انقطاع الكهرباء يحوّل حياة طلبة غزة إلى جحيم

  • 5/27/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ست ساعات أو أكثر قضتها تسنيم مطير، الطالبة بإحدى ثانويات مدينة غزة، بلا كهرباء، وبسبب ذلك لم تتمكن من مراجعة مقرر «التربية» الإسلامية، الذي كانت تستعد لتقديم امتحانه كأول مادة في سلسلة الامتحانات، التي بدأت أمس داخل الأراضي الفلسطينية، بالنسبة لطلبة «التوجيهي» تحت اسم نظام «الإنجاز».واضطرت الطالبة مطير طوال ساعات فجر أمس إلى استخدام مصباح «كشاف» هاتف والدتها النقال لكي تستطيع إجراء مراجعة نهائية لدروسها قبل توجهها للامتحان في صباح اليوم نفسه، وهو ما أثر بشكل سلبي على معنوياتها النفسية.لكن مطير ليست حالة معزولة داخل قطاع غزة، الذي يشهد أزمة كهرباء خانقة، باتت تشكل كل سنة كابوسا مخيفا بالنسبة لطلبة الثانوية العامة «التوجيهي»، الذين يعيشون بسبب ذلك أياما صعبة جدا، خاصة أن الامتحانات تدوم لنحو 20 يوما.تقول مطير: «تمثل أزمة الكهرباء مشكلة حقيقية تؤثر بشكل مباشر على نفسية الطالب، لأنه يكون في حاجة دائمة للكهرباء، حتى يتمكن من التركيز في دراسته ومراجعة مقرراته». مؤكدة أنها تعاني بشكل مستمر من انقطاع الكهرباء، لما يصل إلى 16 ساعة أو أكثر يوميا، ما يضطرها وغيرها من الطلبة إلى مراجعة الدروس باستخدام الشموع، أو أي بديل مماثل.ومنذ أكثر من 12 عاما بدأت أزمة الكهرباء المتفاقمة في غزة تشكل مزيدا من الضغط النفسي والعصبي على طلبة «التوجيهي»، رغم محاولات الجهات المختصة إيجاد بعض الحلول لمعالجتها. إلا أن بعض الظروف السياسية تعمق الأزمة بشكل مباشر، وتمنع تحسين ظروف حياة السكان بسبب خلافات داخلية بين الجهات الحكومية في غزة والضفة، وأيضا بسبب الخلافات مع سلطات الاحتلال لأسباب عدة منها سياسي وأمني.وتوقفت محطة كهرباء غزة عن العمل بشكل كامل منذ نحو 4 أشهر، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها، حيث تحتاج يوميا إلى أكثر من 450 ألف لتر من السولار الصناعي لتلبية احتياجات السكان فقط، بجدول 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل.من جهته، يقول الطالب ثائر سرور: «بدأت منذ عدة أسابيع أتنقل إلى منازل أقربائي وأصدقائي خلال ساعات قطع الكهرباء في منطقة سكني حتى أعثر على مكان يوجد فيه كهرباء لأتمكن من مراجعة دروسي». مشيرا إلى أنه يضطر في بعض الأحيان إلى دخول بعض المنتجعات والكافيتريات مع حلول الظلام لاستغلال وجود الكهرباء فيها باستمرار، والتركيز في الدراسة.وأضاف سرور بلهجة غاضبة: «هذه المشكلة باتت تؤرقني، وتضعني في حالة دائمة من الضغط العصبي والنفسي... هذه الأزمة سياسية بامتياز، والمواطنون هم من يدفع ثمنها، ومن بينهم طلاب الثانوية العامة، الذين يعانون منذ سنوات طويلة بسبب هذه الأزمة الخانقة».وتقول شركة الكهرباء في غزة إنها لا تملك حلولا سحرية للأزمة، وإنها تعمل على توزيع كميات الكهرباء التي تتوفر لديها بالإنصاف. مشيرة إلى أن ما يتوفر فقط من كميات هو ما تمثله الخطوط الإسرائيلية، خاصة مع توقف المحطة عن العمل، وكذلك الخطوط المصرية.وكانت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة قد حذرت من التأثير السلبي لانقطاع الكهرباء، خاصة في هذه الفترة الحساسة، مع بدء امتحانات الثانوية العامة. مشيرة إلى أن التأثير الخطير لأزمة الكهرباء يلاحق الطلبة في البيوت، حيث يضطرون لاستخدام وسائل طاقة بديلة، وهذا أمر لا يؤدي المطلوب، ويسبب مشكلات صحية بصرية ويؤثر على مستوياتهم التحصيلية.

مشاركة :