للاشيء لكنه فاز عليه هنا في الدوحة بثلاثة أهداف لهدف .. وفي الجانب الآخر قد تبدو المهمة أكثر تعقيداً على اعتبار أنها تجمع بين بطلي الدوري في قطر وإيران .. غير أن واقع الحال يؤشر أرجحية واضحة للدحيل بحكم مسيرته النموذجية حتى الآن في هذه النسخة من البطولة بحيث كانت عروضه مدعاة لكل المراقبين لترشيحه للفوز بلقب هذه النسخة من البطولة مع الأخذ بالحسبان أيضا ما يتمتع به الفريق من إمكانات فنية رفيعة وروح معنوية عالية جدًا مستمدة من حصاده المحلي الكبير الذي توّجه بطلا للبطولات الرئيسية الثلاث .. غير ما يحتاجه الدحيل هنا هو غير ذاك الذي تحدثنا عنه بشأن السد .. فالدحيل مطالب في أن يحسم المهمة في مباراة الذهاب المقررة هنا على ملعبه قبل أن يتوجه إلى طهران لخوض مباراة الإياب لا سيما أنه سيكون هناك وسط حشد جماهيري كبير جدًا سيقف خلف منافسه بكل قوة لكي يحفزه على تقديم أفضل ما لديه سعيًا لتجاوز فريق يعرف جيدًا أن اجتيازه سيكون في غاية الصعوبة بعد أن سجل كل تلك النجاحات المتميزة والكبيرة محلياً وخارجياً وبدون أي هزيمة. ترقب كبير لصراع ساخن ومرير تعكس النتائج المحلية للفرق الأربعة حجم وإمكانات كل منها وبالتالي فإنها تعكس أيضا طبيعة وحجم الصراع المرتقب بينها في الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا. فهنا إنما نتحدث عن بطلي الدوري للموسم المنتهي في كل من قطر وإيران وهما الدحيل وبيروزي اللذان سيكونا في مواجهة بعضهما في مباراتين لا تقبلان القسمة على اثنين. كما نتحدث عن ثاني الدوري القطري وهو السد وثالث الدوري الإيراني وهو الاستقلال وكلاهما سبق أن توجا بلقب البطولة الآسيوي مرتين لكل منهما حيث سيكونا وجهاً لوجه في مباراتين لابد فيهما من فائز واحد ليتأهل إلى نصف النهائي. تأهل منطقي وعبور مستحق سبق للفرق الأربعة التي ستخوض صراع ربع النهائي عن غرب القارة أن سجلت حضورًا لافتاً في دور المجموعات وكذلك في دور الستة عشر من هذه النسخة من البطولة .. فالدحيل هو الفريق الوحيد في القارة كلها الذي تمكن من أن يحصد الدرجة الكاملة حتى الآن من خلال فوزه في سبع مباريات متتالية دون هزيمة أو حتى تعادل حيث تصدر مجموعته الثانية على حساب لوكوموتيف الأوزبكي وذوب آهن الإيراني والوحدة الإماراتي. أما السد فقد لفت الأنظار هو الآخر من خلال عروضه الكبيرة بحيث ظل متصدرًا لمجموعته الثالثة حتى الجولة الأخيرة التي تراجع فيها إلى المركز الثاني تاركاً المركز الأول لفريق بيروزي الإيراني بفارق نقطة واحدة فقط رغم أنه سبق وأن هزم بيروزي ( 3 - 1 ) ذهاباً قبل أن يخسر أمامه إياباً بهدف وحيد. وأيضاً فإن الاستقلال كان قد قدم عروضاً جيدة في دور المجموعات ليضمن تأهل قبل الجولة الأخيرة رغم المزاحمة من فريقي العين الثاني والريان الثالث. تفوق واضح في دور الـ «16» سجلت الفرق الأربعة نتائج منطقية أثبتت جدارتها من خلال دور الستة عشر من البطولة حيث تمكن الدحيل من إقصاء بطل الدوري الإماراتي فريق العين بتغلبه عليه ذهابا وإيابا (4 - 2 و 4 - 1) بينما نجح السد في إقصاء بطل الدوري السعودي فريق الأهلي بعد أن هزمه ذهاباً (2 - 1) ثم تعادل معه هناك على ملعبه ووسط جمهوره إياباً (2 - 2) .. أما بيروزي فقد جاء تأهله على حساب الجزيرة الإماراتي عندما هزمه ذهاباً وإياباً (3 - 2 و 2 - 1) في حين نجح الاستقلال الإيراني في التأهل على حساب مواطنه فريق ذوب آهن ، ثاني الدوري الإيراني ، بعد أن عوض خسارته إمامه ذهاباً (صفر - 1) بفوز في الإياب (3 - 1) ..

مشاركة :