دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأتراك إلى تحويل مدخراتهم بالدولار واليورو إلى الليرة مع سعيه لدعم العملة المتداعية التي خسرت نحو 20 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام. وقال اردوغان أمام حشد في مدينة أرضروم شرق البلاد قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من يونيو «إخواني الذين يحتفظون بالدولارات واليورو تحت الوسادة، اذهبوا وحولوا أموالكم إلى الليرة». بالتزامن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لشخصيات من تنظيم الإخوان الإرهابي تدعو إلى إنقاذ الليرة التركية من الانهيار. وبررت تلك الشخصيات دعواتها بخوفها من أن يؤثر انهيار الليرة على فرص فوز الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة. وكتب أحدهم على موقع تويتر: «أيها المسلمون سارعوا إلى إنقاذ الليرة التركية». وتعاني تركيا من عجز كبير في الحساب الجاري، أعلى من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا يعني، بحسب خبراء، أنها تستورد أكثر مما تصدره، وتحتاج إلى تمويل خارجي لتعويض الفارق.وتعتمد أنقرة على الديون قصيرة الأجل للحفاظ على أداء الاقتصاد، ولكن هذا يأتي مع خطر أن تجف إمدادات العرض بسرعة فيما إذا أراد المستثمرون الخروج من السوق التركية. من جانبه، اعتبر نائب رئيس حزب الحركة القومية التركي سفر أيجان أنه سيكون من الجيد ألا يتدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السياسات المالية. وشدد أيجان الذي تحالف حزبه مع حزب أردوغان في الانتخابات المقبلة على أن تصريحاته لا يقصد بها انتقاد الرئيس التركي. وكان أردوغان قد ألمح في حديثه مع موقع بلومبرغ أثناء زيارته إلى لندن أنه سيتدخل في سياسات البنك المركزي، حيث أعرب أردوغان حينها عن معارضته لرفع الفائدة مفيداً أن انخفاض الفائدة هو انخفاض لمعدلات التضخم. وذكر أردوغان أنه اجتمع برئيس البنك المركزي ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي قبيل سفره إلى الخارج غير أن البنك قرر رفع الفائدة عقب مغادرته للبلاد، حيث نقلت صحيفة حريات عن أردوغان قوله: «دبروا الأمر من دون علمي، وتصريحات بعض الزملاء عن الاقتصاد خاطئة جداً».
مشاركة :