من يهن يسهل الهوان عليه

  • 5/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إبراهيم الهاشمي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قبل نهاية العام المنصرم نيتها نقل سفارتها إلى القدس الشريف المحتل، فهب المجلس الوزاري العربي في الجامعة العربية هبة رجل واحد، وأصدر بيانه الذي لم يترك كلمة من الكلمات الدالة على الشجب والاستنكار والأسف والضيق والغضب، مراعياً أن واشنطن لم تنقل السفارة بعد، بل تعدى ذلك بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبالوعيد في حال تنفيذ تلك النية بنقل السفارة ب 15 بنداً تشتمل على قطع العلاقات وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بالإضافة إلى إجراءات رادعة أخرى سياسية واقتصادية سيتم تطبيقها فوراً على أمريكا ومن يحذو حذوها، خصوصاً وأن الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة رفضت إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بهذا الشأن.وفي هذا الشهر نفذت الحكومة الأمريكية ما أعلنت عنه ونقلت سفارتها إلى القدس المحتل تزامناً مع ذكرى النكبة السبعين، فانتفخت أوداج الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية، وأرغت وأزبدت وفار الدم في عروقها، ثم سريعاً اجتمع وزراء خارجيتها منتفضين معيدين إطلاق بيانهم السابق مع الإعلان عن إعداد خطة تشتمل الوسائل والطرق المناسبة سياسياً وقانونياً واقتصادياً لمواجهة القرار الأمريكي والمجازر «الإسرائيلية» التي تزامنت معه. على أن تعمم تلك الخطة على كل الأعضاء في الجامعة لاعتمادها والعمل على تنفيذها، وإبقاء مجلس الجامعة الموقر في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في أقرب وقت ممكن لتقييم الأوضاع. وإمعاناً في إذلال الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية الداعمة له، كلّف المجلس الأمانة العامة للجامعة العربية بالتحرك الفوري لتشكيل لجنة دولية مستقلة من الخبراء للتحقيق في الجرائم والمجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد المتظاهرين في قطاع غزة إمعاناً في العدوان على حقوق الشعب الفلسطيني واستفزازاً لمشاعر الأمة العربية والإسلامية والمسيحية. ومن شدة غضب وزراء الخارجية العرب أعادوا التأكيد على اعتراف الدول العربية قاطبة بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة رضي من رضي وغضب من غضب.هذه ردة فعل دولنا العربية وجامعتنا العتيدة التي يعبّر عن حالها المثل المصري «اللي اختشوا ماتوا» أو المثل الإماراتي: «لى ريتها تهر تراها ما تضر».ولا أقول إلا رحم الله زماناً كان فيه المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود؛ رحمهما الله حين اعلنا، نفذا قرارهما بقطع النفط عن أمريكا ودول أوروبا دعماً لحرب التحرير التي شنّتها مصر وسوريا ضد الكيان الصهيوني المحتل في العاشر من رمضان سنة 1393 للهجرة المباركة المصادف ل 6 أكتوبر سنة 1973. فعلاً صدق الشاعر حينما قال:                      كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَير اقْتِدارٍحُجّةٌ لاجئٌ إليها اللّئَامُ                  مَنْ يَهُنْ يَسْهُل الهَوَانُ عَلَيهِما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ sibrahimalhashmi@gmail.com

مشاركة :