كثيرون يشيدون بدور الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) والإدارة الأمريكية الجديدة في عهده في التصدي للإرهاب ودور إيران المزعزع للأمن في منطقة «الشرق الأوسط» والعالم.. ولكن ثمة (خلل) يعتري هذه المهمة، يتمثل في عدم إدراك (واشنطن) الدور القطري في دعم الإرهاب والتحالف مع إيران.. أو تعامل (واشنطن) مع قطر كما لو كانت بريئة من هذه (الاتهامات).. وهذا الخلل يؤثر كثيرًا على الجهود الأمريكية وجهود حلفائها في المنطقة في التصدي لإيران وإرهابها في العالم. في مقابلة نشرتها الزميلة «الشرق الأوسط» أمس، دعا وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة (واشنطن) إلى التعامل بحزم ووضوح مع انفتاح (الدوحة) على (طهران) بوجود قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها.. مضيفًا: (نحن نرى أن أي علاقة مع إيران هي خطر على دولنا وأمننا.. وننتظر من الولايات المتحدة أن تنتبه إلى هذه النقطة.. وأن هذه الدولة (يقصد قطر) التي توفر المصلحة لقاعدة (العديد) العسكرية الأمريكية.. توفر بالأهمية ذاتها دخول الإيرانيين). لقد اختصر وزير الخارجية لب المشكلة في كيفية التعامل الأمريكي مع (قطر)، وكيف تنظر الدول المقاطعة لقطر إلى المشكلة الجوهرية التي تتعامل بها في مواجهة الإرهاب.. حيث لا يمكن فرض العقوبات الاقتصادية ضد قيادات في الحرس الثوري الإيراني بينما هم يتحركون بسهولة في (قطر)، وعلى بعد أمتار من الحدود البحرية البحرينية، وأمتار من الحدود البرية السعودية، وهم قريبون أيضًا من الحدود الإماراتية! لا يمكن التصدي لدور إيران المزعزع للأمن في المنطقة من دون التحرك بحزم أكبر للدور القطري المتضامن مع (إيران) والمرتبط باتفاقيات وتفاهمات مع الحرس الثوري الإيراني.. ولا يمكن التصدي لإيران من دون النظر بعين الاعتبار للدعم القطري المكشوف للحوثيين قفاز إيران في اليمن.. ولا يمكن لأمريكا أن تحارب (القاعدة) في اليمن وتسكت عن دعم قطر وصلاتها المريبة مع مليشيات (القاعدة) في سوريا (جبهة النصرة) ودعمها للقاعدة في اليمن. هذه التناقضات السياسية يجب إزالتها في مكافحة الإرهاب والتصدي لإيران.. حيث لا يمكن أن تغلق الباب وتترك النوافذ مفتوحة.. وأهمها نافذة قطر على إيران.
مشاركة :