كتب - إبراهيم بدوي: كشفت أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر عن دور محوري لعبه مكتب الاتصال الحكومي في كشف وتفنيد أكاذيب دول الحصار أمام العالم، وبرزت أهميته في ترقب العديد من الأوساط السياسية والدبلوماسية ووسائل الإعلام المحلية والدولية للبيانات والتعليقات والمعلومات الصادرة عنه، باعتباره مصدراً رئيسياً للأخبار والمعلومات الموثوقة عن دولة قطر. ورصدت الراية تنامياً ملحوظاً في نشاط مكتب الاتصال الحكومي منذ افتعال أزمة الحصار سواء في عدد البيانات الصحفية والردود على وسائل الإعلام أو فيما يتعلق بالتغطيات لزيارات وفعاليات فارقة في حاضر ومستقبل قطر، وبات المكتب، الذي تأسس في عام ٢٠١٥، حصناً منيعاً وصخرة تتحطم عليها أكاذيب دول الحصار، حيث شكّلت الأزمة اختباراً حقيقياً لقدراته في تحقيق أهدافه، وأهمها نقل الصورة الحقيقية والدقيقة عن دولة قطر للعالم، وتوضيح الحقائق وإبراز إسهامات الدولة في مختلف المجالات. وتشير العديد من التطورات إلى نجاح مكتب الاتصال في التعاون مع الوزارات والجهات المعنية في إقناع العالم بالأدلة والبراهين، إدمان دول الحصار على تلفيق الأخبار وفبركتها، وتجسّد ذلك في تبني المجتمع الدولي للرؤية القطرية لحل الأزمة عبر الحوار وتأكيد وسائل إعلام ووكالات أنباء عالمية انتصار قطر وفشل دول الحصار في النيل من سيادتها.. وتتجلى قيمة هذا النجاح مع حداثة التجربة وتعامل مكتب الاتصال مع أزمة استثنائية غير مسبوقة في تداعياتها الإنسانية والاجتماعية على شعوب منطقة الخليج، وأيضاً لعبثية المزاعم والادعاءات التي بنيت عليها وخطورة المؤامرات التي تم حياكتها ضد الدوحة، فيما أظهر مكتب الاتصال قدرة احترافية ومهنية عالية في تفنيد الحقائق وصد سيل الأكاذيب والافتراءات القادمة من دول الحصار. واللافت تشعّب اهتمامات مكتب الاتصال الحكومي في توضيح الخطط الاستراتيجية لدولة قطر وبيان أولويات ومبادئ السياسة الخارجية القطرية وواقع الاقتصاد، واهتمام قطر بتعزيز حقوق العمالة وعدم توقف دعمها الإنساني للشعوب المنكوبة رغم ما تمر به من حصار جائر وأيضاً إبراز القوة الناعمة لدولة قطر من خلال نجاحاتها في قطاعات التعليم والثقافة والفنون واستضافت الفعاليات الرياضية الكبرى وغيرها من المجالات الحيوية التي يصعب حصرها. مكتب الاتصال الحكومي في سطور - تم تأسسيه في 16 يونيو 2015 بموجب قرار أميري. - يتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة. أهداف المكتب: - أن يكون المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات المتعلقة بدولة قطر. - نقل صورة دقيقة عن دولة قطر للعالم من خلال توضيح الحقائق. - إبراز إسهامات الدولة في مختلف المجالات. - إبراز رؤية دولة قطر وسياساتها وبرامجها. - تقديم الدعم الإعلامي للجهات الحكومية والجهات المعنية. - التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية والرد على استفساراتهم. فضح محاولات ضرب العملة القطرية لعب مكتب الاتصال الحكومي دوراً مهماً في فضح مخططات دول الحصار لضرب العملة القطرية ومنع تداولها في بعض البورصات العالمية، وكيفية تصديه لهذه المحاولات على كافة الصعد الإعلامية والقانونية .. ففي الثاني عشر من نوفمبر ٢٠١٧، أعلن سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي أن دولة قطر فتحت تحقيقاً لكشف حقيقة معلومات عن محاولة للتلاعب بعملتها في الأسابيع الأولى من الأزمة. وقال مدير مكتب الاتصال، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: إن منظمة مالية دولية، لم يسمها، مملوكة جزئياً من مستثمرين إماراتيين أعطت توجيهات بوقف التداول بالريال القطري في أوروبا وآسيا. إعلاء كلمة قطر بالمحافل الدولية لم يكتف المكتب الحكومي بإصدار البيانات ونشر التقارير الموثقة من قبل الوزارات والجهات المعنية، بل ساهم في إعلاء كلمة قطر عبر مشاركته في العديد من المحافل الدولية وإجراء حوارات مع وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية. وتبرز المشاركة في مؤتمر أوبينيون إنترناشونال الأول المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس في الخامس عشر من مارس الماضي، حيث جدّد سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي دعوة دولة قطر بشأن عقد اتفاقية الأمن الجماعي في الشرق الأوسط. دعم قوة قطر الناعمة في التعليم والرياضة والفنون سلّط مكتب الاتصال الضوء على اهتمام قطر بقطاعات التعليم والرياضة والثقافة والفنون وتمكين المرأة وغيرها من روافد قوة قطر الناعمة. وأوضح المكتب، عبر نشر العديد من الإحصاءات والتقارير الموثّقة، مدى التطور والنمو الذي تشهده قطر في هذه القطاعات، وكيف أثمرت الاستثمارات القطرية بها عن نجاحات كبيرة على عكس ما تشتهيه دول الحصار ويوثق ذلك في معلومات مختصرة وأرقام محدّدة تناسب المتلقي على صفحات التواصل الاجتماعي وتضم كافة المجالات على تنوعها واختلافها والتي يصعب حصرها في هذا التقرير. ملاحقة مروّجي الشائعات عن قطر قضائياً كشف سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي عن رفع ١٠ قضايا في نيويورك ضد مروجي الشائعات والأخبار المغلوطة والكاذبة عن دولة قطر. وجاء ذلك في لقاء لسعادته على قناة الجزيرة في التاسع عشر من مارس الماضي، حول الدعوى القضائية التي تم رفعها في الولايات المتحدة ضد الأشخاص والحسابات التي شنّت حملات ممنهجة من الأخبار المزيّفة التي تهدف إلى تشويه سمعة دولة قطر وإلحاق الضرر المعنوي والمادي بالشعب القطري. وقال: إن هذه الدعاوى أمام القضاء الأمريكي في ولاية نيويورك وإنها قضية من عدة قضايا سيتم رفعها داخل الولايات المتحدة ودول أخرى بهدف كشف هوية هذه الحسابات والمواقع الوهمية التي تم تأسيسها لنشر معلومات وأخبار كاذبة عن دولة قطر للإضرار بشركاتها ومصالحها. بيان قوة التحالفات الإقليمية والدولية برز دور مكتب الاتصال الحكومي في توضيح قدرة قطر على تعزيز شراكاتها الأمنية والدفاعية مع حلفائها الدوليين. ويُعد حساب مكتب الاتصال على تويتر أرشيفاً موثقاً لمسار تعزيز قطر لعلاقاتها مع الحلفاء والدول الصديقة، ويبرز بينها الجولات المكوكية الناجحة لحضرة صاحب السمو إلى العديد من دول العالم رغم الحصار، بما يدحض مخططهم لعزل قطر عن محيطها الإقليمي والدولي. وتزيد مصداقية مكتب الاتصال باعتماده على الوقائع الموثقة بالأرقام والتواريخ لأهم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. ومنها على سبيل المثال ما نشره المكتب عن الحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التحالف الدفاعي والأمني بينهما، منوهاً بأنه بينما أرادت دول الحصار نقل قاعدة العديد من الدوحة، أعلنت دولة قطر والولايات المتحدة، في يناير 2018، عن خطط لتوسيع القاعدة لتكون قاعدة دائمة. تفنيد مزاعم دعم الإرهاب وتمويله من أهم نجاحات مكتب الاتصال في التعامل مع الحصار، قدرته على تفنيد الحقائق المتعلقة بأخطر اتهام ممكن أن تواجهه دولة بدعم الإرهاب وتمويله. والتزم المكتب بلغة الأرقام والوثائق لبيان جهود دولة قطر كشريك أساسي في مكافحة الإرهاب، بتسليط الضوء على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وقعتها قطر لتعزيز مكافحة هذه الآفة العالمية مع دول ومنظمات مرموقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما أوضح الركائز الأساسية التي تقوم عليها السياسة القطرية لاقتلاع الإرهاب من جذوره، كما توضّح الصورة المرفقة. تعزيز السيادة وصمود الجبهة الداخلية أكد مكتب الاتصال في بيان رسمي في الثالث والعشرين من يونيو ٢٠١٧ أن طلبات دول الحصار تهدف للحد من سيادة دولة قطر. ولعب المكتب دوراً مهماً في تعزيز صمود الجبهة الداخلية وحماية السيادة، عبر نشر المعلومات الدقيقة عن واقع الاقتصاد القطري ومسيرة البناء والتنمية التي تخوضها الدولة. وأيضاً إجراء حوارات ولقاءات مع وسائل إعلام ووكالات أنباء دولية، لكشف الدوافع الحقيقية للأزمة التي تتلخّص في محاولة النيل من سيادة قطر وثروات شعبها. ورغم طوفان الشائعات والتقارير المفبركة في إعلام دول الحصار استطاع مكتب الاتصال الحكومي صد كل هذه الأكاذيب بلغة العقل والحكمة. ففي حوار لصحيفة الباييس الإسبانية مع سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، أكد أن سيادة دولة قطر ليست للبيع سواء لدول الحصار أو أي دولة أخرى. وأوضح أن السبب الحقيقي للحصار هو محاولة زعزعة استقرار دولة قطر من خلال فرض سلسلة من الإجراءات المشينة والتعسفية، وأكد أن هذه الدول لم تنجح في تحقيق غاياتها، ويعود الفضل في ذلك إلى التفاف أهل قطر من مواطنين ومقيمين حول القيادة الرشيدة. ١٩ بياناً صحفياً للمكتب بينها ١٧ منذ قرصنة الوكالة يظهر الموقع الرسمي لمكتب الاتصال الحكومي زيادة ملحوظة في بياناته خلال أزمة الحصار، ويعكس ذلك مدى تفاعل المكتب وتجاوبه مع الأحداث المتسارعة خاصة في بداية الأزمة. ويشير الموقع إلى إصدار المكتب ١٩ بياناً صحفياً منذ الحادي والثلاثين من مارس ٢٠١٦، بينها ١٧ بياناً منذ اندلاع الأزمة الراهنة، أولها في الـ 24 من مايو ٢٠١٧، بإعلان مكتب الاتصال اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ونسب تصريحات مفبركة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. ومن أهم البيانات التي أصدرها مكتب الاتصال في بداية الأزمة، في الـ24 من مايو 2017 حول اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، وفي الثامن من يونيو 2017 عندما أصدر المكتب بياناً يدعو إلى عدم الإساءة لدول الحصار أو رموزها وشعوبها، وفي الـ 22 من يونيو 2017 عندما أصدر بياناً يدين مُغالطات بعض وسائل الإعلام التي تستهدف قطر، وإصداره بياناً في الثالث والعشرين من يونيو حول طلبات دول الحصار التي تهدف للحد من سيادة قطر. مَرجعٌ نزيه لواقع الاقتصاد وجذب الاستثمارات حاز مكتب الاتصال الحكومي على ثقة مؤسسات المال والأعمال وأصبح مرجعاً نزيهاً لواقع الاقتصاد القطري بنشره كافة التقارير الرسمية المعتمدة من الوزارات والمؤسسات القطرية ذات الصلة، فيما أثبت الاقتصاد القطري قوته وقدرته على الصمود بوجه الحصار. ويلعب المكتب دوراً محورياً في تنشيط الاقتصاد بإعطاء معلومات صحيحة وموثّقة عن حركة التجارة لكافة المهتمين بالاستثمار أو التعاون التجاري مع قطر.. ويحرص المكتب عبر مواقعه على وسائل التواصل الاجتماعي على نشر كافة مستجدات بيئة الاقتصاد والاستثمار في قطر لنقل الصورة الصحيحة التي يحاول إعلام دول الحصار تشويهها عبثاً من حين لآخر، وكان آخرها نشر المكتب موافقة مجلس الوزراء على مشروع القانون بشأن تنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي. تأكيد رفض قطر لإغلاق الجزيرة وتكميم الأفواه برزت مواقف مكتب الاتصال في دعوته في الثامن من يونيو ٢٠١٧ إلى عدم الإساءة للدول أو رموزها وشعوبها والاحتفاظ بحق كل فرد في التعبير عن رأيه مع مراعاة قيم الإسلام والعروبة، وكان لهذا البيان مفعول السحر في توضيح الفرق بين منهج قطر ودول الحصار في التعامل مع حريّة الرأي والتعبير، خاصة بعد حظر دول الحصار التعاطف مع قطر بل وتجريمه عقوبات تصل للسجن ١٥ عاماً، وهو ما كشف عجز هذه الدول عن إقناع شعوبها بصدق مزاعمها ضد الدوحة. وأكدت قطر بذلك رفضها سياسة تكميم الأفواه المتبعة في دول الحصار وهو ما كشف السر وراء مطالبة هذه الدول بإغلاق قناة الجزيرة، لأن دول الحصار لا تقبل الرأي الآخر. وشدّد المكتب مؤخراً أنه رغم مطالبة دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة، إلا أنها ستظل متاحة لمتابعيها في شتى أنحاء العالم. مواقف صعبة تكشف مهنية واحترافية عالية على مدار أكثر من عام منذ قرصنة وكالة الأنباء القطرية في الرابع والعشرين من مايو الماضي، تعامل مكتب الاتصال بمهنية عالية مع العديد من المواقف الصعبة في مسار الأزمة. من أبرز هذه المواقف، بيان المكتب بعد دقائق من وقوع جريمة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا» وتأكيده أن الأخبار التي شكّلت شرارة الأزمة، مفبركة، مروراً بتفنيد مزاعم دعم الإرهاب التي كانت محل تساؤل العديد من وسائل الإعلام الغربية، وأيضاً بيان المكتب عن تسريب دول الحصار وثائق اتفاقية الرياض ومحاولاتهم ضرب العملة القطرية والاقتصاد الوطني ودفاعه الشرس في بيان رسمي عن استضافة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، وصولاً إلى توثيق خروقات مقاتلات إماراتية وبحرينية للأجواء القطرية، بالتعاون مع وزارة الخارجية وغيرها من اللحظات الفارقة التي كان يترقب فيها العالم موقفاً أو معلومة من المكتب كمصدر رسمي موثوق. منصّة للرد على استفسارات ومغالطات الإعلام شكّل مكتب الاتصال الحكومي منصّة مهمة للرد على استفسارات العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، ولعب دوراً أساسياً في كشف فبركات وأكاذيب إعلام دول الحصار ومحاولاتهم الدائمة لتزييف وقلب الحقائق. وأصدر المكتب العديد من الردود على صحف ومجلات عالمية مثل واشنطن بوست الأمريكية ومجلة لو بوان الفرنسية وجارديان وتيلجراف البريطانيتين وشبكة «ان بي سي» الأمريكية، وقام بتصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة، منها عن واقع الاقتصاد القطري ومنها عن تعامل قطر مع قوائم الإرهاب. وعلى سبيل المثال، في الخامس والعشرين من يوليو 2017، ورداً على صحيفة «ذا واشنطن بوست» الأمريكية حول فيلم وثائقي ممول من دول الحصار يزعم الربط بين قطر وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، أكد رد مكتب الاتصال أن الفيلم لا يخرج عن كونه محاولة يائسة من الإمارات والسعودية لجذب الأنظار بعيداً عن فشلهم المتكرر في مواجهة الإرهاب والتطرف الموجود في عقر دارهم، وأن تمويل هذه الهجمات تم عبر إمارة دبي وأن ١٥ إرهابياً من السعودية وإرهابيين من الإمارات هم من نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وتطارد أسر ضحايا الهجمات كل من السعودية والإمارات بموجب القانون الأمريكي العدالة ضد رعاة الإرهاب «جاستا».
مشاركة :