في كثير من الأوقات تتعرض العلاقات الأسرية إلى التوتر أو القلق بسبب الضغوط المعيشية، ومشاكل العمل أو الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية والنفسية أيضا، كلها تؤثر على الترابط بين أفراد الأسرة تخلق جوا من التوتر.لكن هذه الشحنات السلبية تتغير في شهر رمضان الذي يتصف بالروحانيات والعبادات والرحمة، ويستغل الأفراد الشهر الكريم لتهدأ الأجواء العصبية والمقلقة بين أفراد الأسرة.مؤخرا صدر تقرير لوزارة الصحة والسكان، ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية، كشفت نتائج المسح القومي للصحة النفسية ومعدل انتشار الاضطرابات النفسية في مصر لعام 2017، بجانب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث أوضحت رئيسة الأمانة العامة للصحة النفسية، في أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي شملت كافة محافظات الجمهورية، والتي يتم من خلالها رصد الفجوة بين معدل انتشار الاضطرابات النفسية والخدمات المتاحة بكل محافظة.وأشارت، إلى أنه حجم العينة التقديرية التي أجري عليها المسح بلغت 22 ألف أسرة موزعة في المحافظات الحضرية بنسبة 45%، والريفية بنسبة 55%، وأظهرت الدراسة بالمسح الأولي، أن 7% من العينة يعانون اضطرابات نفسية، لافتة إلى أن أكثر الاضطرابات انتشارًا هي اضطرابات المزاج وخصوصًا الاكتئاب، يليها سوء تعاطي المواد المخدرة.كشفت الدراسة، أن معدل انتشار الاضطرابات النفسية، في المناطق الريفية أعلى منها في المناطق الحضرية، وهو ما أظهر الحاجة لتوجيه تخطيط الخدمات النفسية إلى المناطق الريفية.الدكتور وليد هندي، استشاري الطب الإكلينيكي، أوضح أن شهر رمضان يعتبر فرصة ذهبية لأفراد الأسرة وبين الزوجين لتعويض كل ما حدث من أمور سلبية طوال العام الذي يشهد متطلبات مادية ملموسة، بجانب الانشغال التم للام في احتياجات المنزل والأبناء، والأب منشغلا لتوفير متطلبات الأسرة فبالتالي لا يوجد التقاء نفسي أو معنوي بين الأفراد وتزداد الشحنات السلبية.وأضاف هندي، في تصريحات للبوابة نيوز، أن هذه الأفراد لا يتمتعون بعلاقات روحية ونفسية متبادلة أو تبادل للكلمات الطيبة بعيدا عن الماديات، موضحا أهمية استغلال فرصة شهر رمضان والذي يعمل على تجميع الأسرة على مائدة طعام واحدة يوميا بدلا من " التيك أواي"، والعبادات والصلاة والسحور، وقراءة القران الكريم، فتتبدل العلاقات المتوترة والقلق إلى دفء أسري ومتابعة لسلوكيات الأبناء.وأشار إلى أن شهر رمضان يعتبر فرصة لاستعادة "العلاقات الإنسانية"، وروحانيات يتجمع الأسرة، وتبادل الهدايا بين الأفراد وخاصة الزوج والزوجة، مفسرا بأن الاهتمام المتبادل من اهم الأمور، ومساعدة الأفراد بعضهم البعض أثناء تحضير فطار رمضان حتى لا يكون العبء بالكامل على الأم، مشددا على أهمية الالتزام بالأشياء المعنوية في رمضان حتى تستمر طوال العام.من جانبها، قالت هبة حسن، استشاري العلاقات الأسرية، أوضحت ان الأسر طوال العام تنشغل في أمور الحياة المتعددة وينسى كل منهم تقدير وتعظيم دور الأخر، وهو بالطبع يكون دون قصد من الأفراد، مؤكدة ان شهر رمضان والرحمة وصلة الرحم هو الوقت المناسب لتجديد العلاقات النفسية وتبادل شعور بالحب والاهتمام وتبادل المعاملة الطيبة بين الأفراد بشكل عام سواء الأسرة والأصدقاء والأقارب.
مشاركة :