«وحوي يا وحوي» أغنية رمضانية بجذور فرعونية

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أمل سرور «وحوي يا وحوي.. إياحه» واحدة من الأغاني التراثية التي يستقبل بها العالم العربي، وليس المصريون فحسب، شهر رمضان الكريم كل عام، تعبيراً عن الفرحة والترحيب بشهر الصيام. ورغم ثورات التكنولوجيا، وعصر العولمة الذي نعيشه، إلا أن الأغنية ما زالت تصدح في البيوت، والمطاعم، والمحال، والشوارع، وعبر شاشات التلفاز، وأثير الإذاعات طوال الشهر الفضيل.قد تمر عليك كلمات الأغنية مرور الكرام، إلا أنك عندما تتأملها تضبط نفسك متسائلاً عن معنى كلمة «وحوي يا وحوي»، وتنتابك المفاجأة عندما تعلم أن مطلع هذه الأغنية يعود للعصر الفرعوني، وتحديداً في زمن السيدة إياح حتب، زوجة الملك تاعا الثاني الذي حكم البلاد في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد، إذ كانت الدولة الفرعونية الوسطى تفككت واحتلها الهكسوس، فما كان من إياح حتب إلا تحريض زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاة، لكنه توفي قبل أن يتحقق ذلك، فعمدت لابنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه، ولكنه مات أيضاً، ولم تهدأ عزيمتها إلا بدفع ابنها الثاني أحمس للمهمة، ونجح في طرد الهكسوس.وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الملك أحمس خرج المصريون في استقبال والدته الملكة إياح حاملين المشاعل والمصابيح يتغنون ب«وحوي يا وحوي إياحه» ومعناها «مرحباً يا قمر» تقديراً للتضحيات الكبيرة للملكة إياح التي قدمتها فداءً للوطن.ومن هنا ارتبطت المشاعل التي تحولت إلى فوانيس مع مرور الزمان بتلك الأغنية التي تعتبر كلمات فرعونية انتشرت في العالم العربي، وتحولت إلى أغان لا نسمعها إلا مع حلول الشهر الكريم.تلك الكلمات التي استنبط روحها الشاعر حسين حلمي المانستيرلي ليحولها لاحتفالية خاصة بقدوم الشهر الفضيل، عندما لحنها أحمد الشريف، وغناها أحمد عبد القادر للإذاعة المصرية.وتتعدد الروايات حول أغنية «وحوي يا وحوي» التي أجمع الكثيرون على فرعونيتها، بينما قال إبراهيم أحمد إبراهيم صاحب موسوعة «أغنيات وحكايات»: هناك رأي آخر يرجع كلمات هذه الأغنية إلى العصر الفاطمي، نظراً لتشابه كلماتها مع أغنية تراثية يقول مطلعها: أحوي أحوي إياها، بنت السلطان إياها، لابسة القفطان إياها.وتختلف الآراء، أو تتفق فالنتيجة واحدة، وتتلخص في أن «وحوي يا وحوي» كلمات قديمة تراثية نجحت في أن تعيش سنوات طويلة، ربما لا نهاية لها.

مشاركة :