استنكرت أسبوعية "لوبوان" الفرنسية المضايقات والشتائم التي وجهت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين موالين للرئيس التركي، أرغموا مالك كشك جرائد في بلدة تقع جنوب شرق فرنسا بنزع الغلاف الدعائي للمجلة، الذي تظهر عليه صورة أردوغان تحت عنوان "الدكتاتور إلى أين سيصل أردوغان". نددت أسبوعية "لوبوان" الفرنسية بالمضايقات التي تتعرض لها من قبل أنصار حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبعض الناشطين الأتراك بفرنسا، بعدما خصصت في طبعتها الأخيرة ملفا كاملا حول الرئيس رجب طيب أروغان بعنوان "الدكتاتور" وذلك في إطار الانتخابات الرئاسية التركية المزمع إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو 2018. وكتبت المجلة على موقعها الإلكتروني:" بعد أسبوع من المضايقات والشتائم والإهانات المعادية للسامية والتهديدات التي وجهت إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ها هم أنصار حزب العدالة والتنمية يهاجمون رموز حرية التعبير وتعددية الصحافة". Le dictateur. Jusquâoù ira #Erdogan ? Enquête sur le président turc, dans #LePoint cette semaine >> https://t.co/SBjCJ1bUej#Turquiepic.twitter.com/MLm8wc7AD4 Le Point (@LePoint) 23 May 2018 ويأتي هذا بعدما أجبر ناشطون أتراك في بلدة "بونتيه جوريس أبرار" الواقعة قرب مدينة "أفنيون" جنوب شرق فرنسا، أحد بائعي الصحافة الفرنسية أن يسحب من على كشك الجرائد غلافا دعائيا للمجلة تظهر عليه صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرفقة بعنوان "الدكتاتور، إلى أين يمكن أن يصل أردوغان؟". "حاولت أن أتحجج بحرية التعبير لكن دون جدوى" هذا وكتب سعيد عمران، أحد صحفيي المجلة في تغريدة:" كان هناك عدد كبير من الناس ورجال الأمن وبعض الشبان الأتراك الذين هددوا بإضرام النار على الكشك". فيما أضاف كزافييه ماغنان، مدير مكتب عمدة "بونتيه جوريس أبرار" أحد المسؤولين المحليين لحزب الجبهة الوطنية المتطرف، أن مجموعة من الأتراك من أنصار أردوغان هددوا صاحب الكشك لترهيبه وإجباره على سحب صورة دعائية لغلاف المجلة. وروى سيلفان علي، مالك كشك الجرائد لمجلة "لوبوان" كيف تعرض إلى مضايقات من قبل ناشطين أتراك صباح الجمعة الماضي قائلا:" يوم الجمعة صباحا، طلب مني أحد المارة لماذا وضعت غلاف هذه المجلة على واجهة كشك الجرائد؟ أنت لا تستحي. وبعد ذلك توافد عدد كبير من الأتراك وكانوا يصرخون داخل المقهى المقابل للكشك. فأجبرت أن أشرح لهم أننا لسنا نحن من يكتب المقالات الموجودة داخل الجرائد والمجلات، ولسنا من يختاروضع الغلاف الدعائي على جدار كشك الجرائد" وواصل:" حاولت أن أتحجج بحرية التعبير والصحافة لكنهم لم يريدوا الاستماع لأي شيء". "أردوغان هتلر جديد؟" من ناحيتها، أضافت جوليه، زوجة مالك كشك الجرائد:" كنت مضطرة أن أتصل بالهيئة التي تدير الأكشاك لكي يأتوا لنزع الغلاف الدعائي". لكن بعد أن تم نزع اللافتة الإعلانية من واجهة كشك الجرائد، عادت بلدية "مونيه جوريس أبرار" وطلبت من الشركة الإعلانية إعادتها، الأمر الذي أدى إلى تجمع 100 من أنصار أردوغان أمام المحل من جديد، ما دفع الشرطة إلى إرسال دورية إلى عين المكان للحفاظ على الأمن. هذا، وخصصت مجلة "لوبوان" مقالات عديدة حول الرئيس أردوغان وبزوايا مختلفة أبرزها "كيف يراقب النظام التركي رعاياه في الخارج وكيف يحاول أن يؤثر على سياسة فرنسا". فيما تساءلت المجلة في مقال آخر "هل أصبح أردوغان هتلر الجديد؟". وإلى ذلك، عبر مديرمجلة "لوبوان" سيبستيان لوفول في تغريدة على حسابه على تويتر عن "استيائه وغضبه بعدما أقدمت شركة الإعلانات إلى نزع الغلاف الدعائي للمجلة وسألها هل أنتم من نزعتم الغلاف؟". وقالت شركة " ميديا كيوسك" الإعلانية «إن حادث مونتيه جوريس أبرار" حالة نادرة وأن الشركة لا تسحب الحملات الإعلانية من واجهة كشك الجرائد"، مؤكدة "أن وزارة الداخلية هي الوحيدة التي يمكن أن تأمر بسحب مثل هذه الحملات الإعلانية". فيما أكد الصحفي عزيز زموري لفرانس24 أن الوضع عادي جدا داخل الأسبوعية و لم تفرض أية حراسة أمنية على المبنى". "مراسلون بلا حدود" تصنف تركيا في المرتبة 157 من حيث حرية التعبير وتعاني الصحافة التركية منذ منتصف 2016 حالة من مضايقات سياسية واقتصادية بسبب تصرفات الحكومة التي أغلقت العديد من المجالات والصحف المناهضة لسياسة أردوغان فيما تم اعتقال وسجن عدد من الصحفيين. وصنفت منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تدافع عن حقوق الصحافة، تركيا في المرتبة 157 من حيث احترام مبدأ حرية التعبير فيما وصفت تركيا بـ «أكبر سجن في العالم للصحفيين" . وأشارت" أن سجن الصحفيين لمدة سنة قبل محاكمتهم أصبح المعيار الوحيد" في تركيا. وقرر الرئيس أردوغان تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة بعد أن تشاور مع حليفه دولت بهجلى، زعيم الحركة القومية اليمينية المتشددة. وأرجع الرئيس التركي قراره إلى ظروف الدول المحيطة، مثل العراق وسوريا بالإضافة إلى الحاجة لاتخاذ قرارات اقتصادية. المعارضة طالبت برفع حالة الطوارئ. طاهر هاني نشرت في : 28/05/2018
مشاركة :