يوسف أبو لوز كانت ليلة أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة ليلة وفاء وعرفان لتاريخ الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي نظمها مسرح الشارقة الوطني.. المكان الأليف للشيخ أحمد ومنه في أوائل الثمانينات كانت تتحول الأحلام والأفكار والطموحات إلى حقائق وأفعال من دون خطابات وكلام كثير ليس من طبيعة رجل عملي، متواضع، مع الناس في ذروة عطائهم، ومع الثقافة والفنون في قمة الرقيّ والمدنية.كانت ليلة شهادات حية في إدارة الشيخ أحمد، وروحيته، وإيجابيته، ومبادراته، ودفء شخصيته المثقفة والتفاؤلية دائماً بتلك الابتسامة المضيئة والقلب الاستقبالي الذي تحمله اليوم قلوب المسرحيين الإماراتيين الذين استعادوا ضميرهم وصديقهم ورفيق دربهم أمس الأول بشفافية وحنين وشعور صريح بالفقدان... اختاره الجمال كأمهر صنّاعه، وروحه من زعفران قال إسماعيل عبد الله أحد أعمدة المسرح الإماراتي وأحد شهود العيان على مسيرة شيخ قيادي مجبول على النباهة والنبل، أما المسرحي والتشكيلي د. محمد يوسف فوصفه ب«زارع البذور».. البذور التي نعيش ربيعها الآن كما أضاف المسرحي مرعي الحليان.سرّ الشيخ أحمد كما أشارت الشهادات، وكما هي حقيقته أنه يشيع الروح الإيجابية في كل من حوله من كتّاب ومثقفين وإداريين ومسرحيين وتشكيليين، هو الذي ترك بصماته التأسيسية في إنشاء جمعية المسرحيين وجمعية التشكيليين في الإمارات.أمسية الوفاء لمسيرة الشيخ أحمد أعادتنا إلى زمنه الثقافي الجميل: عروض مثل «مقهى بوحمدة» و«هالشكل يا زعفران»، و«ديايه ولو طيروها».اتجهت بوصلة الزمن إلى الثمانينات في الإمارات وفي تلك اللحظة الثقافية الغنية في الشارقة عند قيام دائرة الثقافة والإعلام في إمارة يرسم خريطة طريق مشروعها الثقافي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويلتقط روح المشروع رجل ضميري مبدؤه العمل بصمت وإخلاص نائياً بذاته الإدارية عن تلوينات الدعاية والإعلام.. الشيخ أحمد الذي استقطب وجذب في وقته نخباً ورموزاً عربية محترمة في المسرح والشعر والفنون والأدب والكتابة في أبهى تجلياتها الإبداعية.ومن أجمل الشهادات في ليلة أمس الأول.. شهادة الفوتوغراف إن جازت العبارة، فقد أتاح لنا معرض الصور في قصر الثقافة أن نرى الشيخ أحمد في لقطات إشراق قلبه النقي بين كتّاب وشعراء وفنانين: جوزيف حرب، موسى طيبا، أحمد سويد، حبيب صادق، غانم غباش، وفي صورة أخرى مع فرقة الأرض الفلسطينية في العام 1984، وفي صورة تالية مع أحمد دحبور، وجواد الأسدي، وجمال الأفغاني في العام 1987، وفي صورة ثالثة مع الفنان نبيل صوالحة في افتتاح مكتبات الطفل في الأحياء عام 1984 فضلاً عن أرشيف فوتوغرافي يحكي قصة نبيل ثقافي من هذا الزمان غيابه حضور.. yabolouz@gmail.com
مشاركة :