لندن - وكالات: وصف الكاتب والناقد المغربي طارق أوشن جريمة القرصنة التي نفذتها دول الحصار واستهدفت موقع وكالة الأنباء القطرية بأنها «خدع مثل الكاميرا الخفية» سعت من ورائها دول الحصار لتوريط قطر في أزمة مفتعلة. وقال في مقال بعنوان «أزمة الخليج.. الكاميرا الخفية»: دون سابق إنذار ولا مقدمات أشعلت أضواء الأستوديوهات الإخبارية واستضيف الخبراء والمحللون وبدأ بثّ التقارير الموثقة للجريمة النكراء.. التصريحات المفبركة والمنسوبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تم توزيعها يميناً وشمالاً بلا رابط موضوعي ولا سياق تاريخي يبرّر صدورها في حفل تخرج للضباط. وأضاف الكاتب والناقد المغربي: كان منسوب الصدمة يومها عالياً لدرجة أننا تصورنا الأمر مجرد بروفة (كاميرا خفية) على أبواب شهر رمضان.. تسلسل الأحداث أظهر أن الموضوع جدي واليوم تبيّن للجميع أننا فعلاً نعيش تحت طائلة «كاميرا خفية» توثق لدسائس ومؤامرات ما كان لها أن تظهر للعلن وتخرج من السر لولا عملية القرصنة المفضوحة التي تعرض لها موقع وكالة الأنباء القطرية. وقال: لا أحد يمكنه تفسير هذا الولع ببرامج الكاميرا الخفية لدى المتفرج العربي ولا السخاء في الإنتاج الذي يصرف عليها من قبل القنوات بالرغم من أن الجميع منتجين ومتفرجين يدركون أن العملية في غالبيتها مجرد ضحك على الذقون. ففي كل موسم تلفزيوني رمضاني تتنافس القنوات في رصد الميزانيات لهذه النوعية من البرامج التي تحقق أكبر نسب المتابعة والانتقادات أيضاً. وأضاف: عندما دبرت دول حصار قطر خطتها ليلاً اختبأت وراء قرصنة خفية هدفت لتحريف التصريحات وهو فعل كان له أن ينجح لولا اشتغال كاميرات أستوديوهات أذرعها الإعلامية على غير العادة في ذلك التوقيت المتأخر من الليل وجهوزية التقارير والضيوف لبث التلفيقات وهو ما أدى في النهاية لكشف المؤامرة في مهدها. وأضاف: لأن الفشل لا يولد غير الهروب إلى الأمام والقفز في كل الاتجاهات فقد توالت السقطات على كافة المستويات لدرجة أنها كشفت في الأخير كثيراً مما كان يحضر في الدوائر المغلقة في محاولة لإعادة ترتيب التحالفات والاصطفافات وتحديد الأولويات وفق أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة ورؤيتها لمستقبل المنطقة وقضاياها. وأكد أن الأزمة الخليجية الأخيرة كشفت كم الأكاذيب والأراجيف التي عاشت الأمة العربية والإسلامية على وقعها لعقود وكأنها برنامج كاميرا خفيّة لا يأبي الانتهاء لكن الاكتشاف الأهم كان أن الشعوب تموقعت في دور الضحية والمتفرج في الآن بمبرر العجز عن التأثير. وقال: تبين للجميع كيف أن القضية الفلسطينية كانت مجرد ورقة في أيدي الحكام للإجهاز على حقوق المواطنين السياسية وتبرير الفشل في تحقيق التنمية الاقتصادية لبلداننا. وأضاف: ولأن الحكام في حاجة لأبواق تجعل الخيانة بطولة فقد انبرى الدعاة والشيوخ والصحفيون والأكاديميون والفنانون ومعهم الراقصات للدفاع عن الاختبارات الجديدة والتبرير لها من داخل النصوص الشرعية والوقائع التاريخية وقراءة طالع المستقبل المشرق في ظل سلام دافئ تشهد عليه لقاءات في المنتجعات والجزر البعيدة والقريبة على حد سواء.
مشاركة :