في إطار فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، أقيمت ندوة لمناقشة كتاب "أفول العقل " للدكتور مراد وهبة بمشاركة د. سعيد توفيق ، أدارها بدر مصطفى الذي قدم د. مراد وهبة بأنه أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، والمؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد ، ومن مؤلفاته ملاك الحقيقة المطلقة ، قصة الفلسفة ، مسيرة فكر ، وأفول العقل الذي صدر في سلسلة الفلسفة عام 2013.وأضاف بدر أن معنى أفول العقل انكماش التفكير العقلاني العربي، ثم قدم د. سعيد توفيق مناقشته مشيرا أن مراد وهبة مهموم بالواقع الإنساني المعيش سواء الواقع العربي أو المصري، مضيفا أن المقالات التي يحويها الكتاب هناك تيارا سائدا يضمها في وحدة واحدة وهي قضية الأصولية في علاقتها بالعلمانية وهي علاقة تضاد وأن تخلفنا يكمن في هذه النزعة الأصولية التي تتحكم في سائر أساليب حياتنا، مؤكدا أن الإرهاب عند وهبة حالة ذهنية وهي مسألة لم يفطن إليها المثقفين، وفي رأيه أيضا أن القضاء علي الإرهاب بالقضاء علي الأصول والجذور التي ينبع منها وهو فكر ابن تيمية وهو الفكر الوهابي الذي استلهمته جماعة الإخوان المسلمين ولن يستطيع الأمن وحده اقتلاع جذور الإرهاب. وأضاف توفيق أن تعريف د. مراد للعلمانية أفضل من تعريفات العلمانية التي نعرفها وهو أن العلمانية من العالم الذي هو متغير أي أن الحقيقة نسبية ، ثم أكد د. مراد وهبة في كلمته أن الأزمة التي عبرت عنها في مقالات هذا الكتاب في مصر أننا محكومون بتيار واحد فقط وهو تيار الإخوان المسلمين ولا يوجد حتي الآن تيار مناهض له فنحن فقط نهاجم ولكن ليس لدينا البديل ، وهذا مالم يلتفت إليه المثقفين الذين تخلوا عن مسئوليتهم في تغير المجتمع إلى الأفضل وهذا يستلزم تيارا مناهضا لفكر ابن تيمية وهو فكر ابن رشد الذي كان سندا لأوربا في عصر الظلام ، تلي ذلك لقاء لتكريم المبدعين الأبطال المشاركين في حرب العاشر من رمضان وهم الشاعرين ممدوح متولي و محمد خربوش ، والناقد سمير الفيل ، قدم الندوة الشاعر وليد فؤاد ، وفي كلمته طوف الناقد سمير الفيل بحديثه عن تجربته في الحرب والتي بدأت بدخول الجيش عام 1974 ملتحقا بكتيبة 16 مشاة ومقابلته لبعض المحاربين الذي كانوا يكملون إجراءات الرفت من الجيش نتيجة الإصابة، مشيرا إلى المعرض الذي أقامه من مخلفات الحرب، والرويات التي كتبها عن الحرب وهي رجال وشظايا والمصوب البارع للأطفال عن حرب أكتوبر.وتناول الشاعر ممدوح المتولي تجربته في الحرب بأنه كان لديه ثأر شخصي من إسرائيل من حرب 67 التي تسببت في تأخر آخر يوم من امتحانات الإعدادية والتي تسببت في عدم إجابته في المادة الأخيرة مما تسبب في عدم حصوله علي درجات تؤهله لدخول الثانوي ، وسرد وقائع التدريب في سلاح الإشارة على يد فرقة من الخبراء الروس وإقامت الفرقة محطة إشارة في وقت قياسي، وعبر عن فرحته بالإشارة التي تلقاها يوم العاشر من رمضان ببداية الحرب وعبور قواتنا القناة. وأشار الشاعر محمد خربوش إلى بداية تجنيده في سلاح الإشارة وتنقله في مناطق كثيرة في عزبة الهجانة والقنطرة غرب وفي بركة أبو جاموس، ومشاهدته للكثير من الجنود اللذين استشهدوا ببسالة دفاعا عن الوطن.أعقب ذلك تكريم ممدوح أبو يوسف رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية لسمير الفيل ومحمد خربوش وممدوح المتولي بإهدائهم شهادات التقدير. واختتمت فعاليات الليلة بالأمسية الشعرية الرابعة، أدارها الشاعر وليد فؤاد ، بمشاركة الشعراء أحمد اسماعيل ، الحسيني عبد العاطي ، عمر مكرم ،محمد خربوش ، عبد الرحمن حجاب ، حسين فرج، محمد علي، عبد المنعم الحريري ، سامي عطا الله، محمد السيد ، عصام عبد المحسن، أيمن محمد اسماعيل، ممدح المتبولي.
مشاركة :