رمضان في بوركينا فاسو.. أجواء روحانية وتكافل وعادات اجتماعية خاصة

  • 4/4/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل - فريق التحرير: بوركينا فاسو، هي إحدى دول الصحراء الكبرى في إفريقيا، ويشكل المسلمون حوالي 64 في المائة من سكان هذا البلد، مقابل 24 في المائة من المسيحية، بحسب إحصاء للحكومة عام 2019. وكان اسمها في الماضي: جمهورية فولتا العليا، إلا أنه في عام 1984 تم تغيير اسمها إلى: بوركينا فاسو، أي: بلد الناس النزيهين أو الطاهرين. وخل الإسلام إلى بوركينا فاسو في حوالي القرن الحادي عشر الميلادي، عبر قوافل التجار القادمة من جمهوريتي غينيا ومالي المجاورتين. وتحول المسلمون إلى أغلبية كبيرة، إلا أنها لم تستطع أن تثبت أقدامها أو تؤدي دورًا مهمًّا داخل البلاد بسبب مؤامرات الاستعمار الذي عمل على تشريد المسلمين، ومنعَهم من حقوقهم، وبعثرهم في البلدان المجاورة، وعلى رأسها ساحل العاج. اقرأ أيضًا: “وإن هذه أمتكم أمة واحدة”.. جماعة من بوركينا فاسو يلهجون بالدعاء لرفع الزلازل عن المسلمين وبلغت نسبة تهجير المسلمين إلى البلدان المجاورة 50 في المائة تقريبًا من سكان البلاد خلال عشرينيات القرن الماضي نتيجة الاستعمار الذي بذل كل ما في وسعِه لتذويب هُوية الأغلبية المسلمة في تلك البلاد. وبعد استقلال بوركينا فاسو في بداية ستينيات القرن الماضي بدأ المسلمون يتنافسون في الرجوع إلى بوركينا فاسو، وعاد منهم مئات الآلاف من دول الجوار. وفي بوركينا فاسو يعتبر المستعربون وحركة المقاومة الإسلامية مضادة للثقافة والنمط الأوروبي من الحداثة، وأيضًا وسيلة لدمج الجماعات العرقية المختلفة التي تشكل السكان المسلم في البلاد. اقرأ أيضًا: بعد الإطاحة بـ «داميبا» .. بوركينافاسو تنقلب على «المعسكر الفرنسي» الاحتفال برمضان في بوركينا فاسو وأجواء الاحتفال برمضان في بوركينا فاسو روحانية أكثر منها مظاهر بهجة، حيث تشهد المساجد إقبالاً كبيرًا وتكتظ بالرواد طيلة أيام الشهر وبخاصة خلال العشر الأواخر حيث يحرص البعض على سنة الاعتكاف. ويعمل الشباب بعمل كل يوم بعد صلاة الظهر على تنظيف للمساجد تميهدًا لاستقبالها للمصلين في صلاة التراويح. ومن طقوس مواطني بوركينا فاسو خلال رمضان، عودة المسافرين والمغتربين من بقاع العالم لدولتهم مرة أخرى. ويحصل الموظفون هناك على إجازتهم السنوية في شهر رمضان من أجل اغتنام الشهر الكريم في العبادة. ومن العادات الاجتماعية، كثرة الزواج في أواخر شهر شعبان حيث يحرص الشباب العازب على دخول شهر رمضان متزوجين. وتظهر في هذا الشهر الكريم مظاهر التكافل الاجتماعي بين المسلمين في بوركينافاسو، فأصحاب الحاجات مثل الفقراء والمساكين ينعمون خلال هذا الشهر من المحسنين ليشارك الجميع بالفرح. ومن عادات المسلمين في بوركينافاسو عند الإفطار أنَّه يأتون بالتمور وماءً أبيض اسمه (زووم كووم) بالموسي و(مُجُ جيي) بالديولا، وهذا الماء يكون ممزوجًا من السميد الناعم بأنواعها: سميد ذرة سميد أرز، وكذلك (ميسجو) بالموسي و(وُوميي) بالديولا، يصنعونه من أرز وذرة. مسلمون ومسيحيون على مائدة إفطار واحدة وخلال شهر رمضان الحالي، تجمع عشرات الشباب المسلمين والمسيحيين في بوركينا فاسو تحت شعار "الوحدة الرمضانية"، لتناول إفطار رمضان معا، تعزيزا للتسامح الديني. ويأخذ موظفو سفارة المملكة لدى واجادجو، الحنين إلى المملكة خصوصًا في الشهر الكريم. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بوركينافاسو فهد بن عبدالرحمن الدوسري لوكالة الأنباء السعودية: "نحن نفتقد أجواء المملكة، لكننا نحاول أن نحاكي ما اعتدنا عليه في بلادنا الغالية خلال شهر رمضان من خلال الاجتماعات بين أعضاء السفارة وتناول الإفطار وتأدية صلاة التراويح جماعة في مصلى السفارة" . وأضاف: "في بوركينا فاسو نسعى دائمًا إلى دعوة عدد من السفراء المسلمين وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من أصدقاء السفارة إلى تناول وجبة الإفطار لاسترجاع أجواء رمضان في المملكة خلال هذا الشهر الكريم، وكذلك الزيارات المتبادلة بين أعضاء البعثة التي نحرص على الحفاظ عليها". The post رمضان في بوركينا فاسو.. أجواء روحانية وتكافل وعادات اجتماعية خاصة appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .

مشاركة :