إيران تستشعر انفجارا اجتماعيا مع اشتداد وطأة العقوبات الأميركية

  • 5/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجائي الأحد، إن قوات الأمن ستواجه بحزم الاضطرابات التي يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة وأعداء آخرون وذلك بعد موجة احتجاجات شهدتها إيران بسبب قضايا اقتصادية في الأساس، فيما أكد برلمانيون إيرانيون أن عددا من محافظات البلاد تواجه خطر المجاعة. ونقل موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية عن غلام قوله “الهيئات القضائية والأمنية ستتصدى بكل حزم لكل من يريد تقويض أمن البلاد”، مشيرا إلى أن “إثارة التوترات جزء من الحرب النفسية الأميركية ضد إيران”. وتتزامن هذه التصريحات مع إطلاق مواطنين إيرانيين لهاشتاغ “الشعب يريد إسقاط النظام”، طالبوا فيه بتغيير النظام التيوقراطي الحاكم لبلادهم، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدا لانفجار موجة من الاحتجاجات الاجتماعية العنيفة قد لا يتمكن النظام من إخمادها كما هو الشأن ما سابقتها في ديسمبر الماضي. واستوحى الهاشتاغ من خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي أوضح فيه استراتيجية الولايات المتحدة لإيقاف التمدّد الإيراني في المنطقة ولكبح أي محاولة لإحياء برنامج إيران النووي. وقال محمد نعيم أميني فرد، رئيس نواب محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب غرب البلاد، في كلمة ألقاها بالبرلمان الأحد، إن سكان 4 محافظات بالبلاد يواجهون خطر المجاعة. وأوضح النائب أن “سكان محافظات سيستان وبلوشستان وهرمزغان وبوشهر جنوب، وخراسان الجنوبية، يواجهون خطر المجاعة بسبب الفقر”. السلطات في طهران على وعي تام باقتراب انفجار موجة من الاحتجاجات الشعبية، هي الأكبر في البلاد، بعد اشتداد وطأة العقوبات الأميركية وأضاف أن “75 بالمئة من سكان سيستان وبلوشستان، يواجهون خطر المجاعة”، مبينا أن المحافظة المذكورة “تحتل أدنى مرتبة في البلاد من حيث توزيع الدخل القومي”، مشيرا إلى أن “غياب رؤوس الأموال والجفاف المستمر منذ 18 عاما، قصم ظهر الأمن الغذائي للمحافظة”. ويرى محللون أن السلطات في طهران على وعي تام باقتراب انفجار موجة من الاحتجاجات الشعبية، هي الأكبر في البلاد، بعد اشتداد وطأة العقوبات الأميركية، ما دفعها إلى استنفار الأجهزة الأمنية والعسكرية. وتأتي التحذيرات الإيرانية الاستباقية لمواطنيها، مع تزايد التكهنات حول احتمالات استعداد الولايات المتحدة للدفع من أجل تغيير النظام في طهران، في الوقت الذي يحض فيه مسؤولون أميركيون، الإيرانيين على “الاختيار بأنفسهم” للحكومة التي يريدونها. وقال بومبيو الاثنين الماضي، إن على “الشعب الإيراني اختيار نوع القيادة التي يريدها بنفسه”، وذلك بعد يوم على تحديده إجراءات قاسية مخصصة لمواجهة طهران ومن بينها ما وصفه بأنه “أقوى عقوبات في التاريخ” ضد الجمهورية الإسلامية. ولم يدعُ خطاب بومبيو بصورة صريحة إلى تغيير النظام في طهران لكنه حث الشعب الإيراني أكثر من مرة على عدم تحمل زعمائه وخص بالاسم روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، قائلا “وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب الإيراني اختيار من يتزعمه”. ويرى محللون أن قسوة العقوبات الأميركية المقبلة والتي تتوعد بعزل إيران عن الشريان الاقتصادي والمالي الدولي، ستقود إلى تفجر الأورام الداخلية التي ظهرت أعراضها في المظاهرات التي اندلعت في العشرات من المدن الكبرى في إيران في شهري ديسمبر ويناير الماضيين. ويعتبر الخبراء أن لهجة بومبيو الحادة والهجومية بمثابة تقديم لاستراتيجية تهدف إلى إطلاق عملية هدم النظام الذي ولد بعد ثورة عام 1979 الإسلامية التي أنهت العلاقات الأميركية الإيرانية. غلام حسين محسني: الهيئات الأمنية ستتصدى بكل حزم لكل من يريد تقويض أمن البلاد غلام حسين محسني: الهيئات الأمنية ستتصدى بكل حزم لكل من يريد تقويض أمن البلاد وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن سياسة الولايات المتحدة “ليست تغيير النظام”، لكنها أوضحت أن واشنطن “ترحب” بحقبة جديدة في طهران. وأضافت نويرت “إذا كان على الشعب الإيراني أن يختار في المستقبل من أجل إظهار وجهة نظره، فمن المؤكد أنه مرحب به لفعل ذلك”، مشيرة إلى أن “الشعب الإيراني عاش منذ زمن طويل في ظل نظام أساء معاملته”. ورفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منسوب احتمالات التغيير عندما أعلن بداية الشهر الجاري عن انسحابه من الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، وقال إن الإيرانيين “يستحقون أمة تحقق العدالة لأحلامهم”. وقال المحامي الخاص لترامب رودي جولياني أيضا لمعارضين إيرانيين في المنفى “لدينا رئيس التزامه بتغيير النظام لا يقل عن التزامنا”. ويلقى هذا الاحتمال دعما من دوائر المحافظين الجدد، لكنه يظل محل تساؤل منذ التدخل الأميركي في العراق عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين، وهي خطوة يراها البعض “متخبطة” بما في ذلك ترامب. وكشفت الاحتجاجات الشعبية العارمة، التي شهدتها العشرات من المحافظات الإيرانية في ديسمبر ويناير الماضيين، تصدع أعمدة النظام في طهران، ما دفع الرئيس الإصلاحي إلى استحضار سيناريو سقوط الشاه محمد رضا بهلوي، بعد توفر جميع مؤشرات استنساخ السيناريو مرة أخرى. وشهدت العشرات من المحافظات الإيرانية اضطرابات في فترة رأس السنة، حيث قتلت السلطات 25 متظاهرا واعتقلت المئات، بعد أن رفع المتظاهرون صورا للشاه الإيراني الأخير، محذرين النظام من مصيره. وفندت المعارضة الإيرانية في الداخل مزاعم النظام في طهران حول وجود أجندات غربية لزعزعة استقرار البلاد دفعت بالإيرانيين إلى التظاهر والمطالبة بإسقاط الحكومة، محملين المرشد علي خامنئي مسؤولية الفقر الذي يقبع فيه الإيرانيون بسبب فساد مؤسسة الحرس الثوري التابعة له.

مشاركة :