A A مع حلول شهر رمضان المبارك، تحرص الجاليات الإسلامية والعربية المقيمة في المملكة على إبراز عادتها وتقاليدها الخاصة المتعلقة بشهر رمضان الكريم، ولكلٍ منهم عاداتهم الخاصة المتمسكين بها خارج أوطانهم إلا أنها تتمازج فيما بينهم من ناحية تجديد أواصر المحبة والألفة، وكذلك تبادل الأطباق الرمضانية. وعن ذلك يقول رئيس الجالية السودانية في منطقة مكة المكرمة عوض قرشوم: «يشكل شهر رمضان الكريم فرصة لأبناء الجالية السودانية في منطقة مكة المكرمة الذين لا يقل عددهم عن 200 ألف شخص، فرصة لتجديد أواصر القربى والمودة إضافة إلى تبادل الأطباق والمشروبات الرمضانية كالعصيد والحلو مر». ويضيف: «لدينا حوالى (31) رابطة عبارة عن جمعيات متخصصة (دينية، رياضية، ثقافية) وكذلك جمعيات مهنية (إعلامية، محاماة، تعليم، محاسبة) وأخرى حرفية، تقوم كل تلك الروابط والجمعيات الخاصة بالجالية بإقامة إفطار رمضاني جماعي في أماكن متعددة إما مقر القنصلية أو الساحات العامة، ومثلما هي فرصة للالتقاء وتجديد العلاقات الاجتماعية بين أبناء الجالية، هي فرصة أيضاء لتذوق الأكلات السودانية الشعبية كلٌ حسب منطقته». ويضيف قرشوم: «على سبيل المثال يتم بين أبناء الجالية في شهر رمضان تبادل أطباق العصيدة بنوعيها الذرة أو الدخن والقرّاصة، وأيضا الويكة، وملاح الروب، والفول المعمول على الطريقة السودانية، إضافة إلى أشهر المشروبات السودانية وهو الحلو مر». ويشير قرشوم إلى من عادات الجالية السودانية في رمضان إحياء المناسبات الرمضانية الإسلامية مثل غزوة بدر الكبرى، وذكر مقتطفات من السيرة النبوية، كما تعتبر تلك المناسبات أيضا فرصة للالتقاء بالمعتمرين السودانيين أو الشخصيات البارزة التي تزور المملكة». ويشير العم عمر محمد الخير ( 58 عاما) وهو سوداني مقيم في المملكة منذ 22 عاما، أن شهر رمضان فرصة لأبناء الجالية لتذوق المأكولات السوادنية وكذلك المشروبات التي يأتي بها المعتمرون السودانيون، وهم في شوق بالغ لها، مثل «الكركدية، بوش، مديدة حلبة وغيرها من المأكولات ذات الطابع الرمضاني، لافتا إلى أن شهر رمضان يمثل أيضا فرصة لاستلام الهدايا من المسافرين سواء المغادرين للمملكة أو القادمين إليها. أما الإعلامي السوداني تاج السر حامد وهو مقيم في المملكة فيقول: «تشكل الأسر بعض العادات الخاصة بها داخل المنزل في استقبال وقضاء شهر رمضان المبارك، حيث قبل بدايته تقوم النساء بالتجهيز لعمل مشروب (الحلو مر) كما أن كثير من الأسر السودانية تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان لأنه شهر روحاني وليس ترفيهي فهو شهر عبادة.. يستقبل أهل السودان الشهر الكريم بطابع خاص في العادات والتقاليد والإفطار الجماعي الذي يقيمه أهل السودان كل حسب منطقته». ويشير تاج السر إلى أشهر الأكلات في السودان لهذا الشهر الكريم هي (العصيدة) التي تصنع من الدقيق وتؤكل مع ملاح (الويكة) وهي تعتبر من الأكلات الأساسية في رمضان.. ويضيف: «كما تشتهر (البليلة) وهي أقرب للبليلة الحجازية.. لكن المكون الأساسي فيها هو اللوبيا الحمراء.. كما يكثر عمل (القراصة) وهو نوع من أنواع الفطير الذي يؤكل مع (الإيدام) مع وجود العصائر والشوربة». أما على مستوى الجالية اليمنية فلها طابعها الخاص كونها تعد الأكثر حضورا في المنطقة الغربية حيث إنهم لم يتخلوا عن عاداتهم الاجتماعية القريبة هي الأخرى من المجتمع السعودي، إذ يحرصون مع مطلع الشهر الكريم على تبادل التهاني بقدوم الشهر المبارك وذلك بدءا من الليلة الأولى وحتى اليوم الثالث من الشهر الكريم، وذلك بزيارة بعضهم البعض وتفقد الأحوال، حيث يقوم الميسورين منهم بإعانة المحتاجين على شراء المستلزمات الرمضانية المختلفة. ويقول العم عبد الله العليمي (60 عاما):» في اليوم الأول من رمضان نقوم بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء، وفي اليوم الثاني تبدأ سلسة دعوات الولائم بين الأقارب والأرحام، تارة تكون وجبات إفطار وأخرى سحور». ويحرص العليمي في اليوم الرابع من رمضان على الالتقاء بأبناء عمومته جميعا في تلك الليلة المشهودة بحسب وصفه، إذ يقول: «أول جُمعة في رمضان هي اليوم المشهود لنا والمعروف بين أفراد جماعتنا حيث يتجمع كافة أفراد أبناء العمومة رجالا ونساء عند أحد وجهائنا للسمر وتناول طعام السحور في بيته وتبادل الأحاديث، حيث تحرص كل عائلة على إحضار ما تجود بها من الأكلات اليمنية المختلفة». أما هشام صالح ( 38 عاما) وهو مقيم يمني يعمل بجدة فإنه سيقضي رمضانه الأول خارج اليمن، لافتا إلى أن أبناء قريته المقيمين بالمملكة سينسونه هموم الغربة والتخفيف عنها، مضيفا أن سيقصد بعض الأسواق المهتمة باحتياجات اليمنيين مثل سوق اليمنى وغيرها من الأسواق الشعبية بجدة».
مشاركة :